|


أحمد المطرودي
الأخضر التفاؤل والأمل
2009-09-08
من خلال الفرص السهلة التي ضاعت على الهجوم البحريني أمام منتخبنا الأخضر السعودي يرى البعض أن التعادل السلبي أمام البحرين هو مكسب للسعودية خاصة أن الحسم سيكون في الرياض وهنا وقعنا في خطأ كبير من خلال اعتبار أن النتيجة السابقة تأتي لمصلحتنا وهي في الحقيقة العكس تماماً لأننا نحتاج إلى الفوز وحده حتى نحقق التأهل بينما البحرينيون يتأهلون من خلال التعادل الإيجابي بأي نتيجة وهذا قد يضعنا في مشكلة لم ينتبه لها البعض، فالخسارة أو التعادل طوال دقائق المباراة على أعصابنا ما لم يتقدم الأخضر بهدفين على الأقل يريح بهما الأعصاب ويعطي فرصة أكبر للاعبين لتفجير طاقاتهم وتقديم ما لديهم من مستوى فني وكذلك المدرب "بسيرو" الذي يحتاج إلى مزيد من الهدوء وعدم الانفعال حتى يستطيع أن يقدم كرة ثابتة ومستقرة قادرة على أن تصل إلى المرمى البحريني بطريقة هادئة منظمة ومتوازنة بعيدا عن الانفرادية والارتجالية التي شاهدناها وقلة التركيز التي جعلت الفرص السهلة أمام المرمى البحريني تضيع بسبب الرعونة وعدم قدرة بسيرو على توظيف عناصره بشكل ممتاز واعتماده على الأسماء الرنانة والتي لم تعد قادرة على تقديم مستوى يرضي طموحات السعوديين، فالوسط غير قادر على تنفيذ أدواره وهو أضعف الخطوط فحسين عبدالغني تائه وكراته مقطوعة ولا يعرف له مركز خلال المباراة بينما لم نشاهد أي شيء يقوم به "كريري" سوى الفرجة وتحريك الكرة بشكل روتيني..
ـ العناصر القوية هي القادرة على جلب النتائج وليست أسماء لا تقدم أي شيء داخل أرض الملعب ولو كنت مكان المدرب بسيرو لأبعدت عبدالغني وكريري واستعنت بتيسير الجاسم والشلهوب ودعمت الهجوم بالشمراني لتحريك الهجمات المرتدة التي كانت مضطربة أحيانا وأخرى بطيئة وحينما نحتاج إلى السرعة في بناء الهجمة تتحول التحركات إلى تخبطات تتسبب في ضياعها وعدم قدرة خط المقدمة الاستفادة من الفرص المتاحة نتيجة عدم الانسجام بين هذا الخط وبين لاعبي الوسط من صناع اللعب الذين يستخدمون عادة الأسلوب الارتجالي في تقديم كراتهم لخط المقدمة.
وهذا الأسلوب قد لا يعطي المجال الواسع والفرص المتاحة للتسجيل لأن هز شباك الخصوم يحتاج إلى هجمة مبنية على تكتيك مقنن ومدروس وهدوء وتروٍ وثقة وانسجام بعيداً عن الضغوط النفسية التي ممن الممكن أن تجعل اللاعب لا يستطيع أن يقدم ما لديه في لقاء الغد المنتظر والذي سيحظي بأكبر حضور جماهيري يشهده ملعب الملك فهد نظرا لأهمية المباراة وأيضا لتوقيتها المناسب ولهذا أتمنى أن يكون الحضور الجماهيري السعودي عاملا عن عوامل رفع المعنويات وتحقيق الفوز والاستعداد لملاقاة نيوزلندا للعبور إلى المونديال.