|


أحمد المطرودي
بركان التعاون الثائر
2010-04-27
عاد التعاون لمكانه الطبيعي بين الكبار بعد أن غاب سنوات طويلة بسبب الحظ والظروف والعوائق المختلفة عاد هذه السنة أكثر تماسكاً وقوة وصلابة وكأنه الأسد الذي يقضي وقتاً في عرينه لكنه بالوقت المناسب يخرج تحت صيحات جماهيره العريضة والمذهلة والتي ستضفي على أجواء زين جمالا وإثارة وحبا وعطاء بعد أن قدم لها نجوم التعاون الإبداع والتألق والفن داخل المستطيل الأخضر ليثبت التعاون أنه الكبير وإن غاب بسبب ما يملكه من رجالات أفذاذ وجماهير عاشقة متلهفة للإنجازات والبطولات وقدم التعاونيون دروساً للتماسك والتلاحم وحب الكيان فجاء العمل جماعيا ومشتركا بعيدا عن الذاتية والأنانية وحب الأشخاص أو معاداتهم ووضع العراقيل في طريق تفوقهم.
التعاون هذه السنة يختلف عن السنوات الماضية في طريقة إعداده واختيار العناصر التي تمثله وأيضا في التعامل مع الأخطاء بصدق ووضوح دون تزييف أو خداع أو تطبيل بل كان العمل القوي والجماعي هو ما يعبر عن نفسه ومواجهة الأخطاء والعيوب في بداياتهم هي أهم ركائز تحقيق هذا الإنجاز
وأهم شيء تميز به التعاون هذه السنة أن الاختلاف لا يكون لمصالح شخصية أو غيره أو حسد من الناجحين بل كان شعار رجالات التعاون هو الغيرة على النادي والحرص على عدم المساس بما يضره والقناعة أن الإنجاز لا يسجل لرئيس النادي محمد السراح وإدارته وإنما هو لكل قلب ينبض بحب التعاون فجاءت الاختلافات مع الرئيس وأعضائه تصب للمصلحة العامة والمشتركة ولا يوجد بالكتيبة التعاونية من يحاول شق الصف ونشر الفتن وإشاعة الأكاذيب بعد أن اتحد هؤلاء الأبطال ونظفوا النادي من جميع الشوائب التي قد تعكر أجواءه وتقلل من اتحاده.
الجميع كان يسعى لمصلحة التعاون ومن يحاول أن يعمل لنفسه هناك جماهير واعية وذكية وراقية تفرق وتفرز بين (المحبين والدخلاء) فلا تعطي هذه الجماهير الفرصة لمن يحاول الارتقاء على حساب النادي وتاريخه ولا مكان للكذابين والدجالين والمتسولين والوصوليين ومن ينتقمون لأنفسهم بل إن هذه الجماهير الواعية تعرف جيدا من يخدم ناديها وتعرف الأشخاص المخربين فتبعدهم عن الأجواء النقية والهواء المشبع بالأوكسجين.
أندية كثيرة سقطت بسبب وجود الأشخاص الذين يعتقدون أن نجاح الآخرين فشل لهم وأن وجود الرجال الأفذاذ سوف يقضي عليهم وعلى تاريخهم وسيجعل الجماهير تنساهم وهو الشيء الذي لم يحدث بالتعاون فالكل شاهد دموع رؤساء التعاون السابقين السكاكر وأبالخيل وهم يحتضنون رئيسهم بكل فخر واعتزاز مدركين أن الأجيال تكمل بعضها البعض وأنه لا يوجد من يأخذ حق أحد مستمدين هذا الشعور من حبهم الصادق لناديهم بعد أن ضرب وجيه التعاون فهد المحيميد المثل في العطاء والبذل مع نائبه ياسر الحبيب فجاءت روح أعضاء الشرف عالية وتواصلهم كان كبيرا مع بروز أشخاص كانت لهم أياد بيضاء في الوقوف والسفر مع الفريق في جميع لقاءاته ومنهم المتميز طارق العيدان هذا الرجل الذي أعطى لناديه بكل حب وسخاء فكان محل تقدير كل تعاوني، وحينما نتحدث عن العمل الإداري فلا يمكن تجاهل المهندس محمد السراح والذي أفتخر شخصيا أنني تنبأت له قبل عشرات السنين أنه الشخص الذي سيقود التعاون للأضواء لمعرفتي بإمكانات هذا الرجل وصبره وتحمله وقدراته الإدارية العالية ويكفي استقطابه لمجموعة من الشباب الذين قادوا السفينة بنجاح فكانت البداية صعود الصغار لدوري الكبار، فقد قدم هؤلاء الشباب نموذجا رائعا من العمل المتفاني بقيادة نائب الرئيس محمد القاسم وقلب الإدارة النابض عبدالعزيز الكوير، أما الإدارة المشرفة على فريق كرة القدم فهذه السنة تختلف تماما عن السنوات الماضية بوجود الإداري القدير أحمد أبالخيل الذي باعتقادي أنه غيّر من مفاهيم العمل الإشرافي وأضاف شيئا متميزا مع مساعده خالد العوض ليكون الأداء مختلفا تماما ولاقى هذا العمل الإشرافي المتميز من عراب التعاون عبدالعزيز الحميد هذا الشرفي الكبير الذي استطاع بحبه الكبير ونكرانه لذاته ودعمه المتواصل أن يصنع الروح القوية بالمجموعة لتبقى صامدة وقوية ومتلاحمة ليعانق التعاون المجد ويعود إلى مكانه الطبيعي للأبد، هذا ما أتوقع أن يحدث إذا استمر العمل بهذه الروح والجماعية والحب والمحافظة على المكتسبات فأبشروا فقد كسبت الرياضة السعودية فريقاً سيكون صديقاً للبطولات والإنجازات.