|


أحمد المطرودي
الاتحاد النعمة والنقمة
2009-12-01
بالأمس القريب كان الجميع يضرب المثل في قدرة الاتحاديين على تجاوز خلافاتهم وعدم وصولها إلى الفريق الأول خلال مشواره الآسيوي والمحلي وتحقيق أفراده المستويات الرفيعة على العشب الأخضر وداخل ملاعب كرة القدم وعدم تأثير هذه الخلافات على مسيرة الاتحاد بل أن البعض رأى أن خلافات الاتحاديين تزيدهم قوة أمام الخصوم ولكن الآن الوضع يبدو لي مختلفا تماماً عن السابق أو لنقل الماضي القريب فالخلافات الاتحادية الحالية عصفت بالفريق وبدأت تلوح بالأفق علامات ودلائل أن الوضع الاتحادي لم يعد كما كان سابقاً حينما كانت الاختلافات لا تصل إلى الجسد الاتحادي ولا تصيبه بالأمراض بل تعطيه اللقاحات المناسبة والمهمة كي يواصل مهامه وعطاءه وإبداعه ولكن وليسمح لي الاتحاديون... فالخلافات الآن وصلت للجسد الاتحادي وبدأت تنخر فيه ما لم يتم تدارك الوضع والعمل الجاد بقوة واتحاد وتكاتف حتى لا يصاب هذا الجسم بالداء ثم يصعب علاجه وقد يستغرق هذا العلاج عشرات السنين وقد يعود الاتحاد إلى النوم العميق بعيداً عن المجد والبطولات وهو الشيء الذي لا تحتمله الجماهير الاتحادية الكبيرة.
ـ فالجماهير الاتحادية تعودت أن تشاهد فريقها في القمة والمجد ويعتلي منصات التتويج ولن تتحمل أي إخفاق أو تراجع أو تكاسل عن استمرارية العميد في تألقه وإبداعه ولهذا لن تسمح هذه الجماهير لأي شخص مهما كانت قدراته أن يبني شخصه ومستقبله على حساب أعصاب هذه الجماهير التي ستقف بقوة وحزم مع الحق وستعيد الأمور لنصابها فالاختلافات الشرفية في الاتحاد أما أن تكون لمصلحته أو لمصالح شخصية ونرجسية يمارس فيها البعض الأنانية وحب الذات على حساب المبادئ والقيم والأخلاق والحقيقة وتحول العاشقون الهائمون إلى معاول للهدم وتعطيل المسيرة وتحقيق الإنجازات وإذا كانت هذه الاختلافات بين الأشخاص بسبب الغيرة والحسد والتناحر فلن تقوم للاتحاد قائمة وسيغيب بالتأكيد عن المنصات وإسعاد جماهيره أما إن كانت هذه الخلافات أو الاختلافات بسبب العميد ومن أجله فلن تؤثر هذه المشاكل أو الانقسامات في البيت الاتحادي بل ستزيده قوة على قوة وتماسكاً وعطاءاً وسيحقق الاتحاديون آمالهم وطموحاتهم وسيتجاوز أبناء العميد كل العقبات وسينافسون على البطولات ولكن الواقع المشاهد الآن لا يسر الصديق ويفرح العدو لأن الخلافات بين أعضاء شرف الاتحاد وأبنائه لم تعد لمصلحة الاتحاد بل تحول بعض أعضاء الشرف الاتحادي إلى معاول هدم سواءً كان ذلك عن قصد أو غير قصد وصار الاتحاد باسمه وتاريخه وإنجازاته وبطولاته هو آخر اهتماماتهم وتحول هؤلاء إلى نرجسيين يبحثون فقط عن أنفسهم ولا يريدون لغيرهم النجاح ويعتقدون أن فشل الآخرين هو إنجاز لهم في محاولات منهم لتضليل الجماهير الاتحادية التي تعي من يخدم الاتحاد ومن يخدم نفسه المريضة ولكن التاريخ لا يرحم وسيضع في زبالته كل من يمارس الأساليب الشيطانية من خلف الكواليس ولكن الآن نحن في زمن لا كواليس ولا أسرار ولا تضليل فكل شيء معروف مهما حاول هؤلاء التخفي والخروج بقناع مزيف للناس وللجماهير فالحقيقة لا تخفى والشمس لا تغطى بغربال.
ـ وقد أظهرت مشكلة محمد نور واستبعاده من قائمة اللاعبين الأفضل في آسيا احتياج الوسط الرياضي السعودي بشكل عام والاتحادي بشكل خاص إلى التماسك والاتحاد والقوة بدلاً من التناحر والتشفي والإقليمية والتعصب فلو كنا كرياضيين متفقين ومتعاونين لما تمكن شخص واحد من استفزازنا وإهانتنا ولو لم يكن محمد بن همام يعلم أن التعصب في المجتمع الرياضي السعودي سيجعله غير قادر على إيصال صوته بقوة لما تجرأ أن يمارس هذه التصرفات ولا فكر ألف مرة في اتخاذ قرارات قوية تجاه أكبر الدول في العالم أهمية في كل شيء (في الاقتصاد وفي محاولات أخرى) وفي الرياضة لتعتلي السعودية آسيا عشرات السنين في التفوق ومع ذلك جعلها ابن همام الأخيرة والمفقودة في جوائزه المشبوهة وبدلاً من صرخة قوية تتحد فيها جميع المشاعر وتتقوى أمام المساس بالوطن فرح المتعصبون وأقاموا الحفلات والأعياد لأن محمد نور خرج من قائمة اللاعبين ولن يتمكن من الحصول على اللقب بل خرج البعض وبكل بجاحة يبرر للاتحاد الآسيوي هذا القرار المريض ويؤكد أن الاتحاد الآسيوي وابن همام كانوا محقين حينما استبعدوا أفضل نجم في تاريخ آسيا محمد نور بحجة عدم تقديمه لمستويات مع منتخب بلاده رغم أن القائمة المرشحة فيها أسماء لمنتخبات ليس لها أي وجود في آسيا فضلاً عن لاعبيها ولكن ابن همام واتحاده فعلوا شيئا معيباً وبرروه بأسلوب غريب مطبقين المثل (عذر أقبح من فعل) فليتهم لم يبرروا خروج هذا النجم بهذه الدعاوى الكاذبة والتي صادق عليها المتعصبون والمنتفعون وعندها نقول لابن همام إن محمد نور هو النجم الحقيقي لآسيا على أرض الملعب وتحت سماء الإبداع الكروي وبمصادقة ملايين العاشقين للفن وللإبداع وإخراجه من الجائزة منقصة لها وللمسؤولين عنها ولا يزيد هذا النجم إلا التألق والإبداع ولا عزاء للمنتفعين سوى أن يضحكوا على أنفسهم ويتيحوا الفرصة لابن همام وغيره أن يضحك عليهم ولكن العقلاء وأصحاب المبادئ ومن في قلوبهم حب للوطن لن يسمحوا بأن تمر هذه الضحكة على قلوبهم وعقولهم الحية والمفعمة بالحب.