|


أحمد المطرودي
الهلال لا يستحق الزعامة
2009-10-06
بغض النظر عن صحة اختيار الهلال زعيماً للقرن الآسيوي وبعيداً عن الآلية التي تم فيها ودقته والمعايير التي من خلالها حصل على هذا اللقب وحتى لو كان الأمر كله مجرد حكايات في شبكات الإنترنت فالهلال زعيم وكبير وصاحب أكبر بطولات في آسيا وأكثر الأندية شعبية وإعلامية وأكثرها استقراراً ونموذجية والأكثر تميزا في أعضاء شرفه الذين يدعمون دون إحداث انقسامات أو مشاكل وهو أكثر الأندية أيضا الذي يلقى دعماً إعلامياً كبيراً وحتى على مستوى الإعلام تجد أن الإعلاميين الهلاليين متعاونين ومترابطين عكس الأندية الأخرى فتجد التنافر والتناحر من زملاء في نفس الميول.. بل هناك أعضاء شرف في بعض الأندية يحاربون بعضهم البعض وهذا جعل للهلال هيبة وسمعة وقوة ومن ينتمي إليه يصدق في عشقه ويخلص له دون النظر لمصالح شخصية أو رغبات أو أهواء وإذا اتفق الهلاليون فإنهم يتفقون على مصلحة الهلال وحينما يختلفون فهو للسبب ذاته وهنا صار الهلال صديقا للبطولات والإنجازات والانتصارات.
وقليل جدا أن يتعرض للهلال لهزات أو إخفاقات أو نتائج كبيرة مخجلة ولم نسمع عن مشاكل أو مصادمات أو إساءات إعلامية ضد أحد داخل البيت الهلالي وحينما يتعرض الهلال ككيان لأي إساءة أو تحجيم أو حاول أي شخص أن يبخسه حقه هب الجميع بصوت واحد وقوة واحدة لاسترجاع هذا الحق وإعادته، وبصراحة لا يوجد ناد في السعودية يتميز بكل هذه الصفات والتي تميز بها الهلاليون حتى أن أي شخص ينتمي لهذا النادي يجد الدعم والمساندة والدفاع عنه ومؤازرته وهذا كله جعل الهلال مختلفا، فالحب والانتماء والميول والرياضة ليست فقط ركضا على العشب الأخضر وتسجيلا للأهداف بل هي أكبر من ذلك ولن تستمر الأندية التي لا توجد فيها بيئة صحية سليمة مهما كانت تملك الأموال والنجوم الأفذاذ وحينما نتحدث عن الاختيار الهلالي لزعامة القرن الآسيوي يتبادر إلى الأذهان تساؤلات توجه للطرفين المتناقضين في الموضوع.. وهم الطرف الهلالي والمتعاطف مع القضية.. هل سينقص الهلال من قدره فيما لو لم يفز باللقب الآسيوي ولو افترضنا أن هناك أطرافاً في الاتحاد الدولي للإحصاء مثلا لم ترغب في فوز الهلال وجيرته لآخر ؟ وإذا فاز الهلال باللقب وخرج المتعصبون في كل مكان ليقولوا إن الهلال لا يستحق اللقب وبحثوا عن الأسباب والدوافع والقصص لكي يحرموا الهلال من لقبه هل سيقلل هذا من قيمة وقدر الهلال؟ وهل الهلال بحاجة إلى تقييم الآخرين حتى يتم الاقتناع أو العكس، وحتى لو لم يكن الخبر صحيحا فما الذي يجعل الهلال هو المرشح الأقوى ليكون زعيما للقرن ولماذا لم يتم ترشيح آخر حتى لو كان خبرا مفبركاً؟
أما الطرف الآخر والمناهض لفوز الهلال فإنني أسأل هؤلاء ما الذي يجعلكم تتحمسون لطمس إنجاز يسجل للهلال وحده بل هو للوطن جميعاً ولو فاز به ناد آخر هل ستقومون بنفس الحماس والهمة لمعرفة الحقيقة.. القضية أفرزت حاجة إعلامنا السعودي إلى عقول راجحة ومتفتحة ومثقفة وبعيدة عن العنصرية والتعصب والسطحية لكي يتم تناول القضايا بطريقة سليمة وسوية تساعد القارئ على تفهم الواقع ومعرفة الحقيقة والاستنارة بآراء ناضجة وهادئة محايدة بعيدا عن المزايدات والمتاجرات الرخيصة لأن انتشار مثل هذا الداء هو خطر علينا جميعاً وعلى مجتمعنا الرياضي وغير الرياضي.