|


أحمد المطرودي
حلاوتها في إثارتها
2010-01-26
يبدو لي أن الجولة التاسعة عشرة من دوري زين السعودي للمحترفين من أفضل الجولات على الإطلاق إثارة وقوة وجماهيرية وتحركاً في بعض المراكز، ففيها حقق الهلال بطولة الدوري عن جدارة واستحقاق، وفيها خطف النجرانيون ثلاث نقاط مهمة من الفتح وجاء احتجاج الفتح أيضا ليزيد من حجم الإثارة في هذه الجولة، وخسارة النصر بعد موجة من الانتصارات من خلال الاتحاد الجريح، وانتفاضة رائد التحدي وتحركه للإقلاع من شبح الهبوط بالفوز على القادسية وتعزيز موقفه في سلم الترتيب، والأمر المهم في هذه الجولة هو إقالة رئيس لجنة الحكام الرئيسية عبدالله الناصر وتعيين عمر المهنا بديلاً له وأعتقد شخصياً أن هذا القرار لن يغير شيئاً في التحكيم، فالمسألة تحتاج إلى وقت وجهد وتخطيط للمستقبل وتغيير جذري للأسلوب والطريقة التي تدار بها اللجان فهي صورة كربونية لبعضها البعض، فما يحدث من طقوس وممارسات وتصرفات نشاهدها في جميع اللجان لكن مع بعض الاختلافات في الأشخاص فقط، فمثلاً كل لجنة لها حكام متميزون عن البقية ويحظون بالدعم والمساندة والمجاملات وعدم التدقيق في الأخطاء وعلى النقيض تجد هناك حكام يتعبون من المضايقات والتحديات التي تواجههم فيدعم أشخاصاً على حساب آخرين وعندما تتغير اللجنة تتبعثر الأوراق وتتطاير، وكل لجنة دائما تمارس نفس الأسلوب الإداري الذي مارسته اللجنة التي قبلها وهنا العمل يفتقد للتطوير والابتكار والتجديد فكل شيء يتم على طريقة (طمام المرحوم) لا تجديد ولا تغيير ولا أساليب في النهوض بمستوى التحكيم حتى أن بعض الأسماء التي برزت بشكل كبير مثلاً تجدها تختفي وبعدها تقرر الاعتزال حتى تأتي لجنة أخرى لتنبش الماضي وتستخرج منه أسماء تعيدها للساحة من جديد بعد أن يتم نفض الغبار عنها وهنا لن نستطيع أن نطور التحكيم ونوجد مواهب وقدرات ترفع الأداء وتقضي على الأخطاء وتزرع الثقة في قلوب الجماهير وأيضا تساهم في هدوء واستقرار الأندية وتقليل المشاكل والانقسامات، وهذا لن يحدث طالما ظل رئيس لجنة الحكام جزءا من المنظومة طالما سبق أن كان حكماً ولهذا فالأصح في نظري اختيار شخصية إدارية متمكنة وقادرة على تطوير التحكيم من خلال خطة بعيدة المدى تعتمد على إستراتيجية واضحة تعطي العمل أحقيته وأساسيته للنجاح وليس من الضروري أن يكون رئيس لجنة الحكام من الحكام حتى نستطيع أن نبعد ساحة التحكيم عن الممارسات والتصرفات السلبية الخاطئة التي تتكرر مع كل لجنة جديدة ولن يتم التطوير للتحكيم ما لم يتم إعطاؤهم حقوقهم المادية ومن ثم محاسبتهم من خلالها على الأخطاء التي يقعون فيها لأن إقرار عقوبة الإيقاف بحق الحكم تزيد الطين بلة وتعمق الجراح ولا تساعد الحكم في مراجعة حساباته بل تتسبب في إرباكه وعدم ثقته بنفسه وعدم ثقة الجماهير والشارع الرياضي، فكيف يستطيع حكم ما إدارة أي لقاء والجميع يعلم أنه موقوف بسبب أخطائه؟ ولكن خصم مكافأته المادية تحسسه بالخطأ ويحاول إعادة ترتيب أوراقه من جديد دون أن يشعر الآخرون بهذه العقوبة.
الجولة الأخيرة من دوري زين التي لعبت يومي السبت والأحد كانت أقل الجولات في الأخطاء التحكيمية ومنها هدأت نفوس رؤساء الأندية الثائرين والجماهير الغاضبة والإعلام المشحون وهذا يجعلنا نتفاءل ببقية المباريات أن تخلو من الأخطاء التي تقضي على آمال الأندية في تحقيق رغباتها فهناك من يسعى للحصول على المراكز الأولى للمنافسة على كأس دوري خادم الحرمين للأبطال وللمشاركة الخارجية وهناك من يسعى للهروب من مؤخرة الترتيب، واللقب حسم مبكراً هذه السنة والهلال حقق جميع الأرقام المثالية بعد أن ضرب بقوة في كل الاتجاهات، فالهلال الأكثر فوزاً والأقل خسارة والأكثر تسجيلا في شباك الخصوم وهو الأقل تسجيلاً في شباكه وجماهيره هي الأكثر حضوراًَ ونجمه محمد الشلهوب هو هداف البطولة والأجمل أن يحسم الزعيم البطولة منذ وقت مبكر وهو تحدٍ هلالي جديد وغير مسبوق وهذا طبعاً نتاج الاستقرار الإداري، والعمل بيئة نظيفة وأرض خصبة وهذا ما يتميز به الهلاليون عن غيرهم فلا يوجد هلالي يحارب آخر بسبب الغيرة والحسد كما يحدث في الأندية الأخرى وهذا ما جعل الهلال دائما في القمة ولا يتعرض لأي صدمات كما يحدث للأندية الأخرى وقد كسب الرئيس الهلالي الرهان بعد أن صنع فريقاً إعجازياً جلب الذهب ورسم الابتسامة على المحيا الهلالي لينهي الدوري ببطولة ويعطي للآخرين فرصة التسالي ببعض المباريات ليتنافسوا على المركز الثاني بينما هناك تنافس محموم ومثير في مؤخرة الدوري للبحث عن طوق النجاة بعد أن دق جرس (العنفوان الرائدي) ناقوس الخطر وأعلن عن بداية رحلة التصحيح وقد يكون نجران هو الضحية الأدنى لرائد التحدي لإعلان البقاء بين الكبار.