|


أحمد المطرودي
الزيادة وأعداء التطوير
2010-05-11
دائماً في المجتمعات تظهر شخصية الأشخاص غير القادرين على إحداث التغيير المؤدي للتطوير ذلك أن عقلياتهم تستقبل الأحداث والمؤشرات دون أن تكون لها أيادٍ مؤثرة أو أن تدخل في فصول وسيناريوهات الأحداث ذلك أن عقولهم متجمدة ومتوقفة عند حد معين فلا طموحات ولا ثقة بالنفس ولا بحث عن الارتقاء بل هم أشخاص يريدون أن تستمر الحياة على "طمام المرحوم" وتجدهم دائماً مع التطور السريع والتغير التكنولوجي كالأطرش في الزفة لا يملكون سوى الاعتراض والتقليل من أهمية هذه التغيرات وأن الحياة مستمرة دون الحاجة لهذه الآلة أو تلك وهل الأشخاص الذين عاشوا المراحل الأولى وهم الآن كبار بالسن أكثر الناس اعتراضاً على التجديد دائماً ما كانوا يرددون أن حياتهم قضوها دون هذه الاختراعات وأسوأ شيء يمكن أن يحدث من هؤلاء أنهم يدعون الفهم في كل شيء لكن هذا الفهم لا يقوم على أسس وبناء صحيح ونقد موضوعي وعلمي مدروس وإنما فقط كلمات إنشائية لا تعتمد على المحسوس فيرفضون كلام العلماء ويفتون بما لا يفقهون .
ولو رجعنا للوراء لكتبنا القصص الكثيرة من الرفض ابتداء من دخول السيارة ومروراً بتعليم البنات بالمدارس وأشياء أخرى كثيرة لا مجال لحصرها وقد ورّث هؤلاء الأشخاص هذه العُقدة وهذه الروح الرافضة إلى أبنائهم فنشأت لدينا أجيال صغيرة في العمر لكنها لم تتطور ولم تتغير واستمدت فكرها من الآباء والأجداد، وحينما تناقش هؤلاء تجدهم متعصبين لآرائهم ويدافعون عنها بقوة وبسالة وحينما نبحث عن الأسباب تجدها لأن والده ـ رحمه الله ـ كان يرى ذلك وكأن أباه نبي مرسل لا يقول إلا الصحيح .
في المجتمع الرياضي لدينا عينات من هذا النوع .. كلما جاءت أفكار جديدة نصبوا المشانق لأهلها وحطموهم وقمعوهم وقد تصل الأمور لشن الحرب عليهم، أذكر أنني شخصياً عانيت من تأييد لفكرة شراء حقوق النقل التلفزيوني وكتبت موضوعاً تحت عنوان "اللي ما معوش ما يلزموش" وتطرقت لأهمية دعم القنوات للدوري السعودي وآثار ذلك إيجابياً على الأندية التي تعاني العجز بالإضافة إلى جذب الجماهير للمتابعة حيث شهدت الرياضة السعودية عزوفاً في الحضور وقد لاقى هذا التحول معارضة شديدة وأيضا حينما تم إقرار المربع الذهبي فقد شن هؤلاء الحرب ضد أي شخص يؤيده والأسباب لأنها لا تأتي في مصلحة ناديهم المفضل، فهم لا يفكرون في التطوير والبحث عن الارتقاء بل همهم الوحيد هو خدمة ناديهم حتى لو كان ذلك على حساب الأندية الأخرى وجماهيرها، وحينما رفضوا موضوع النقل التلفزيوني لأنه يفيد الأندية الأخرى ولا يفيد ناديهم الذي تحظى لقاءاته كلها بالنقل التلفزيوني والدعم المادي الكبير والآن يعيد التاريخ نفسه بعد أن تسربت أخبار زيادة الأندية وبدلاً من الوقوف مع القرار ودعمه كونه يمثل وجهة نظر عالمية واتفاق على ضرورة وجود العدد الكافي للأندية، ولأن جميع دوريات العالم المتطورة تشهد زيادة في عدد المباريات إلا أن هؤلاء خرجوا ليكشفوا حجم عقلياتهم الصغيرة ويرفضون هذه الفكرة ليس بحثاً عن المصلحة العامة ولكن لأن هذه الزيادة ليست في مصلحة ناديهم المفضل ويا ليت هؤلاء قدموا أفكاراً تستحق المناقشة وتدخل ضمن احترام وجهات نظر المخالفين لقلنا إن هذه وجهة نظرهم وعلينا احترامها .. لكن للأسف وضحت ضحالة تفكيرهم وروحهم المتعصبة ليقدموا لنا سبباً مضحكاً وهو وجود أعباء مادية من الزيادة وكأن هذه الأموال ستدفع من جيوبهم البخيلة، وأحب أن أذكر هؤلاء أننا في أغنى بلد بالعالم وأكثرها دعماً للرياضة وأن شخصاً واحداً فقط ممن يعملون في رياضتنا قد وضع من جيبه ملايين الريالات فهل تعجز الرئاسة العامة لرعاية الشباب عن دفع ملايين بسيطة لا تساوي شيئاً مقابل ما دفعه رئيس الرائد مثلاً لناديه، فرئيس الرائد فهد المطوع دفع خلال سنتين للرائد فقط أكثر من 30 مليوناً ومن جيبه الخاص وهو فرد من مواطني هذا البلد، فهل يعقل أن نتحدث عن عوائق الزيادة بطرح سلبي وشاذ وقد نسي هؤلاء أن قرار الزيادة لا مفر منه حتى نستطيع مواكبة التطور في القارة الآسيوية والعالم وحتى لو لم يكن هذا طلب الاتحاد الآسيوي فإن الزيادة مطلب ملح لتحقيق الارتقاء والتطور من خلال الاحتكاك القوي بعد أن تطورت الأندية وأصبح لديها القدرة على المواجهة والصمود خاصة أن نظام الدوري بوجود ثمانية يتنافسون على كأس خادم الحرمين الشريفين سيعطي المجال الأكبر لوجود فرق قوية ومتعددة بدلاً من انحسار المنافسة على بعض الأسماء الكبيرة التي تعودت المنافسة وحتى لا تتحول الأندية الأخرى إلى متفرجين فقط على المبدعين.