أحمد المطرودي
احذروا التخدير الكويتي
2009-01-13
لم يعد البعض للأسف يفرق بين الكتابة النقدية الهادفة المبنية على أرضية ومبادئ وقوانين وبين الطرح الإنشائي المشبع بالعبارات الرنانة والمفردات الغريبة وتصنع السجع والإطناب المبالغ فيه فصارت الكتابات الصحفية أشبه بالموضوعات التي تأتي بعد الاحتفالات وفيها تحاول كل جريدة أن تختار جميل العبارات وٍأسهلها وأحبها للنفس لجذب مزيد من القراء للجريدة وبالتالي زيادة المبيعات على حساب الهدف والفكرة والمضمون ولكن هنا قد لا تلوم الجريدة لأنها تصور الحدث كما جاء وتترك للقارئ حرية الاحتفال بالحدث فإذا كان ذلك مقبولا لديه هلل وكبر مع جريدته أو أنه رفض ذلك واعتبر ما يحدث هو مبالغة ليس لها أي داع ولكن المصيبة الكبرى أن تتحول الكتابات النقدية إلى مزامير للطرب تقرع فيه الدفوف وتلحن الأشعار وترقص العرضة في حالات الفوز وتتحول فجأة في حالة الخسارة إلى بكاء ونحيب وصراخ.
ـ هذا يحدث للمنتخب السعودي ومدربه ناصر الجوهر الذي اعتبره بطلا وشجاعا حتى لو خسرت السعودية البطولة فقد تعرض لحملات شرسة ممن الممكن أن تهز الجبال لكنها لم تهز الجوهر الذي تابع عمله بكل ثقة وإصرار مستمداً قوته بعد الله بدعم المسؤولين وثقتهم به وللأسف الشديد إن الأشخاص الذين هاجموه بالأمس هم الذين مجدوه اليوم وبالغوا في المديح والإطراء وهذا ما نخشاه غدا أمام الكويت حينما يتم تصوير المباراة على أنها بين القوي والضعيف فيكون المنتخب السعودي ضحية لهذه الترشيحات والمبالغة في التمجيد ، وقد حذرت الأسبوع الماضي من وقوع المنتخب بين المطرقة والسندان.. إما تمجيد زائد أو تحطيم وإقصاء وتقليل وهنا يفقد الناقد هويته وأدواته وأجندته النقدية فيصبح كلامه فارغاً من المضمون وفاقداً للتوقيت المناسب! فهل من المعقول أن يتحدث البعض مثلاً عن أحقية ناصر الجوهر في تدريب الأخضر ونحن في المعمعة؟ ولماذا يتم تقييم النتائج على حساب العمل وأين التوقيت المناسب في الطرح؟
ـ إن مسؤولية الناقد الحقيقية هي في طرح المشكلة وإعطاء الحلول لكن أغلب الأطروحات النقدية للأسف هي طرح للمشكلة فقط دون إيجاد الحلول المناسبة وأهم شيء ينجح الناقد في أداء مهمته أن يضع نفسه مكان المسؤول صاحب القرار وعندها تتغير الكثير من الأطروحات الإشكالية الانفعالية.. إنني اخشي أن يتأثر اللاعبون بما يواجهون ونخسر المواجهة مع الكويت وهذا ما يجعلني أحذرهم وأهمس في آذانهم إن الفوز يحتاج إلى جهد وعمل.