|


أحمد المطرودي
المنتخب والرياضة السعودية
2009-09-15
منذ سنوات ماضية والمنتخب السعودي ضحية التغييرات الكثيرة في صفوفه ولم يستطع الأخضر أن يستقر على تشكيل ثابت يعطيه الهوية والشخصية التي تجعل أداءه متوازناً وثابتاً وقادراً على تحقيق النتائج القوية المقرونة بمستويات رفيعة فلا أحد يستطيع أو يتكهن بتشكيلة الأخضر من مباراة إلى أخرى فضلا عن المشاركة في كل مناسبة بطاقم مختلف ومتنوع فمن خرج بالأمس يعود أساسياً ويجد اللاعب الأساسي نفسه خارج القائمة ونلعب في المباريات الودية بأسماء كي نستعد للمواجهات الرسمية لكننا نفاجأ بتغييرات كثيرة تنال من قوة الأخضر وعنفوانه، وقد تحدثنا كثيراً عن هذه المشكلة وتأثيرها على أداء المنتخب من خلال أطروحات صحفية وإعلامية ويعود سبب هذه المشاكل إلى كثرة التغيير في المدربين واختلاف المدارس التدريبية وأمزجة للأشخاص الذين يشرفون فنياً وقناعاتهم تحدث الكثير من التغييرات السريعة والمتلاحقة فاللاعب الذي ترى الجماهير السعودية أنه نجمها الكبير والقادر على صناعة نجوميته وخطف الانتصار للمنتخب تجده يهبط لأرض الملعب لإثبات وجوده والبحث عن الانسجام مع المجموعة والأجدر أن يكون هذا النجم واثقاً من نفسه وقدراته باحثاً عن تحقيق المصلحة المشتركة والعامة فيلعب متعاوناً مع زملائه ومبتعداً عن الفردية والأنانية والتسرع وسوء التركيز وعدم القدرة على خدمة اللعب بالأسلوب الجماعي الذي يفرض الإيقاع ويصنع الإبداع ويحقق الإنجاز.
ـ لقد شاهدنا نجومنا الكبار وهم يركضون لإثبات وجودهم ويلعبون بهموم وخوف وقلق ومشاعر مزدوجة وغير مستقرة وكل نجم يضع يده على قلبه طوال المباراة خوفاً من استبعاده من الملعب ومن ثم تبدأ رحلة جديدة من فقدان الثقة واستقبال حالات الهجوم القاسية ورغبات التشفي المنتظرة فجاءت مستويات هؤلاء النجوم متميزة في أنديتهم وضعيفة حينما يرتدون الشعار الأخضر فهل محمد نور الذي يتنفس عطاءً وتألقاً مع الاتحاد هو نفسه ذلك التائه وسط سيقان البحرين أم هو ناصر الشمراني الذي يسارع الخطى مع مالك معاذ كل يقول بلسان حاله هأنذا موجود وأستحق أن أدخل تشكيلة المنتخب وقد شاهد الجميع ياسر القحطاني وهو يتسرع في تسديد الكرات رغبة في المصالحة الجماهيرية لكن الرياح جاءت بما لا يشتهي هؤلاء النجوم الذين خذلونا وخذلوا أنفسهم وأيضا المسؤولين عنهم لكنهم في نفس الوقت هم ضحية الإعداد والتغيير وعدم الاستقرار أو الشعور بالأمان وقد حذرت في الأسبوع الماضي من كارثة قد تحل بالأخضر دون أن نشعر وهي أن التعادل السلبي سيدخلنا في مشكلة ونفق مظلم لأن البحرين تستطيع أن تتأهل من خلال أي تعادل إيجابي وعلى الأخضر حتى يتأهل أن يفوز وهذه هي الصعوبة في المباراة فجاء الهدف الثاني ليكشف أن الأخضر يحتاج إلى قائد محنك يجيد تهدئة اللعب ويبث الطمأنينة في نفوس اللاعبين لا قائداً هو من يسارع في تنفيذ رمية التماس وباستعجال غريب وقلنا أيضا إن مدربنا العزيز ركز على الأسماء دون التفكير بالمستوى الفني فأبقى كريري وعبدالغني وياسر كأسماء لم تقدم فنياً ما يشفع ببقائها في صفوف الأخضر فضلا عن استبعاده لأفضل لاعب وهو أحمد عطيف وهو بهذه التصرفات قضى على المصدر المتميز في الوسط السعودي وشل الهجوم وأضعف الدفاع لعدم وجود ارتكاز جيد قادر على مساندة الدفاع وخاصة ظهيري الجنب الذي تحمل عبدالله شهيل وأسامة هوساوي مشاكلهما حينما اعتمد البحرينيون على الجهة اليسرى بشكل كبير (وبسيرو) من خلال تعاطيه مع هذه المباريات أثبت عدم قدرته على فرض شخصيته التي يراها بل سارع للمجاملة لعله يكسب الجولة لكنه خسر كل شيء.. وأعتقد أن الاستقرار التدريبي مهم جداً للمرحلة المقبلة لكن ليس (بسيرو) هو الحل لهذا الاستقرار الذي كنت من أشد المطالبين به خاصة بعد أنباء إقالة كالديرون من الأخضر والتي كانت لي شخصياً صدمة كبيرة لأنني كنت أرى أن المنتخب السعودي بدأ يأخذ وضعه من الاستقرار ولكن جاء التغيير لنبدأ رحلة جديدة مع هذا الأخضر الذي أرى أنه لا يعكس واقع الكرة السعودية المتطور ونجوم دوري زين المتميزين ولكن بشيء من التنظيم والإعداد والاستقرار تحقق الأحلام.