|


أحمد المطرودي
من يحمي الأهلي المستهدف والنصر المسلوب؟
2010-02-16
بغض النظر عن كون القرارات التي تصدر من قبل اللجنة الفنية أو الانضباطية هي قرارات عادلة ومنصفة لجميع الأندية دون تفريق إلا أن هذه القرارات ستبقى موقع الشك والقلق لدى الشارع الرياضي ولن تنال ثقة هذه الجماهير ولا حتى المسؤولين في الأندية وسيظل الإعلام يضرب بيد من حديد على هذه القرارات ولن يسكت صوت الأندية المتضررة ولن يتم قبول القرارات وسوف تصب الجماهير غضبها على هذه اللجان وستعمد إلى الضغط على إداراتها بأخذ حقوق النادي وعدم السكوت وعندها ستتأثر هذه الإدارات وتخرج للإعلام وهي تبكي وتشتكي على ما تعرضت له من ظلم واستهداف وستتحول أستديوهات التلفزيون إلى مناظرات للمحاماة والدفاع وسيزداد الاحتقان وترتفع وتيرة التعصب وتكثر الانقسامات والمشاكل وتتحول كرة القدم من أداة المتعة والتسلية والتنافس المثير والجميل إلى ساحات للحروب والاتهامات وستنقلب مواقع شبكة الإنترنت وتمتلئ بالشتائم واللعان والسب ولن يكون هناك أرضية مناسبة لمجتمع رياضي قادر على تقبل قرارات المسؤولين والإيمان بها والثقة بقدراتها وأيضا إنصافها.
ـ لو سألت أي شخص يميل لأي ناد عما يتعرض له ناديه من ظلم لتحدث لك بالساعات ولفجر كل المكبوتات الداخلية التي يكتنزها في نفسه ولأشعرك أن ناديه هو الوحيد الذي يتعرض للظلم وعدم الإنصاف هذا ما يخص الأندية الكبيرة فما بالك بغيرها من الأندية الأخرى التي تعتبر نفسها من الأندية الصغيرة.
ـ هناك الكثير من الجماهير الرياضية يعتبرون أن المسؤولين في الاتحاد السعودي ولجانه المختلفة يجاملون الأندية الكبيرة خاصة الهلال والنصر بينما جماهير هذين الناديين تجدها في المواقع الرسمية وفي كتابات صحفية وتعليقات مسؤوليها تعبر عن الاستهداف الذي تتعرض له وأن المسؤولين دائماً يصدرون القرارات التي تضر بهذين الناديين وفي الاتحاد يشتكي بعض الزملاء ومن خلال أطروحات صحفية مختلفة عن الاضطهاد الذي يتعرض له الاتحاد باسمه وتاريخه لأن الإدارة الاتحادية لا تجيد الحصول على ما تريده بالمطالبة وإشغال الرأي العام.
وفي الأهلي هناك شعور داخلي باستهداف التحكيم لهذا النادي العملاق وقلعة الكؤوس ورغم تغيير رئيسها إلا أن هذا الشعور لم يتغير حتى مع وجود حكام أجانب حينما اعتبر المشرف الخلوق الأمير فهد بن خالد أن حكم مباراتهم أمام الشباب كان يبحث عن اللاعبين الذين لديهم كروت صفراء لكي يمنحهم حتى لا يتمكن الأهلي من اللعب بنفس المجموعة في النهائي وهذا الاتهام يقلل من قيمة الاستعانة بالحكم الأجنبي لأن القصد ليس لأن الحكم السعودي في مستواه أقل من الأجنبي ولكن لإبعاد الجماهير والأندية عن الاحتقان والظنون والشكوك وإذا أصحبنا نمارس هذه الظنون حتى مع الأجانب فما الفائدة من الاستعانة بهم إذاً..؟
ـ بالأمس خرج الكثير من الجماهير التي تكره الهلال من بعض الأندية الأخرى بالمطالبة بمعاقبة ما أسموه بالجزار (رادوي) وأن لجنة الانضباط تغض الطرف عنه لأنه لاعب هلالي فردت جماهير الهلال بالمطالبة بإيقاع العقوبة على الفهلوي حسام غالي الذي مارس أنواع فنون الضرب المتعمد بدون كرة بل إن البعض اتهم لجنة الانضباط بغض الطرف عن تصرفات حسام الغريبة في كل مباراة وما أشعل فتيل الاتهام تجاه لجنة الانضباط أو اللجنة الفنية هو القرار الذي صدر بحث مدرب النصر على خلفية الحركة التي أشار بها إلى حكم المباراة مما يعطي انطباعا لدى المشاهد بأن المدرب إنما يمارس اتهاما صريحاً للحكم وتعمده فوز الهلال وخسارة النصر وأن هذه الحركة كفيلة بإبعاد المدرب عن الملاعب السعودية وليس إيقافه 8 مباريات فقط وهو الشيء الذي لم تتقبله الجماهير النصراوية التي تعتبر ما صدر من مدربهم لا يعدو كونه إشارة عادية لا تحتاج كل هذا الضجيج ولكن لأنه النصر المغلوب على أمره تم إيقاف المدرب والأحداث تتواصل والأخطاء التحكيمية ستبقى طالما هناك تنافس ولعب وقانون وفوز وخسارة وفرح وحزن ولكن لماذا نحن في هذا المجتمع لا نقبل القرارات ولا نريد لغيرنا أن يحصل على حقوقه وكل شيء نريده لنا فقط دون أن نحسب أن المتعة الحقيقية في التنافس أن يكون يوم لك ويوم عليك فما أجمله.
ـ وكثيرون يتساءلون كيف نستطيع أن نقضي على هذه المشكلة أو لنقل نحد منها طالما أن رياضتنا ستستمر في حالة توتر واحتقان وستغيب المتعة الفنية والإثارة الجميلة وقد اتفق الغالبية على ضرورة وجود العدل والمساواة بين جميع الأندية ولكن لو حصل هذا هل سيكون مقنعا بالطبع لا لأن جميع اللجان وكل المسؤولين يبحثون بالتأكيد عن وجود العدالة بين الأندية ولكن المشكلة في القبول لهذه العدالة.
وأرى من وجهة نظر شخصية أن الأمور لن تسير بهدوء ما لم يكن هناك قوانين ونصوص ولوائح ثابتة ودقيقة عن كل صغيرة وكبيرة وتكون واضحة وصريحة وفي متناول الجميع بحيث تعلم الجماهير عن عقوبة المخطئ قبل أن تصدر وعندها ستقف حملات التشكيك ويعود الاستقرار والهدوء والثقة للشارع الرياضي وتتحقق المعادلة وتتفرغ الأندية للعمل والتطوير والإنتاجية بدلا من التفكير المستمر فقط في استرداد الحقوق المسلوبة كما يزعمون.