|


أحمد المطرودي
التشفي والحب
2009-09-29
حينما لا يرتكز الشخص في حبه وانتقاداته على بنية تحتية وقوية معتمدة على المبادئ الثابتة والثقافة العالية والتربية السليمة والبحث عن الحقيقة فإنه قد يتحول إلى عدو يريد تحطيم كل شيء وحينما يفقد الأمل في تملك من يجب يتحول إلى حيوان مفترس يريد أن يحطم ما يحب كأنه ذلك الطفل الصغير الذي فقد لعبته وصار يبكي ليس حبا لها وإنما لأنها تقوم بتسليته فقط وحينما تكون اللعبة لدى الآخرين فإنه يسعى لتحطيمها وحينما يمل أو يسأم من هذه اللعبة يبحث للتخلص منها وحرمان غيره من التمتع بها وقد تحولت العلاقات والصداقات إلى مصالح فقط وتحول الحب إلى أنانية ورغبة في التملك وفي مجتمعنا عشرات الهائمين والعاشقين المحبين الذين يذرفون الدموع ويسهرون الليالي ويكتبون أبيات الشعر رغبة في الحب والعطاء والوصال ولكن هذه المشاعر الجميلة والروح الحلوة تتحول إلى وحشية وتهديد وخوف وقمع لمجرد أن الأمل في الوصال قد انقطع وهؤلاء لا يعرفون الحب الحقيقي المبني على توازن الرغبات بين المحب ومحبوبه وأن صدق المشاعر يكمن في تمني السعادة للمحبوب حتى لو كان بعيدا عن العين.. النرجسيون يعشقون أنفسهم وحينما يمثلون حب الآخرين فهو ليس إلا فقط لإشغال قلوبهم وتسلية أنفسهم وفي المجتمع عينات كثيرة من هذا النوع.
ـ وفي المجتمع الرياضي تحول المحبون والعاشقون لأنديتهم إلى كارهين وحاقدين لمجرد فقط اختلافهم مع إدارة النادي التي تسير النادي بصفة مؤقتة وبسبب مواقف بسيطة وسهلة وتجدهم يتمنون هزيمة ناديهم فهم لا يعرفون للحب معنى ولا للانتماء أساسا بل تنقلب قلوبهم وأفئدتهم ومشاعرهم مع مصالحهم الشخصية وهنا تظهر أهمية التربية في حياة الأفراد.. فعن طريقها تبني الشخصيات وبالطرق العلمية والسليمة تصنع الرجال والتربية القاسية والحرمان والتحطيم والقمع تعطي نتائج سلبية في حياة الإنسان فيصبح شخصا لا يعرف الحب والتسامح والتصافي طريقا إلى قلبه.. بل الكراهية والحقد والحسد وحب الانتقام هي المتأصلة في نفسه وأحاسيسه فإذا عاش طفولته بتربية خاطئة فلن يستطيع أن يحب أحدا.. ولا يستطيع أن ينتمي لوطن أو بلد أو
أي شيء آخر ويقضي وقت تفكيره في الهدم للآخرين
وليس بناء الشخصية وتطويرها والمنافسة الشريفة مع أقرانه لأنه يري أن سقوط الآخرين متنفس له يعطيه الأريحية والسعادة المؤقتة وكأن إخفاق غيره من الناس سوف يجير له شخصيا ولو كان الانتقام والحقد والتشفي هي أسلحته التي تدمره وتدمر مجتمعه.