|


أحمد المطرودي
الرائد بين النقد والتطبيل
2010-03-02
عدم امتلاك بعض الأشخاص للأدوات المهنية النقدية جعل بعض مايطرحونه على المشهد الرائدي فيه شيء من المبالغة والقسوة في تقييم الأمور وتقديرها، وحينما يتخلى المنتمي عن المبادئ والقيم ويتمسك بالقشور تأتي أطروحاته هشة تتسم بالإنشائية وتظهر عليها روح الإسقاط وتكون ردة فعل لأحداث وقتية، ويعتقد البعض أن النقد الهادف الذي يصحح الأوضاع هو الذي يتهجم فيه الناقد ويجرح ويتهم ويقلل من شأن المنقود دون أن يبحث عن تسليط الضوء على الإيجابيات قبل السلبيات، وحينما يطالع المنقود هذه الكتابات يصاب بالغثيان والاشمئزاز لأنها كتابات فيها تحجيم وتقليل وتحطيم وإساءة ولاتعتمد على الحقائق الملموسة والواقعية، بل هي استنتاجات من خيال الكاتب يفسرها حسب رغباته الشخصية وأهوائه وميوله دون مراعاة للواقع، وللأمانة والصدق وعندما لا تأتي الأمور حسب ما توقعه فإنه يحاول جاهداً تفسير ذلك وتحجيم النتائج الجيدة والتقليل من أي إنجاز، ويعتقد أن الإشادة بالأشخاص الذين تم انتقاؤهم هو خطأ وتخل عن المبدأ والحقيقة، فالشخص الصادق بنقده هو من يبحث عن تطور المنقود وتغيره، وحينما يحصل ذلك عليه أن يحتفل ويعيد قراءته لهذا الشخص بالإشادة بهذا التغيير، وقد يكون لهؤلاء العذر لأن الخطأ الشائع لدى الجماهير أن الناقد عليه أن لا يتراجع وأن يستمر في نقده، وهنا نسي هؤلاء أو تناسوا أن الغاية الحقيقية من النقد هي الإصلاح وليس التشفي والحقد والانتقام والإقصاء.
ـ في الرائد للأسف الشديد شن البعض هجومهم القاسي بحق رئيس النادي الألماسي فهد المطوع، وبطرح إنشائي يحمل عبارات التجريح والتقليل دون أخذ اعتبارات لظروف أخرى للنتائج التي تعرض لها الفريق، حيث وجد هؤلاء من هذه الخسائر الشماعة التي يحاولون فيها ومن خلالها إقناع جماهير الرائد الكبيرة بعدم امتلاك رئيسهم القدرات الإدارية التي تمكنه من تحقيق أحلام وطموحات الرائديين، والحكم السريع على رئيس لم يمض على إدارته سوى أشهر هو حكم مهما كانت الظروف فيه تجن واستعجال، وقد أثبتت الأيام أن هؤلاء لم تكن تقديراتهم صحيحة خاصة فيما يتعلق باستقطابه للاعبين الذين برزوا بشكل جيد خاصة عبدالمجيد عبدالله ومحسن القرني وموسى الشمري، وهذا الثلاثي تلقى وسيتلقى العروض بالملايين.
ـ التجريح والتحطيم والإهانة والسب العشوائي لرئيس النادي اعتبره هؤلاء للأسف الشديد غيرة وحباً، ومن يدافع عن الرئيس وعن الحقيقة التي يشاهدها الجميع أصبح مطبلا ومتملقا ومتقربا للرئيس لأهداف شخصية رغم أن الغيورين على مصلحة النادي من أبنائه ومحبيه الصادقين وغير الدخلاء قد انتقدوا أخطاء المطوع دون المساس بشخصه وكرامته وكبريائه حتى تتم معالجة هذه الأخطاء وبالتالي يعود ذلك لمصلحة النادي وليس استغلالها لإهانته وتكريهه بالمجتمع الرائدي كي يمل ويذهب ليعود الرائد من جديد لدوامة الفقر والانقسامات.
ـ الرائد يملك رجالا أفذاذاً وعقولاً متميزة بالفكر وشباباً رائعاً متسلحاً بالعلم والتكنولوجيا ولديهم الحب الكبير والحماس لخدمة هذا النادي، لكن مجهودات هؤلاء مبعثرة، وعدم اتحادهم واجتماعهم على قلب واحد جعل خطواتهم ضعيفة، فقد كشفت لنا المواقع الشبكية بالإنترنت مايملكه هؤلاء من قدرات، لكن الانقسامات وعدم تنظيم الصف جعل مجهودات هؤلاء تسخر لخدمة هذه المواقع أكثر من خدمة النادي، وهنا أناشد الأعضاء والكتاب المتميزين و(عمدتهم) بتوحيد الصفوف ونبذ الخلافات والجلوس على طاولة الحوار المفتوح والمناقشة الهادفة وتقريب وجهات النظر حتى لا تتسع الهوة وتزداد الجراح ويتضرر الكيان من هذه الخلافات.
ـ إنني حينما أناشد أبناء هذه المواقع فهو لإدراكي بما يملكون من قلوب كبيرة وعقول راجحة وانتماء صادق وحب كبير لناديهم، لكن الإنسان لابد أن يخطئ وخير الخطائين التوابون، والإنسان العاقل والناجح هو من يتراجع عن أخطائه وليست القوة والشجاعة الاستمرار بالخطأ، وعلى الأشخاص الذين حدثت بينهم وبين بعض خصومات وخلافات تحولت في بعض المواقف إلى عبارات قاسية وتنابذ بالألقاب أن يتراجعوا وأن يعيدوا الصفحات البيضاء، فما أحلى الحب الذي يأتي بعد عداوة، والإنسان المتسامح هو القوي والكبير، أما الذي يستمر بالعداء والمخاصمة فهو شخص يحمل عقلية صغيرة وهي من صفات المنافقين (إذا خاصم فجر)، والذين تقطعت أواصر التقارب بينهم وبين رئيس ناديهم بسبب عدم التكيف أو القدرة على استيعاب الآخر، عليهم مراجعة النفس وعدم تصفية الحسابات الشخصية ومحاولة فتح قنوات من الحب والتواصل مع الرئيس، والذي أتمنى أن يستوعب كما عهدته كل الأشخاص الذين انتقدوه بقلب محب وكبير، حتى يتم التئام شمل الرائديين لبناء قاعدة وبنية تحتية لمستقبل زاهر لرائد التحدي.