|


أحمد المطرودي
الغاية بين المتعة والإثارة
2009-10-13
أي شخص يتقلد منصباً عليه أن يفرق بين الوسيلة والهدف والغاية وإلا سوف يصبح عمله خاطئا وتكون نتائجه سلبية ولا تحقق المراد أو المطلوب من هذا العمل، ولجنة المسابقات إذا لم تعرف الغاية من وضع أي مسابقة وتفرق بينها وبين الوسائل والأهداف الموصلة لهذه الغاية فستقع في أخطاء كبيرة ولعل أبرز الأخطاء توقيت مسابقة فيصل بن فهد لأندية الدرجتين الأولى والممتاز، فدعونا نسأل لجنة المسابقات ما هي الغاية من وضع هذه المسابقة؟ وقد تجد الإجابة جاهزة ومعلبة وهي إعداد مجموعة من اللاعبين الشباب للفريق الأول واحتكاك الفرق التي في الدرجة الأولى مع فرق الممتاز وإعطاء الأندية فرصة التجربة وإشراك لاعبين لم يأخذوا فرصتهم وتوسيع مشاركات الأندية الخارجية، وهناك أيضا مجموعة من الأهداف والغايات التي نحتاج إلى وقت لحصرها مع لجنة المسابقات ولكن هل العمل الذي تقوم به اللجنة في توقيت هذه المسابقة يعطي فعلا نتائج مفيدة للأندية؟ فزرع هذه المسابقة في وسط الموسم ومع مباريات دوري زين للمحترفين وكذلك دوري الدرجة الأولى يلغي كل الانطباعات الإيجابية التي من الممكن الحصول عليها من هذه المسابقة التي أصبحت بالنسبة للأندية شوكة في الحلق فإن هي أهملت هذه المسابقة وركزت على الفريق الأول في الدوري فقد يتعرض لهزائم وخسائر تسبب لها المشاكل مع جماهيرها وإن اهتمت بها وركزت عليها ودفعت الأموال الطائلة فسيكون ذلك على حساب مشوار الفريق الأول في الدوري الذي سيناله شيء من التقصير وهي نتيجة طبيعية وقد يخرج أي شخص ويطالب الأندية بأن تهتم بالاثنتين كأس الاتحاد للاعبي الأولمبي وأيضا الفريق الأول وأن الأندية وإداراتها عليها الاهتمام والتنسيق وتوزيع المهام والأدوار حتى لا يكون هناك ازدواجية وأنا مع هذا التوجه ولكن إذا عزلت المسابقة عن الدوري بحيث يبدأ الموسم مبكرا بمباريات كأس الاتحاد وعقب تتويج البطل تبدأ مسابقة كأس ولي العهد وبعد نهاية كل المسابقات يبدأ الدوري وهنا ستظهر المتعة عند الجماهير وستتمكن الجماهير من المتابعة والتركيز وستحظى المباريات بمتابعة صحفية وإعلامية وسيكون هناك حضور جماهيري كبير للمباريات، ويستطيع المتابع أن يفرز ويفرق بين المباريات فأي متعة تلك التي ستحصل من لعب 12 مباراة في يوم واحد وهل القصة أو القضية بالنسبة للجنة المسابقات أن تقوم بعمل يعتمد على الكم وليس الكيف فما هي الفائدة التي ستعود على رياضتنا من هذا الحشد الكبير في المباريات وهذا التداخل الذي جعل المباريات أشبه بالواجب الذي على الأندية والجماهير تجاوزه والارتياح منه بدلاً من حضور التشويق والمتعة والإثارة كذلك عملية تأجيل وتقديم المباريات التي صارت كبسولات مستمرة في كل دوري لابد من تناولها كل عام.
توقيت المسابقات وفرزها أمر ضروري لأجل أن تستعد الأندية بطريقة سليمة وقوية وحتى تستطيع الجماهير أن تستمتع وتتابع وحتى لا تكون مباريات كرة القدم أشبه بالواجب المدرسي الذي يجعل الطالب مكتئباً حتى يقوم بأدائه.