أعتقد أن فرحة الرياضيين السعوديين ابتداء بالمسؤول وانتهاء بالمحبين والعاشقين للرياضة السعودية والحريصين على تطورها وسمعتها لن تكتمل طالما لم يحقق المنتخب السعودي نفس التصنيف ويظهر من أفضل المنتخبات في العالم، وقد تحدثنا كثيراً أن قوة الدوري السعودي بإعلاميته وجماهيريته وزخم النجوم البارزة وعدد الأندية الكبيرة المنافسة على بطولاته المحلية والخارجية لا بد أن يتمخض عن كل هذه المعطيات منتخب قوي يتوازى مع قوة الدوري فالعالم يقيم الرياضة وكرتها من خلال منتخبها قبل أن ينظر لقوة الدوري والمنتخب السعودي مهما كان قوياً ومنافساً ومحققاً لبطولات كثيرة وطرفا ثابتا في النجومية الآسيوية لديه القدرات والإمكانات لأن يحقق نتائج ومستويات أفضل مما قدم وحصل عليه، ولكن هناك ظروف وعوامل لم تساعد الأخضر في بعض المناسبات لأن يحقق النتائج القوية المقرونة بالمستويات الثابتة والمتطورة ومنها كثرة تغيير المدربين، فعدم الاستقرار على مدرب ثابت يجعل تشكيلة الأخضر دائماً ما تتغير فيخرج لاعبون ويدخل آخرون فيفقد اللاعب ثقته بنفسه وبدلاً من تقديم المستوى الفني وتطبيق خطط المدرب والمساعدة في الأداء الجماعي تغلب على اللاعبين الضغوط النفسية والألعاب الفردية وأحياناً العشوائية فاللاعب الأساسي كان بالأمس خارج التشكيل وحينما يضم سريعاً يدخل في معمعة إثبات الوجود فيختل توازنه وتنعدم روحه ويفقد الثقة في نفسه ويسعى جاهداً لأن يثبت وجوده على حساب المنظومة والمجموعة وخطط اللعب فيفقد فائدته وهنا تنعدم الهوية والشخصية للأداء الجماعي المتكامل فنلعب مباراة قوية نحقق فيها الفوز ونخسر أخرى من فرق ضعيفة وبمستويات متدنية وتكثر الانتقادات والتشخيصات والتحليلات والإفرازات الانفعالية، وبدلاً من وضع المشرط الجراحي على الداء تكثر المشارط وتزداد الجراح وتغيب النظرة السليمة لنوعية المشكلة ونعالج الأماكن السليمة ونترك المريض فتتضخم المعاناة ويمارس الإعلام إسقاطاته الانفعالية فلا يترك شيئاً إلا وتعرض له أحياناً بالنقد وأخرى بالسب والتجريح الذي يطول كل شيء، المدرب والمسؤول واللاعب وطرق الاحتراف وأخرى كثيرة لا يمكن حصرها.. المنتخب السعودي بحاجة إلى دقة اختيار اللاعبين وتثبيت التشكيلة واستقرارها والاستعداد الجيد بالمعسكرات التأهيلية والثبات على نفس الأسماء التي ستشارك في المباريات الرسمية بالمباريات الودية فما الفائدة حينما نستعد بمباريات تجريبية لبعض الأسماء التي تجد نفسها في المباريات الرسمية خارج التشكيل بينما يحل لاعبون جدد على خارطة المنتخب تشارك في الرسمية وهي التي لم تشارك في الودية وكأننا نجرب اسم المنتخب في الوديات وليس لاعبيه وعندها لن تظهر هذه الأسماء ما لديها من قدرات ويفقد الأخضر قدرته على تقديم شخصيته الحقيقية التي يجب أن يظهر بها.