|


أحمد المطرودي
لماذا تخلوا عن النصر؟
2010-04-06
في لقاءات الذهاب والإياب التي تشارك فيها الأندية السعودية دائماً ما تظهر لنا مشاكل كبيرة جداً، فالفرق التي تحضر إلى السعودية تحظى بالاحترام والتقدير والضيافة والاستقبال المحترم الراقي الذي يعبر عن روح الكرم التي يتمتع بها السعوديون وفي المقابل تجد العكس للأسف الشديد.
وقد شاهد الجميع الإساءات التي تعرض لها نادي الشباب في مواجهته أمام العين وشاهد العالم كيف حولت جماهير الوصل ساحة الملعب إلى حلبة مصارعة في الوحشية والانتقام والعدوانية في أبشع الصور وكان النصراويون في قمة الأخلاق وهم يتعاملون مع هذه التصرفات السلبية والمخجلة والتي لا يقبلها أي عاقل وهي خرجت من مجموعة من الأشخاص الذين عبروا عن أنفسهم وثقافتهم ومجتمعهم بطريقة سلبية جداً وحقيقة أن هذه التصرفات المرفوضة لم تكن بالنسبة لي قضية لوحدها قد أخصص لها موضوعاً مستقلاً لأن الكثير من النقاد والمحللين قد أشبعوا هذا الموضوع طرحاً والإعلام هو الآخر سلط الأضواء على كل صغيرة وكبيرة وترك للمشاهدين الحرية في اختيار عنوان لهذه التصرفات والممارسات وكل شخص قام بتحليل هذه السلوكيات حسب عقليته وشخصيته وثقافته فالأشخاص المتعصبون والفوضويون عبروا عن سعادتهم بهذه العنتريات واعتبروها بطولة مستقلة يشكر عليها الجمهور وكل حسب تربيته صاغ الأحداث بطريقته وحينما يخرج بعض الإخوة الإماراتيين لتبرير هذه التصرفات ومحاولة تهدئة ردود الأفعال أو وصفها بسلوكيات شاذة لا يمكن الحكم على جميع الجماهير من خلالها فنحن نعطيهم شيئاً من العذر لأن الخطأ وقع في بلدهم وعلى أرضهم وبين جماهيرهم ومن جماهيرهم وهم مطالبون بالدفاع والتبرير وقد يجدون العتب والنقد من قبل جماهيرهم حينما يقومون بهذا الدور، لكن المحزن المبكي المضحك وشر البلية ما يضحك.. هو خروج بعض العناصر المحسوبة على السعودية في الصحف والقنوات للدفاع عن جماهير الوصل وإعطاء الجماهير العذر في الدخول لأرض الملعب والسبب أن الطبيب قد قام باستفزاز الجماهير والتي نزلت لأرض الملعب بالاعتداء والضرب والغريب أن هؤلاء لم يقم حكمهم على حقيقة واضحة للعيان بل إشاعات واتهامات وتبريرات قامت على أوهام ولم يثبت بالدليل القاطع أن الطبيب قد قام بهذا التصرف وقد أدان هؤلاء الطبيب دون أن يعرفوا الحقيقة وحتى لو ثبت أن الطبيب النصراوي قد قام بحركة استفزازية للجماهير فهذا لا يبرر شرعاً ولا قانوناً ما قامت به هذه الجماهير، فالتصرفات الخاطئة يعاقب عليها القانون دون النظر لمحاولات الاستفزاز لأن كل شيء سينال الجزاء المناسب لسلوكه فلو قام شخص مثلا باستفزاز آخر ثم قام بقتله هل ينجو من عقوبة الإعدام لأن المجني عليه قد قام باستفزازه؟!
ـ إنني أعتقد أن الذين قالوا مثل هذا الكلام لتبرير تصرفات هذه الجماهير إنما يطبقون المقولة الشهيرة (عذر أقبح من فعل) الذي صار مثلا بعد ذلك فالجماهير لابد أن تنال جزاءها من تصرفاتها وإذا ثبت إدانة الطبيب النصراوي فهو الآخر سينال العقاب الذي يتناسب مع ممارساته وأفعاله ولكن لا تطالب بالسماح للمخطئين بإيجاد تبريرات غريبة كي يتم عدم معاقبتهم ولا تحاول أن تثبت براءة من تريد.
ـ حقيقة ما يحدث في مجتمعنا الرياضي من تعصب أوجد الانقسامات وأضعف من توحيد الصفوف وقلل من قوة الكلمة والرأي وأصبح صوتنا ضعيفاً، فهل يعقل أن يخرج بعض الصحفيين لينال من النصر وجماهيره والدفاع عن الوصل وتصرفات جماهيره المخجلة؟
وهؤلاء خرجوا بكل بجاحة عبر الفضائيات مدعين في ذلك الحيادية والإنصاف وهم يرمون الاتهامات الباطلة لممثل الوطن وهو الذي ظلم أمام العالم وهم يقومون بهذا الأسلوب رغم أن الحق مع النصر والسؤال ماذا لو كان الحق ضده فماذا سيفعلون؟ ولو كان ما حصل من جماهير الوصل حصل من جماهير النصر وفي الرياض إنني متأكد أن هؤلاء سيعلنون الحرب ضد النصر إدارة ولاعبين وجماهير لأن هؤلاء قد أساءوا للرياضة السعودية والنصر لم يجد من يقف معه سوى القلة من الذين يهمهم الحقيقة والدفاع عن ممثل الوطن فالإماراتيون يطبقون قاعدة (أنا وأخي على ابن عمي.. وأنا وابن عمي على الغريب)، أما في المجتمع الرياضي لدينا فهم يطبقون قاعدة مخالفة تعتمد على (أنا والغريب على أخي) وهذا جعل الكثير يقفزون على جدارنا دون خوف أو خجل كما حدث من حمود سلطان وعبدالعزيز العنبري حيث أساء هذا الثنائي في طرحهما للجماهير النصراوية بسبب رسائل جوال بينما خرج الثنائي يبرر تصرفات جماهير الوصل أنها لا تمثل الجماهير جميعها.. ونحن نتساءل كيف حكمت على جماهير النصر من خلال رسائل جوال وجعلت هذه الإساءات تعبر عنهم بينما عشرات الأشخاص الذين نزلوا لأرض الملعب لا يمثلون الوصل؟.