|


أحمد المطرودي
العالمي وعودة الكبار
2010-01-12
من مصلحة الكرة السعودية عودة النصر إلى عنفوانه وإبداعه وأمجاده حتى تعود معه الإثارة والجماهيرية والمتعة، فالشعبية الكبيرة التي يحظى بها النصر مكسب كبير ومطلب ملح لكي تمتلئ المدرجات وتعج بالحركة، فالمباريات والمنافسات بدون جماهير لا طعم لها ولا رائحة والنصر مثير بانتصاراته وحتى في خسائره وابتعاده عن البطولات يحرمنا ويحرم المتابعين للدوري السعودي من متعته القوية حينما يلتقي القطبان الهلال والنصر حيث المتعة والجماهيرية والجاذبية والإثارة ولم تكن الخسائر المتكررة والإحباطات المتتالية ذات تأثير على حضور جماهير الشمس لناديها ومتابعته بل في كل مناسبة ولقاء يزداد الحضور الجماهيري لهذا النادي الكبير والعريق وكان لابد من وجود شخص يحمل صفات التميز والقوة ولديه روح القيادة ليعوض النصراويين رحيل الرمز عبدالرحمن بن سعود فكان فيصل بن تركي أو (كحيلان) كما تحب جماهير النصر أن تطلق عليه الذي جاء ومعه تباشير الأمل والفرح فصنع فريقاً طموحاً أعاد البسمة إلى الشفاه النصراوية بعد أن فقدتها سنوات وكادت أن تذهب مجهودات (كحيلان) وطموحاته سرابا لو لم يكن الرجل قويا وقادرا على تحمل عقبات البدايات وطالب الجماهير بعدم استعجال النتائج وعدم الضغط على اللاعبين والإدارة وانتظار نتائج العمل في المستقبل واستعجال النتائج سمة سائدة في جماهيرنا التي لا تعترف بالعمل للمستقبل وإيجاد بنية تحتية لأنديتها بل تريد النتائج فقط وتقييم العمل ورئيس النادي وجميع العاملين معه يتم وفق هز الشباك حتى لو كان الفرح مؤقتا والعمل غير دقيق وهذا الأسلوب جعل التخطيط للأسف الشديد معدوماً في أنديتنا لأن رؤساء الأندية يريدون النجاح السفري السريع الذي لا يقوم هو وجماعته بإعداده ويعطيهم الشبع المؤقت لكنه يعود بالأضرار المستقبلية وعندما يذهب هذا الرئيس أو ذاك عن ناديه يجد الرئيس القادم صعوبات كبيرة في إدارته وقد تتغير أسماء اللاعبين خلال أيام فقط فتفقد الأندية هويتها بسرعة وتفقدها الانسجام الحقيقي في جميع الخطوط فتجد أسماء متميزة من اللاعبين لكنهم غير قادرين على صناعة وعمل كرة قدم حقيقية تجلب الانتصارات والبطولات وقد يكون من الأسباب الرئيسية لعدم نجاح بعض الإدارات في جلب اللاعبين هي الاعتماد على جلب لاعبين بارزين فقط دون النظر إلى حاجة الفريق لهم فتكون في الفرقة أسماء قوية لكن هناك ثغرات كثيرة تسبب الخسائر ويقف المحللون وبعض الجماهير عاجزين عن معرفة أسباب خسائر الفريق رغم المستويات الجيدة التي يقدمها، وهناك فرق لا تحمل أسماء بارزة لكنها تحقق النتائج الجيدة والقوية والسبب يعود إلى توازن خطوط الفريق وعدم وجود أي ثغرة وبالتالي تجلب هذه الفرق النقاط وتحقق الآمال والطموحات حسب الإمكانات دون المطالبة بنتائج أكبر من طاقتها.
ـ النصر غاب عن الانتصارات والبطولات بسبب المشاكل والانقسامات ولكن رغم ذلك ظل كبيراً بتاريخه وعراقته وبطولاته السابقة وجماهيره العريضة وعودته لساحة الانتصارات والبطولات مطلب كبير لاستمرارية التنافس المثير والشريف البعيد عن التناحر والإقصاء وإشاعة الكراهية وأجزم أن أكثر الفرحين بعودة العالمي ليس أبناؤه ومحبوه وعشاقه بل كل الغيورين على تطور الرياضة السعودية وحتى الهلاليين المنافس الكبير للنصر سيفرحون بعودة المنافسة مع جارهم النصر لأن ذلك سيزيدهم حماسا وقوة وروحاً جديدة ويعطي البطولات والانتصارات مذاقاً ونكهة مختلفة وتذكروا كيف ستكون المواجهة بين الهلال والنصر في المستقبل.. أجزم أن الحضور الجماهيري سيكون كبيرا والإثارة ستعطي لهذه المواجهات طابعا آخر خاصة أن الدوري السعودي يحظى بجماهيرية ومتابعة من خارج السعودية بل إن بعض الجماهير في دول مجاورة مختلفة تشجع أندية سعودية قبل أن تشجع أنديتها وقد قابلت مجموعة من هذه النوعية.
ـ ولعل أهم ما تميز به الدوري السعودي هو وجود التنافس بين أكثر من ناد وليست المنافسة محسومة أو محصورة بين ناديين فقط كما يحدث في كثير من الدوريات لكن مجموعة من الأندية لديها طموحات كبيرة بالمنافسة، كما أن التغطية الإعلامية التي تصاحب الدوري السعودي أعطته أيضا لمعاناً أكبر وجاء الحضور الجماهيري المدهش لمنافسات هذا الدوري لتزيد من قوته وجماله ورغبة الآخرين في متابعته بعد أن مر هذا الدوري بحالة عزوف جماهيري لم تدم طويلا بعد أن عادت الإثارة والندية لمواجهاته فأعطت لقاءاته سخونة عالية وأظن أن باقي المباريات ستشهد قوة وإثارة وحماسا وندية وسيكون للحضور الجماهيري دور كبير في استمرارية هذه الإثارة التي أتمنى أن تعود بالرفعة والتطوير للكرة السعودية بشكل عام وللمنتخبات المختلفة بشكل خاص.