|


أحمد المطرودي
المنشطات المطرقة والسندان
2010-03-09
إذا لم يكن هناك نظام واضح وصريح ويحدد التفاصيل بدقة في عمل لجنة المنشطات فستظل هذه اللجنة هي حديث المجالس والمجتمعات الرياضية ومادة دسمة للإعلام ولن تقف الأعمدة الصحفية عن نقد هذه اللجنة مع كل قرار يمكن أن يصدر وقد ذكرت في مرات سابقة أن القانون يحمي الجميع ويعطي حق العدالة والمساواة بين الصغير والكبير وعندها سيكون هناك تجاوب وتقبل لما ستقوم به هذه اللجنة من إجراءات فهي الآن وقعت في مآزق وإحراجات كثيرة بسبب عدم وجود الأرضيات الأساسية لبعض أعمالها ولن أقول جميعها وكل تصرف ستعمد إلى ممارسته سيخضع للتحليل والتشكيك وخاصة من منسوبي النادي المتضرر ولا أظن مع احترامي الكامل لجميع رؤساء الأندية أنهم سيتخذون موقفاً بطولياً وشجاعاً ونزيهاً ينصف لجنة المنشطات تماماً كما حدث في قضية لاعب الرائد ماجد المولد حينما توهم اللاعب أن الوقوف معه من قبل إدارة النادي يتمثل بالتستر عليه وتجريم اللجنة وإخفاء الحقيقة وإشغال الرأي العام والتشكيك بالنوايا وبأعمالهم وأهدافهم وإزعاج المسؤولين بقضايا كان يمكن ألا توجد لو تعاون الجميع مع عمل اللجنة سواء من المسؤولين في الأندية أو من اللاعبين الذين سيخضعون للكشف في المختبرات لمعرفة تعاطيهم من عدمها والمولد باعتقادي أن لديه كامل الحق في متابعة موضوعه والمحاولة للخروج من هذا المأزق وإعلان براءته للناس وخاصة أسرته إذا كان لديه الخطوط العريضة لتبرئة ساحته فهذا يكفله له الشرع والقانون وحتى الخروج عبر وسائل الإعلام للدفاع عن نفسه أيضا هو من الحقوق البسيطة والتي لا يجب على الآخرين انتقاده أو التقليل منه لكن ما وقع فيه المولد من خطأ تمثل بكيله الاتهامات السلبية تجاه رئيس نادي الرائد وكذلك لجنة المنشطات وأن هذا الثنائي تآمر عليه لكي يتم إيقافه وإبعاده عن الفريق وهذه باعتقادي هي السقطة الكبيرة التي وقع فيها المولد والذي خسر بهذا الاتهام الكثير من الأمور التي كان يمكن أن تساعده بالخروج من هذه الأزمة خاصة أن فهد المطوع قد أعلن عن تكفله بدفع رواتب اللاعب مساعدة له ولأسرته والجماهير الرياضية على اختلاف ميولها قد تتعاطف مع اللاعب وتصدق أنه مظلوم ولكن خسر (الجولة) للأسف الشديد لأنه مارس الإسقاط الانفعالي وحاول أن يبعد التهمة عن نفسه ويرميها بالآخرين دون تفكير بالعواقب التي من الممكن أن تحصل من هذا التصرف إلا إذا كان المولد يرى أن نزاهة المطوع وصدقه ورغبته بعمل احترافي نظيف وبتأسيس لأرضية متينة وصلبة هو وقوف ضده وتآمر عليه وهذا حقيقة شيء غريب ونظرة غير منطقية ولا منصفة فالمطوع كان صادقا وواضحا مع اللاعب ومع اللجنة والمجتمع الرياضي بشكل عام فتعامل مع المولد بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم (انصر أخاك ظالماً أو مظلوما) ونصرته وهو ظالم بمنعه من الخطأ وليس تأييده على ارتكابه والتغرير على ارتكاب الأخطاء وإخفاء الحقيقة واتهام الأبرياء وعندها لن يكون المطوع القدوة والنموذج المثالي لأبنائه من اللاعبين ومن منسوبي النادي وسيسري الفساد في أرجاء النادي لكنه قدم للجميع درساً حقيقيا في كيفية تعامل المسؤول مع الأحداث وإنصاف أصحاب الحق وتعاونه في إحقاق الحق وهو بهذا التصرف يعطي رسالة للجميع عنوانها أن الممارسات السلبية والخاطئة التي تحدث من قبل رؤساء الأندية والمسؤولين في التأثير على الرأي العام وعلى قرارات المسؤولين هي وسيلة غير مشروعة في أخذ حقوق ليست للنادي وهي ممارسات تعبر عن أشخاصها ولا يمكن بأي حال أن أتصرف مثلها.
وحقيقة في مقالات سابقة تحدثت عن الأساليب الملتوية التي يمارسها بعض رؤساء الأندية تجاه الكثير من الأحداث وعدم تقبلهم للقرارات ولا مساعدة المسؤولين عن الرياضة بل ينجرفون خلف أفكار جماهيرهم التي تنادي دائما بالتشكي والطلب وممارسة الضغط لأن قناعة هذه الجماهير تكمن في أن الحق لا يمكن أن يصل ويتحقق لناديهم إلا في حالة وجود الصوت الرفيع والبكاء والنحيب حتى شاهدنا جميع الأندية وهي تشتكي من الظلم ولا ندري من هو النادي الذي لم يظلم؟
ـ إحساس الأندية من مسؤوليها وجماهيرها بأن حقوقهم سوف تسلب ما لم يمارسوا النحيب والبكاء والضغوط يجعل الوضع دائما في تأزم ولن تستقر الأحوال وستتحول رياضتنا إلى صراعات لن تنتهي وبدلا من تفكير المسؤول عن الرياضة بالطرق والأساليب لنماء وتطور الرياضة يقف تفكيره وعقله في حالة عجز وشلل لانشغاله بأمور يفترض أن تكون حالات بسيطة لا تحتاج للوقت والجهد وإشغال أوقات القنوات الفضائية بها ولجنة المنشطات وقعت بين المطرقة والسندان في كثير من الحالات فهي لجنة تتعامل مع قضايا حساسة جداً قد تؤدي نتائجها إلى قطع أرزاق وخراب بيوت وتفكك أسر، فالإعلام يطالبهم بالشفافية والوضوح وكشف الحقائق ومسؤوليتهم وإحساسهم التربوي والاجتماعي يحتم عليهم عدم كشف المستور وفضح عباد الله بل هم يرون أن الستر في بعض الحالات أفضل لمستقبل هذا اللاعب أو ذاك خاصة أن بعض حالات المنشطات لا تتوافق مع تعاليمنا الإسلامية ولا تقاليدنا الاجتماعية.