|


أحمد المطرودي
عوائق التطوير
2009-12-22
يبدو أن المرحلة المقبلة ستشهد تغيراً في كيفية اختيار رئيس لأي ناد، فالحب والإخلاص والتنظيم والتعامل بحب ورقي واحترام والصدق والأمانة والنظرة البعيدة والمستقبلية لم تعد هي الصفات المطلوبة في رؤساء الأندية في ظل الأجواء السلبية والمتوترة التي تعيشها أنديتنا، فمجرد خسارة واحدة يتحول فيها رئيس النادي إلى أسفل سافلين وتوجه له الاتهامات ويقذف بأسوأ العبارات وعليه أن يكون شخصا ليس له كرامة أو عزة نفس لأن بإمكان أحد المشجعين البسطاء والذي يفترض أن يكون أحد المراجعين للصحة النفسية والذي لم يدفع ريالاً أن يقف ويحاسب رئيس النادي الذي دفع الملايين لناديه ويا ليت هذه المحاسبة تتم بطريقة العشم والحب وبأسلوب راق وعبارات جميلة تحمل الحياء في طياتها.. بل عبارات سيئة وشتم وتحجيم وتقليل مستغلاً بجاحته وحياء الآخرين ولا يلبث هذا الشخص المريض ومعه العشرات أن يحولوا أمراضهم وإسقاطاتهم النفسية وردود الفعل الغاضبة على شبكات الإنترنت فيعتقدون أن نقد رئيس النادي ومحاولة إصلاحه هو في سبه وشتمه وقمعه وتحطيمه وإهانته والتقليل من أي عمل يقوم به فتأتي عباراتهم سوقية وموضوعاتهم هامشية وكلماتهم جارحة وقد نصل لمستوى القذف بأسلوب بدائي وركيك أشبه بمناقشات المجالس والاستراحات الهابطة لأن في بعض الاستراحات من يناقش بأساليب راقية ومتوازنة ولكن هؤلاء للأسف بدلاً من البحث عن علاج لحالاتهم النفسية والحصول على وصفة طبية تمنحهم الشفاء والاستقرار والسوية صاروا هم من يحاول علاج الآخرين والتنفيس الانفعالي على حساب سمعة الناس وكرامتهم وهؤلاء لديهم القدرة على التحول المفاجئ فمن يخطئون بحقه اليوم وحينما تتغير وتبدل الأمور ينقلبون فجأة لأصدقاء وينسون ما قد فعلوه بالأمس وعلى الأشخاص الذين أخطأوا بحقهم أن يستقبلونهم بالأحضان وبالحب ويمارسون السب والتجريح بالآخرين باسم النقد وحينما تقال عنهم كلمة بسيطة ينفجرون ولا يتحملون ويستغربون هذا الأمر وكأن المطلوب من الآخرين تحمل أخطائهم وتصرفاتهم البليدة والسلبية وانتقاداتهم الحادة وحينما يرغبون في المصالحة والعودة من جديد لأهدافهم البسيطة ينفجرون غضباً حينما لا يجدون القبول من آخرين جرحوا مشاعرهم وكذبوا عليهم لأن المرض النفسي لديهم يعميهم عن مشاهدة وتحري ما يفعلونه من تصرفات شاذة وتحركات مشبوهة وممارسات سلبية وغريبة ودائماً ما ينتظرون فزعة الغير والشفقة عليهم وتحمل أخطائهم.
ـ هذه النوعيات السيئة وجدت من الأندية ملاذاً آمنا ومن الأجواء الموجودة أرضية خصبة لتفريغ ما تحمله من آثار تربوية سلبية في مرحلة الطفولة التي اتسمت بالحرمان وعدم الإشباع العاطفي والشعور بالدونية والإحساس بالنقص ومع التطور التكنولوجي صار المجال لهؤلاء مفتوحاً فهم يستخدمون شبكات الإنترنت ورسائل الجوال في ممارسة العدوانية والحقد والكراهية التي يحملونها باسم الانتماء والحب والتضحية والإخلاص وهذه كلها مبررات إسقاطية مرضية لأن من يحب ناديه وينتمي إليه لا يقوم بتحطيم منسوبيه وتجريحهم بسبب أخطاء اجتهادية بسيطة لا تستحق كل هذه الأساليب التي قد تجعل القيادات الإدارية والأكاديمية المؤهلة تهرب وتبتعد عن العمل بالأندية وقد تكون الأندية فقط لمن تكون لديه مناعة وقدرة على تحمل إسقاطات هؤلاء أو يكون لديه القدرة على التعامل ومعرفة نفسيتهم وماذا يريدون فيكون هم الرئيس ليس البناء والتخطيط وتحقيق الإنجازات المهمة للنادي بقدر ما يكون فقط كيف يكسب هؤلاء المرضى الذين لا يهمهم النادي وتطوره لكنهم يبحثون عن تقدير ذاتي وهذا التقدير يكون من نوع خاص وقد يحتاج التعامل معهم إلى الحزم والشدة والقمع لأن الرئيس الراقي والمثالي الذي سيتعامل معهم سيجد صعوبة في كسبهم لأن نفسياتهم تحتاج إلى شخص يعاملهم بالقوة والصلافة والجلافة والعنف وعندها تجدهم يحترمونه ويقدرونه ويدعون أمام الناس أن هذا الشخص أو ذاك يعاملهم بطريقة رائعة والحقيقة هي العكس فمن يعاملهم بالحب والطيبة والتسامح يقفزون عليه ويهينونه لأن شخصياتهم لا تتحمل أن يأتي الآخرون ليحترموهم فالاحترام عندهم من الآخرين يعني ضعف الشخصية وللأسف الشديد لقد تكاثرت هذه الشخصيات المريضة داخل الأندية وفي المدرجات وعلى رؤساء الأندية التعامل معهم بشدة وعدم إتاحة الفرصة لهم كي يمارسوا أمراضهم ويبثوا سمومهم على المجتمع وإلا تحولت الأندية إلى صراعات وانقسامات ومشاكل بدلاً من كونها أماكن للحب والانتماء والترفيه والعطاء، وعلى القيادات المختلفة ألا يتيحوا الفرصة لكل من هب ودب أن يحقق أهداف النرجسية والأنانية وأن يكون هناك تصفية وتنقية ونخل لإعطاء الفرصة للأصحاء والأشخاص الأسوياء ليمارسوا أعمالهم بهدوء وراحة نفسية وثقة حتى يستطيعوا التطوير والارتقاء لينعكس ذلك على المنتخب والرياضة السعودية بشكل عام.