|


أحمد المطرودي
الطموح أساس الإبداع
2010-04-20
المتعة الفنية والكروية منظومة متكاملة تبدأ بوجود المواهب التي تتمتع بالمهارات المختلفة في عالم كرة القدم، فمن يجيد هز شباك الخصوم حتى لو كان واقفاً طوال المباراة هو من سيحظى بالحب والجماهيرية ومن يجيد المراوغة والسرعة هو كذلك يحظى بمزيد من الاهتمام، كما أن أصحاب التمريرات المتقنة للمهاجمين يحظون بشعبية جارفة وإكمال هذه المنظومة للإثارة والمتعة هو الحضور الجماهيري الكبير وقدرة هذه الجماهير على تحريك المدرجات وإضفاء بعض الأجواء الفرائحية في حالات الفوز والانفعالات المختلفة عند الخسارة وما يحدث من مواقف طارئة من أخطاء تحكيمية أو مشاغبات من بعض اللاعبين كلها تجعل لقاءات كرة القدم حافلة بالإثارة والجاذبية وقد يظن البعض أن الانتماء والحب للنادي يكون لأسباب فنية فقط فمن يحقق البطولات هو من يجب تشجيعه ومن يتلقى الخسائر فلابد أن يلعب دون جماهير وهذه نظرية خاطئة لأن الانتماء لا يقاس بالانتصارات والبطولات فالشباب مثلا أفضل من الرائد فنياً وأكثر تحقيقاً للبطولات.. لكن الرائد الأكثر جماهيرية كما أن عوامل حضور الجماهير للمباريات لا تخضع فقط للمستويات الفنية أو أهمية المباريات.. بل هناك عوامل أخرى من الإثارة والندية تجذب الجماهير حتى لو كانت تلك المباريات الأقل في مستوياتها لأن الجماهير حضرت للمتعة بجميع جوانبها المختلفة وإلا لاكتفت هذه الجماهير بالمشاهدة المنزلية دون الحاجة للحضور المبكر للملعب وهذا ما جعل لقاء في الدرجة الثانية يجمع النجمة والعربي يحظى بحضور جماهيري كبير وأيضا لقاءات العروبة في الجوف ولقاءات التعاون في الدرجة الأولى حيث تفوق بعض لقاءات دوري زين ومن يشاهد ديربي بريدة الشهير بين رائد التحدي والسكري يبهر من الكثافة الجماهيرية التي تتابع هذا اللقاء، فبالإضافة إلى جماهيرية الناديين الكبيرة هناك أعداد كبيرة من المحايدين خارج المنطقة وداخل المحافظات يحضرون مبكراً إلى الملعب للاستمتاع بهذه المباريات، ومشاهدة متعة أخرى غير المتعة الحقيقية بالمستوى الفني حتى أنني شخصياً قابلت أشخاصاً غير رياضيين يحرصون على الحضور لمثل هذه المباريات ويصورونها بطريقتهم الخاصة بعيداً عن رغبات الفوز أو الخسارة والتشنج والغضب أو حتى الفرح.
ـ قيام لعبة كرة القدم على المنافسة تجعل هناك فرصا أكبر لظهور التعصب دائما بين الأوساط فكل يريد الفوز وخسارة المنافس حتى تتحقق لدى المشجع الفرحة الأكبر في إظهار الفارق، فالهلالي لا يكتفي مثلا بالفوز ببطولات الموسم والتأهل إلى دور الستة عشر في آسيا بل يريد إخفاق النصر وعدم دخوله إلى المنافسة على كأس الأبطال وقد يحقق النصر فوزاً في الدوري يحسن فيه مركزه تجد أن عشرات الهلاليين قد تحسروا على هذا الفوز ولكن أعتقد أن عودة النصر بقوة للمنافسة مع الهلال هي زيادة في المتعة وأكثر الذين سيتمتعون بعودة وقوة النصر هم الهلاليون فسيشاهدون لقاءات مثيرة وقوية وممتعة وحضورا جماهيريا كبيرا وتأكيداً لكلامي لعلكم أن تترقبوا لقاء هذا المساء الذي سيحظى بأكبر حضور جماهيري وسيحمل الإثارة والمتعة والقوة.
ما ذكرته عن الهلالي كنموذج فقط لأنه ينطبق على جميع الأندية.. الاتحادي يريد الفوز وخسارة الأهلي والعكس وهنا لابد من الإشارة إلى قضية الطموحات ورقيها بين منسوبي الأندية وجماهيرها.
وهي الرسالة التي أتمنى أن تصل إلى كرة القدم في القصيم التي تشهد ثورة فنية كبيرة هذه الأيام بعد عودة العربي إلى الثانية وبقائه فيها وصعود النجمة إلى الأولى وصعود التقدم إلى الثانية وبقاء الحزم في الممتاز وإذا بقي الرائد مع صعود التعاون فستكون القصيم موقعاً للإثارة والتنافس، فالرسالة التي أتمنى أن يعيها المسؤولون في الأندية بمنطقة القصيم أن التنافس الشريف والرغبة في الفوز وتحقيق الطموحات مطلب للجميع، لكن على هؤلاء أن يدركوا أن المنافسة حينما تكون سوية وغير مرضية تحقق النجاحات لأنها تعتمد على تطوير الذات وليس على هدم الآخرين، فلماذا يكون طموح الرائد البقاء وطموحات التعاونيين بالصعود أليس من الأفضل والأجدى أن ينافس الرائد والتعاون مثلا على بطولة الدوري ويأتي تفوق ناد على آخر من خلال حجم البطولات التي حققها وليس من خلال إنجازات بسيطة لا تتوافق مع الإمكانات الفنية والمادية والجماهيرية والإعلامية التي يملكها الناديان؟.. إننا نأمل أن تتغير روح المنافسة بين الشقيقين حتى تتحسن ويرتفع مستوى الطموحات.