|


أحمد المطرودي
الرائد والتعاون الكراهية والحب
2010-05-18
يبدو أن الإثارة والتنافس والمواجهات بين الرائد والتعاون بدأت منذ وقت مبكر بعد أن صعد التعاون وانتظرت الجماهير الرائدية طويلاً تترقب قرار الزيادة بأعصاب متوترة وبنفوس مشدودة وبقلق وخوف أن يستأثر الجار بالأضواء والشهرة وهم يعزون أنفسهم بالهبوط وحينما أعلن قرار الزيادة جاءت فرحة الرائديين كبيرة وخرجت الجماهير الرائدية وهي تجوب شوارع بريدة ابتهاجاً بالقرار التاريخي الذي أعاد الحياة من جديد للشارع الرائدي الحزين وتعالت الأصوات الرائدية المعبرة بالفرح حتى وصلت هذه الجموع بالقرب من الجار التعاون والذين أعلنوا عدم رضاهم عن هذا الأسلوب في التعبير وهنا تظهر بدايات المنافسة بين الناديين ومن ملعب الرائد التاريخي الذي شهد مواجهات بالعصي والحجارة وكأن التاريخ يعيد نفسه لكن بعد عشرات السنين وبطريقة مختلفة وبأشخاص مختلفين وانتقلت المنافسة الساخنة إلى شبكات الإنترنت ومنتديات الناديين فظهرت الأطروحات المتشنجة والمتعصبة والألفاظ البذيئة والاتهامات المتبادلة ومحاولات تقليل كل طرف من الآخر وظهور المناقشات العقيمة الإنشائية التي لا تعتمد على المعلومات والحقائق ولكنها إسقاطات مرضية تؤدي بالقارئ المتحضر والواعي والسوي إلى الاشمئزاز مما يجعله يهرب لمواقع أخرى كي يطلع على موضوعات راقية وطرح مفيد وجميل ولعل وجود صغار السن وغير المؤهلين الذين يملكون أدوات الطرح الإعلامي هو ما أوجد هذه اللغة الهابطة في الحوارات والمناقشات فغابت الفكرة السليمة والتفنيد القوي والمفردات الراقية وتحولت المناقشات إلى بيزنطيات الانتصار فيها لا يكون للحقيقة وإنما للأكثر جدلاً وصراخاً وفراغاً وصبراً، فشاهدنا موضوعات مخجلة تتم مناقشتها وتحول بعض الأعضاء إلى مطبلين وناقمين فمن يحبونه يدافعون عنه حتى لو كان مخطئآ والعكس ومن يختلفون معه يجرحونه بألفاظ لا تليق ولا تتناسب مع حجم الاختلاف وهذا دليل أكيد على غياب المضمون فبدلاً من مناقشة " الموضوع " والرد بالحجج والبراهين يختار الأعضاء المفردات السلبية والشاذة للطعن بشخصية من يختلفون معه.
الرائد والتعاون ناديان كبيران ويملكان شعبية جارفة ووجودهما في دوري زين هو إضافة ومتعة وستحرص الجماهير الرياضية على اختلاف ميولها لمشاهدتهما وحتى لو غابت مستويات كرة القدم على أرض الملعب فالإثارة مضمونة في مثل هذه المواجهات.
وللرائد ميزات تغلب فيها على شقيقه التعاون يجب على التعاونيين الاعتراف بها وتقدير ذلك، وللتعاون بصمات تاريخية وحضور كبير على الرائديين الاعتراف بها، فهل يستطيع التعاونيون أن يلغوا إنجازات الرائد بصعوده 6 مرات وبقائه سنوات طويلة يقارع الكبار وهو أول نادٍ من القصيم يصعد للأضواء ويحقق نتائج كبيرة.. ولن يتمكن الرائديون من إلغاء الحدث التاريخي الهام والكبير بوصول التعاون إلى نهائي كأس الملك "ولي العهد حاليا" والتشرف بالسلام على الملك فهد ـ رحمه الله ـ والمنافسة الحقيقية لا تأتي بالهذر والكلام الفاضي والتجريح بالآخر لكنها تأتي من خلال المستطيل الأخضر بالفن واللعب وهز شباك الخصوم والإدارة الواعية هي التي تعمل وتترك للآخرين الثرثرة والإساءات فالعمل الصحيح هو الذي يجلب النقاط والانتصارات والإنجازات والجماهير لمقاعد المدرجات وغيره يجلب الفشل والحسرة وضحك المحايدين، فماذا يستفيد الوسط الرياضي حينما تطرح إساءات من نادٍ لآخر ولكن يمكن قبول الطرح الراقي المحفز دون التقليل من المنافس والذي يتسم بخفة الدم وحلاوة الروح وجمالية الألفاظ وروعة العبارات وقد أعجبتني البادرة الرائعة من قبل نائب رئيس أعضاء شرف التعاون ياسر الحبيب حينما تبنى فكرة اجتماع الناديين على كلمة شرف تحمي الاثنين من التطاول والإساءة وتصفي القلوب والنفوس وتتحول المنافسات إلى العشب الأخضر فقط وحينما تنتهي المباريات يبارك المهزوم للفائز وهنا لست أطالب بمثاليات أفلاطونية خيالية بل بالعكس.. الرائد والتعاون من أرض بريدة العزيزة التي صّدرت للمجتمعات الأخرى العلماء والمشايخ والمهندسين والأطباء والإعلاميين المتميزين وكانت لقاءات الفريقين على مدار السنين تحظى بمثالية وحب بين اللاعبين وحتى الجماهير بالمدرجات ولم تسجل حالات شغب واحتكاك خاصة بعد انتقال المباريات للملعب الرياضي وارتفاع مستوى الوعي زاد ذلك نفَس أميرها المحبوب فيصل بن بندر الذي رفع تطورها واقترب من أهلها فكان النموذج المثالي الرائع، وكان لجهوده وحضوره وتواجده في الأحزان والأفراح الدور الكبير في رفعة أندية المنطقة وبالأمس نبارك للتعاونيين تشريف الأمير فيصل بن بندر للحفل الكبير، هذا الحفل الذي أتشرف شخصياً أنني تلقيت دعوة كريمة لحضوره قبل أن نهنئ أبناء التعاون بالصعود.. إنها دعوة للحب والتنافس الشريف مع العمل القوي والجاد وتوحيد الصفوف.