|


أحمد المطرودي
صاح الرائد ولكن!
2009-11-24
فرّط لاعبو الرائد أمس أمام نجران في فوز ثمين يخرجهم من عنق الزجاجة ويغسل الأحزان الرائدية المتناثرة في كل مكان بعد أن حقق الفريق مركزاً مرعباً في سلم الترتيب ودب القلق والخوف في نفوس جماهيره العريضة التي لم تقصر في مؤازرة الفريق ودعمه، ولكن أفراد الفريق فرطوا في فرصة كانت في متناول أيديهم خاصة أن الشوط الأول كان فيه نجران مستسلما وتسبب المدرب الرائدي سوزا وابن جلدته اللاعب كامبوس في ضياع نقاط هذه المباراة التي كان لوجود حاتم عقل تأثير قوي لو لعب به في البداية وكامبوس كان عبئا في تحركاته وأضاع فرصة لا تعوض وهنا وضع لاعبو الرائد أنفسهم وناديهم في الخطر وعليهم أن يمارسوا أسلوب التحدي المعروف عن الرائد وانتشاله من هذه الوضعية إلى منطقة الأمان والتي كانت الجماهير الرائدية تتوقع أن تحققها مع بداية الدوري استبشارا بالدور الكبير والعمل الجبار الذي يقدمه الرئيس الألماسي فهد المطوع الذي ترى الجماهير الرائدية أنه مكسب كبير للنادي حتى لو لم يحقق البقاء في الأضواء فإذا كانت الخسائر الفنية تحزن عشاق الرائد فهي أيضا تزيدهم ألماً ومرارة لأنها تقسو على رئيسهم تلك الخسائر مما سيؤثر على نفسيته وعطائه واستمراره من خلال الحكم الثائر الذي يمارسه البعض تجاه أي إخفاق يحصل للفريق.
ـ التسرع في الحكم على شخصية فذة مثل فهد المطوع هو خطأ كبير قد يرتكبه بعض الرائديين وهم لا يدركون أن العمل الصحيح شيء والنجاح شيء آخر فمن يحكم على الرئيس بالفشل لأنه لم يوفق في بعض الاختيارات أو لنقل التفريط في بعض اللاعبين هو بصراحة يتجنى على الرجل ولا ينصفه أو يعطيه حقه فالأندية الأخرى صرفت الملايين ولم تحقق الانتصارات وبقي كحيلان هو كحيلان فلماذا في الرائد يمارس الإقصاء على الرئيس لمجرد أخطاء فنية الكل يعرفها ولا تحتاج إلى ناقد أو محلل بل إن أكثر الذين يقيمون ويعددون أخطاء المطوع هو نفسه لأن الرجل لم يخرج للجماهير ويقول إنني عملت الشيء الصحيح وأنتم وآراؤكم هي الخطأ بل هو ذكر أخطاءه التي وقع فيها قبل أن تطرح في أسلوب نقدي سواء في الصحافة أو شبكات الانترنت أو مجالس الرائديين، وعلى كتاب الرائد الكبار في شبكة الإنترنت أن تكون كتاباتهم أكثر اتزانا وتعمقاً وطرحاً وألا تكون الآراء هي ردة فعل وغضب يمارس بها البعض السب والشتم والتقليل والتحجيم فحتى لو هبط الرائد إلى الأولى فسيعود بقيادة ابنه البار الألماسي فهد المطوع وطالما الرائد خلفه هذا الرجل وجماهير عريضة ومحبة وعاشقة فهو قادر على صناعة الإعجاز وتحقيق الإنجاز.
ـ في الموسم الماضي حقق نجران فوزه على الرائد في بريدة وتوقع الجميع هبوط الرائد بعد أن تلقى الخسائر المتتالية وكنت أراهن على بقائه لأنني أعرف تاريخ الرائد وروحه وقدرته على التحدي، والخوف على الرائد يأتي من خلال ردة الفعل القاسية التي قد تنسينا وتعمينا عن الأخطاء ونضع أيدينا نبحث عن الجرح فنضعها في مكان آخر.. أخشى أن يصدق البعض أن رئيسهم الألماسي لا يملك إلا المال ومن يصنع المال غير العقول الكبيرة ولكن الشفافية في التعامل والنقد البناء الهادف دون تجريح بحيث يتم نقد العمل والأخطاء بعيدا عن الحديث عن شخصية المنقود حتى لا نخسر رجلا كل الأندية السعودية كبيرها وصغيرها تتمناه ومن تمكن من رسم البسمة على شفاه الجماهير الرائدية في الموسم الماضي وهو عضو شرف داعم وبظروف صعبة قادر أيضا أن يعيد هذه البسمة مرة أخرى وهو رئيس، والرائديون العقلاء يدركون تماما أن بقاء هذا الرجل في الرئاسة سنوات سيصنع من الرائد ناديا ينافس على البطولات والموقف الذي يتعرض له الرائد الآن ليس غريبا عليه وهو قادر على أن يعيد للناس وللجماهير الرياضية ذكرى التحدي وأهليته لهذا اللقب الذي أثبتت التجارب والمباريات الحاسمة، أنه فعلا يستحق هذا اللقب بعد أن قلب الطاولة والموازين في وجوه خصوم أقوياء وانتزع منهم ما يريده ولكن هذا التحدي يحتاج إلى أعصاب حديدية ونفوس قوية ومعنويات مرتفعة وهمة عالية قادرة على تحمل العقبات والإخفاق والصمود وأمام الرياح العاتية والقدرة على النهوض ونفض غبار الخسائر إلى هز شباك الخصوم وتحقيق الانطلاقة، وشخصيا أراهن على بقائه في دوري زين للمحترفين لأنني أدرك تماما أن المرحلة المقبلة ستشهد تغييرا كبيراً في الفريق سيمنحه بطاقة العبور للوقوف على قدميه، وكما يقال في المثل العربي (الرائد لا يكذب أهله) والرائد لن يكذب رئيسه الألماسي ولا محبيه وعشاقه وسيقف بقدميه مع الكبار لأنه كبير بكيانه وجماهيره العريضة وتاريخه الكبير.