|


أحمد المطرودي
العدالة والمساواة
2010-01-19
إذا لم يكن هناك تعاون بين رؤساء الأندية الكبيرة وبين اللجان العاملة في الاتحاد السعودي لكرة القدم فلن تتقدم خطوة واحدة للأمام، فالمسألة أصبحت واضحة جداً للشارع الرياضي وهي أن المسؤولين في هذه الأندية يريدون الحصول على حقوقهم من خلال الصراخ في الفضائيات والتشكي والنحيب وحينما يتحدث عن أسباب هذه البكائيات لا تجد أسباباً قوية تستحق ذلك، فمثلاً الرئيس الهلالي اتهم بعض المسؤولين بمحاربته شخصياً وأنه مستعد لترك الوسط الرياضي إذا كان ذلك سيريح هؤلاء والسبب فقط لأن لجنة الانضباط أوقفت "رادوي" مباراة واحدة رغم أن الجميع شاهد ماذا صنع رادوي، ويخرج الرئيس النصراوي ليتهم التحكيم بأنه السبب في عدم منافسة الفريق على بطولة الدوري وفي يوم واحد فقط خرج المشرف العام على قدم الأهلي في أكثر من قناة وهو يهاجم التحكيم في لقائه مع الهلال رغم أن الأخير كان يمكن له الفوز منذ البداية لو لم يكن هناك أخطاء تحكيمية جاءت لمصلحة الأهلي وجميع الأندية تشتكي والأندية الكبيرة يخرج المسؤولون فيها للتشاكي والتباكي وأنهم يتعرضون للظلم بينما الأندية الأخرى والتي تعتبر نفسها صغيرة تجدها تتهم المسؤولين بمحاباة الأندية الأخرى المسماة بالكبيرة والتي تحظى بنفوذ لدى المسؤولين وهنا نطرح سؤالا.. من هو المظلوم الحقيقي في هذه المعمعة؟
فإذا كان الجميع يشتكي ويعاني من الظلم ولا أحد يشعر بالمساواة فهذه كارثة تحتاج إلى تدخل من قبل المسؤولين فإذا كانت هذه عقليات المسؤولين في الأندية فماذا يمكن أن تكون عقليات الجماهير وخاصة الجماهير للأندية الصغيرة والتي تعتبر أن التحكيم يميل للأندية الكبيرة ويسلب منها نقاطاً وعندما تتجاذب أطراف الحديث في المجالس الخاصة فإن إطلاق الاتهامات بمحاباة الهلال أولا هو ما يدور في الساحة ثم تأتي الأندية الأخرى كالشباب والنصر الاتحاد والأهلي ولكن أعتقد أن قدرة الهلال مثلا على تحقيق الفوز في ظل الظروف التحكيمية السلبية التي يتعرض لها تجعل المجتمع الرياضي لا يشعر بهذه الأخطاء.
ـ شعور الجميع بعدم وجود العدالة والمساواة بين الأندية وأن الحقوق لا تأتي من خلال الأنظمة واللوائح والقوانين جعلت هذه الأندية تخرج عن طورها وتصب جام غضبها على كل شيء.. مرة على التحكيم وثانية على المسابقات وأخرى على لجنة الانضباط والقائمة تطول طالما أن علاج المشاكل أو الخسائر يأتي من خلال الإسقاطات والانفعالات ولا تجد أن المسؤولين في الأندية لديهم الاستعداد للتعاون وتهدئة التصريحات لأن هؤلاء المسؤولين يجدون الضغوط من جماهيرهم والقريبين فهم الذين سيتهمونهم بالضعف والجبن إذا لم يخرجوا عبر الفضائيات ويهاجموا ويصرخوا ويشعروا الوسط الرياضي بالظلم الذي تعرضوا له، وأعتقد أن السكوت على تصريحات رؤساء الأندية ضد الحكام سيزيد المشكلة ولا يستطيع أي حكم أن يدير المباراة بدون ضغوط بل سينتهي حكام كثيرون بسبب هذه التصريحات التي لا تعطي للحكم الفرصة المواتية للإبداع والإنصاف بل ستستمر الأخطاء لوجود الارتباك وعدم القدرة على الأداء بشكل طبيعي وتلقائي وكان الله في عون رئيس لجنة الحكام عبدالله الناصر الذي يتحمل الكثير من الضغوط والاتهامات لكن ما يؤخذ عليه هو خروجه في كل برنامج لتبرير أخطاء الحكام وهذا في نظري يزيد من حجم المشكلة ويثير المسؤولين والرأي العام خاصة بعد خروجه لتبرير ضربة جزاء مباراة الفتح والشباب، فإذا كانت الكرة صحيحة فلماذا يوقف الحكم العمري عن إدارة المباريات.
وهذه المشكلة كشفت للأسف الشديد ما يدور في كواليس اللجنة الفنية حينما خرج رئيسها محمد النويصر بتصريحات سلبية تجاه نائب الرئيس إبراهيم الربدي الذي أثبت للوسط الرياضي أنه صاحب الكلمة الأقوى في اللجنة فكلامه هو الذي نفد رغم تأكيدات النويصر بكلام عكس ما ذكره الربدي الذي ظهر للوسط الرياضي وهو يتحدث عن ثقة بالأدلة والبراهين وكان على النويصر ألا يسقط عدم قدرته على اتخاذ القرار الذي هو يراه بالتهجم على الربدي.