|


أحمد المطرودي
الزعيم وحق التكريم
2010-02-02
أعتقد أن من حق الهلاليين الاحتفال بالطريقة التي يرونها مناسبة لختام مشوار من العطاء والتألق وتحقيق الإنجاز غير المسبوق فقد ضرب الزعيم بالإبداع من كل الجهات فهو لأول في كل شيء من خلال الأرقام وليس وجهات النظر التي قد تغلفها العواطف والميول والأهواء والتعصب الممقوت والأعمى الذي يحاول أن يسلب الآخرين حقوقهم وقد كتبت ذات مرة أن الهلال غير وأعود وأكررها اليوم بعد أن حقق حلم جماهيره العريضة وبانتظار العالمية لزعيم القرن الآسيوي وصاحب أكبر شعبية في القارة.
ـ نعم الهلال بصراحة غير عن بقية الأندية مع احترامي للكل فالمسألة ليست فقط في كيفية إبداع نجومه على أرض الملعب وقدرتهم على حرثه وهز شباك الخصوم بل إن البيئة الصحية والتربة الخصبة والهواء النقي هي ما يجمل ويعطي لهذا النادي رونقه وتميزه والأهم هو في رجالاته، فالهلالي شخصيته تختلف عن البقية فلا حروب داخلية ولا انقسامات شخصية ولا شلليات تسعى لمصالح خاصة ولا عناصر تفسد عمل الآخرين لكي تتذكرها الجماهير فالكل يتحرك من جميع الجوانب ليس لأهداف ذاتية بقدر ما هو حب للزعيم والبحث عن تطوره وإبداعه.
في الأجواء الهلالية لا توجد مؤامرات للهدم ولا تصريحات لافتعال المشاكل ولا محاولات للتحطيم والتحجيم ومن يخرج عن الصف الهلالي يطوَّق ويعالج بحكمة وحب وعدم تسرع ويتم احتواؤه بعيداً عن الإقصائية فيعود إلى بيته أكثر حباً وعطاء وإنتاجية ومن يحمل لواء القيادة في هذا النادي دائما تجده متواضعا لكل ما هو هلالي فلا فوقية ولا تعال ولا تكبر ومن يريد أن يشاهد هذه الحقيقة فليتابع علاقة رؤساء الهلال بالقريبين منهم إنها علاقة أخوية قائمة على الحب الحقيقي والاحترام المتبادل فالأمير عبدالرحمن بن مساعد يملك من المقومات الكثير التي تجعله شخصا متعاليا ومتكبرا لأنه لم يأت لرئاسة الهلال من الظلام لكي يحقق الشهرة فهو شخصية معروفة للناس بما يتحفهم فيه من إبداع الكلمة وإحساس القلب المرهف ولو لم يكن هذا القلب يحمل الحب الكبير لهذا النادي العريق لما حضر وأضاع وقته وجهده وماله وصحته والأهم هو الابتعاد عن الأسرة والأبناء والتفرغ للهلال وهذا السر الكبير في نجاح هذا الرجل الذي استخدم عشرات من العقول والأفكار وبلورها وصاغها ليصنع فريقاً لا يقهر تجلى في أحلى زينة فلم يعد الهلال هلالا.. بل هو في الحقيقة بدراً مضيئاً في سماء التألق والإبداع وهذا طبعا نتاج العمل الجماعي الموحد المبني على مصلحة النادي فقط وليس لأهداف أخرى.
ـ هذه المميزات التي اختص الهلال بها بصراحة لم تكن وليدة الصدفة أو ضربة حظ بل هو بنيان متين قواعده قوية ومبادئه أصيلة وضع لبنتها شيخ الهلال ومؤسسه وقلبه النابض وروحه وعملاق الأجيال عبدالرحمن بن سعيد هذا الرجل الذي زرع في قلوب الهلاليين المعنى الحقيقي للحب والطريقة الأمثل للانتماء والأسلوب والنموذج الذي يحتذى لخدمة هذا الكيان ومن خلال هذا النفس الهلالي المتميز جاءت وتمثلت الشخصية الهلالية التي تحمل حبا لناديها يصل إلى مرحلة النرجسية الزائدة التي توقد الحماس وتشعل الأفئدة فكانت هناك شخصيات فذة حملت قلوبا كبيرة لتحمل اللواء وتتعهد بالبناء، كان الأمير بندر بن محمد الرجل الذي له تأثيره السحري في شخصية الهلاليين فقلبه الطيب وعطاؤه السخي وتواضعه الجم وعشقه الكبير للهلال واحترامه للجماهير وحب الجماهير الهلالية له كلها صفات صنعت الأجواء الرائعة وحولت النادي إلى بيت أسري جميل يكنفه الحب والحنان والتواصل وتعيش جميع الأطراف صغيرها وكبيرها داخل هذا العش فرحة بالإنجازات وسعيدة بما تجده من احترام وتقدير بينما في البيوت الأخرى حطمت شخصيات بسبب اختلافات بسيطة في وجهات النظر وهناك من باع حبه وانتماءه بأبخس الأثمان لأن الجذور ليست قوية ومتأصلة فجاء الانتماء مهزوزاً.
ـ بصراحة لا أرغب أن أكون كاتبا يسعى للتطبيل ويقدم للقراء موضوعا غارقاً في الإنشائيات وعبارات المديح المزيفة والجمل المكررة لمجرد أن الهلال حقق بطولة ولكن ما أطرحه عن الهلال يمثل وجهة نظري الشخصية تجاه ناد يحمل كل صفات الحب والعطاء وأعلم أن هناك أطرافاً أخرى سوف تهاجمني كما حدث بالأمس حينما أنصفنا الاتحاد بما يستحق والنصر العالمي بما له من إيجابيات والشباب ورئيسه فوجدنا أن من يعلق يمارس الإسقاط من خلال ميوله فجاءت الاتهامات لشخصي متناقضة وهذا أسعدني فقد اتهمت بالتعصب للهلال وللنصر وللاتحاد بينما جاءت ردود مخالفة من جميع هذه الأندية فمرة هلالي وأخرى نصراوي وبالتأكيد اتحادي وهذا الأسلوب في التعامل مع الطرح الصحفي من قبل الجماهير هو ما جعل أغلب الكتاب الصحفيين يكسب جماهير ناديه ويخسر الجميع، أما من يحاول أن يكون منصفاً أو محايداً ويقول الحقيقة فهو سيخسر الكل إلا من أشخاص نوادر يحملون الفكر العالي والنظرة البعيدة والروح المحايدة البعيدة عن التعصب أو الدخول في ظنون واتهامات ليس لها أي أساس ولا تبنى على أي دليل وخاصة تلك الشخصيات المريضة التي تختفي تحت أقنعة مستعارة خلف شاشات الإنترنت وفي أحضانهم (الكي بورد) ينفسون عن أمراضهم بالإسقاط على الآخرين وتجريمهم وحينما تبحث عن الأسباب تجدها تافهة وقد تكون فقط اختلاف في وجهات النظر، أفيقوا فالشمس لا تغطى بغربال.