أحمد المطرودي
نور المشكلة والحل
2009-07-21
لو طبقنا في المجتمع الرياضي سياسة أعط القوس باريها لحلت مشاكل كثيرة قبل أن تتصاعد ولكن للأسف أننا جمعياً نستلم مشرط جراح ونبدأ بفتح الجراح في محاولات للعلاج وقد يكون بعض الذين يمزقون الأجساد ليس همهم الدواء بقدر ما هي ممارسات لإسقاطات وانفعالات تحكمها في كثير من الأمور والعواطف والأهواء والميول الشخصية ويغلب على التصرفات الكثير من التسرع والاندفاع فنخسر الكثير من المكتسبات ويكون الشخص الذي يحتاج إلى وقفتنا في موقف أصعب من تدخلنا فنزيد الطين بلة ونصعد المواقف ونعلن الحرب على الأشخاص الذين هم بأمس الحاجة لنا في ظروفهم الصعبة ولو فكر كل شخص أن يحاول العلاج وليس المحاسبة لتمكن من الوصول إلى الحلول حتى ولو لم يجد ذلك المعالج الأساليب العلمية والتقنية المطلوبة، وفي قصة محمد نور دروس مستفادة إلى حاجة الأندية سواءً الكبيرة منها كالاتحاد أو حتى الأندية التي تسمى بالصغيرة والبعيدة عن الإعلام والجماهير إلى أشخاص تربويين ناجحين قادرين على رأب الصدع ولتقريب وجهات النظر ومساعدة المخطئ في عدم إتاحة الفرص له بالاستمرار بالخطأ وهو الشعار الذي وضعه الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بالقول (انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً)، ومحمد نور هو مخطئ بحق نفسه أولاً وبحق ناديه وتاريخه حينما يعالج مشكلته النفسية والإحباط الذي أصابه بمشكلة أكبر ولو تفهم الاتحاديون ماذا يريد نور بالضبط لما وصلت الأمور إلى هذه الحدة من التوتر في العلاقة بين الجانبين والذين حاولوا علاج المشكلة لم يحققوا ذلك بل زادوا الأمور تعقيداً لأن هناك من مارس التجريح والتحطيم بحق هذا النجم الكبير لمجرد فقط أن أبدى لهم الرغبة في الابتعاد لفترة مؤقتة، وإذا اعتبرنا (نور) ظالما لنفسه ولناديه فعلى القريبين أن يمنعوه من هذا الظلم ولكن بطريقة تربوية صحية سليمة تحفظ كرامته وتصون تاريخه ومكانته فاللاعب ليس عاملاً يمكن أن يعمل ساعات طوال وينتج حتى لو كان في حالة نفسية غير سليمة.. اللاعب لا بد أن يكون جاهزاً نفسياً حتى يستطيع أن يعطي داخل الملعب وعندها تتحقق النتائج وتأتي البطولات وتصفق الجماهير في المدرجات وأيضاً على المحبين والمقربين لمحمد نور أن يقفوا معه ولكن هل الوقفة مع اللاعب أن تؤيده على أخطائه؟ بل إن أقرب الناس إليه عليه أن يصارحه بأن أسلوب حل المشكلات يحتاج إلى تعقل وبعد نظر وتأن والخروج منها بأقل الخسائر.