أحمد المطرودي
لماذا يصرون على الهلال؟
2009-02-03
يبدو أن البعض لم يعد يفرق بين منافسة الأندية على الحصول على توقيع لاعب.. أو أن يختار اللاعب نادياً معيناً يرغب الانضمام إليه من بين كل العروض وهو الأمر الذي سيحسم كل شيء في النهاية، لكن هل من الذكاء أن يحدد اللاعب نادياً معيناً قبل أن يعرف قيمة عرضه مقارنة بالعروض الأخرى؟ وما فائدة وكيل أعمال اللاعب إذا كان سيتصرف بارتجال وانفرادية دون الرجوع لوكيله ومعرفة الطرق النظامية للانتقال والتي تحافظ على حقوق اللاعب وتؤمن مستقبله، فليس كل نجم موهوب في كرة القدم يجيد هز شباك الخصوم وينشر الفرح في مدرجات جماهيره وجنبات ناديه لديه القدرات العقلية والثقافية لمعرفة كيفية الانتقال والأساليب التي تضمن له الاستمرارية في الملاعب من خلال إتباع الطرق السليمة في الاحتراف سواءً كان ذلك في ممارسته داخل النادي أو في الكيفية التي سينقل بها واختيار العرض المناسب.
في قضية عيسى المحياني ظهرت الآراء المتعصبة والمتشنجة التي تدعم كل فريق دون الرجوع للوائح والأنظمة، وهناك من قلب الموازين وتعالت الأصوات (وكل يغني على ليلاه) وتحولت المناظرات التلفزيونية إلى أماكن للشتائم وتبادل الاتهامات وبدلاً من أن يقوم الضيوف بتنوير المشاهدين واطلاعهم على آراء محايدة ومنصفة صاروا على العكس حيث حمل كل شخص سيف المبارزة والمحاماة عن ميوله وناديه المفضل، وتعالي أصوات الأندية من مسؤولين داخل النادي أو حتى شخصيات خارجه له مدلولات كثيرة لكن لعل من أبرزها.. إحساس هؤلاء أن الإنصاف والعدل لن يتحقق لهم إلا من خلال المجادلة والمطالبة وهي اللغة التي من الممكن أن تحقق لهم ما يريدون ولكن إشاعة القانون والنظام وتحقيق المساواة والعدل هو من يبث الأمان والطمأنينة لدى الجميع وتختفي تلك الظواهر السلبية وتظهر على السطح لغة القانون فقط.
- احترام رغبة اللاعب أمر ضروري في عملية الانتقال ولكن لا بد من التفريق بين مناقشة اللاعب عن رغباته والاقتناع بوجهة نظره وبين رفضها وتحقيق رغبات أخرى قد تحددها عقلية المسؤولين في هذا النادي أو ذاك، وحينما نبحث عن أسباب رغبة بعض اللاعبين في الانتقال لنادي الهلال تظهر على السطح مؤشرات مختلفة لا بد من دراستها والتركيز عليها... فما الذي يجعل هؤلاء يفضلون الهلال؟
إن التربة الخصبة والصالحة المتوفرة في الهلال أحد أهم الأسباب التي تجعل اللاعب يريد أن يطور نفسه وينمي قدراته ويحقق طموحاته من خلال الانتقال إليه والذي يعتبر جسراً قوياً وصلباً وثابتاً للوصول للمنتخب والأمثلة كثيرة لكن أبرزها.. الزوري والفريدي وهوساوي والمرشدي وأقواها ياسر القحطاني... الذي أصر على الانتقال للهلال وأبدى رغبته في أن يصل لمنصات التتويج والتربة الهلالية الخصبة تشمل.. الاهتمام باللاعب والوقوف معه والقضاء على مشاكله حتى الأسرية منها ودعمه بكل الوسائل.