|


أحمد المطرودي
الوحدة الوسيلة والغاية
2010-05-25
حينما يخلط المسؤول في النادي بين الوسيلة والغاية تكون نظرته وطموحاته مضطربة وبالتالي تأتي القرارات في طريق معاكس لمصلحة ناديه، وكثير من المسؤولين في الأندية يلهثون بحثاً عن الوسيلة ويتركون الغاية فالوسيلة في الأندية هي المادة التي تحقق الارتقاء والتطوير والارتفاع للغاية وهو النادي من خلال تحقيق البطولات والإنجازات والركض السريع من قبل المسؤولين في الأندية عن الوسيلة وهي المادة تجعلهم في غفلة كاملة عن الغاية فتأتي التخبطات من خلال هذه النظرة غير المتوازنة والتي لا تحقق نتيجة إيجابية بالمستقبل.
فالغاية طبعاً تتفرع من خلال النادي وبطولاته وأمجاده وتحقيقه لأعلى مراتب الظهور والشهرة والبروز ولهذا كان الجميع دائما ما يبحث عن تحقيق البطولات وصعود المنصات والظهور تلفزيونياً عبر الشاشات كي يشاهد العالم هذا البطل واتفق الجميع على أن هذا لن يتحقق إلا من خلال تواجد المادة التي تجلب النجوم وتهيئ اللاعبين وتحفز المدربين المتميزين وبالتالي تتحقق البطولات ولكن بعض مسؤولي الأندية وبسبب اللهث المتكرر لجمع الملايين للنادي ينسون غايتهم ويبحثون عن الوسيلة فيكون همهم هو جمع المال سواء كان ذلك من خلال التبرعات أو الاستثمار أو من خلال بيع عقود النجوم فيجمعون المال ويضعفون من قوة الفريق وهناك أمثلة كثيرة على هذه الأندية منها القادسية والوحدة، فالأول باع عقود النجوم الذين لو أبقى عليهم لكان منافساً على بطولات الدوري، والثاني الوحدة هو الآخر باع عقود نجوم من الممكن أن ينافس بهم ويحقق كل البطولات المحلية والخارجية وحينما نبحث عن أسباب بيع اللاعبين تجدها أسباباً مادية ونحن نسأل ماذا فعلت المادة بهذين الناديين خاصة الوحدة الذي يعيش اضطرابات ومآسي ومشاكل وانقسامات رغم أن الفريق قدم مستويات جيدة هذه السنة ويكفيه ابتعاده عن المنافسة على شبح الهبوط الذي كان يلازمه سنوات طويلة.. لكن تفكير الإدارات المتعاقبة على الوحدة هو تفكير للأسف مادي وهنا سوف يستمر الوضع الوحداوي مكانك سر أو أن يسير نحو التراجع إذا لم تأتِ إدارة تعرف كيف تفرق بين الوسيلة والغاية وأن تبحث عن الوسيلة من أجل أن تحقق الغاية..
أذكر أن أحد المسؤولين في الأندية تمنى ألا تنقل مباراته المهمة تلفزيونيا والسبب يعود إلى بحثه عن الحضور الجماهيري الذي يحقق له المكاسب المادية وهنا هو قضى على الغاية بسبب الوسيلة لأن النقل التلفزيوني لناديه أهم بكثير من مبلغ مادي بسيط يتحقق من خلال عدم النقل ونسي هذا المسؤول أن الشركات العالمية تدفع الملايين من أجل دقائق إعلانية في التلفزيون ولو قمنا بحساب دقائق المباراة وقسمناها على قيمتها الإعلانية فإنها تساوي ملايين الريالات والنادي سوف يحظى بشهرة واتساع وجماهيرية أهم بالكثير من المبالغ المالية التي سوف يحصل عليها.
والوحدة في نظري هو أكثر الأندية السعودية المتضررة من الغاية والوسيلة وعدم الفرز بينهما، حيث تقوم الإدارات المتعاقبة عليه بنحره وتأخير تطوره بسبب البحث عن المادة ولا أدري ما هي أهمية الملايين التي تدخل خزينة النادي إذا كان الفريق لن يحقق لمحبيه وجماهيره البطولات والإنجازات وهل كل وحداوي يرفع رأسه عالياً متذكراً الأمجاد السابقة للوحدة حينما كانت نداً قوياً للاتحاد والأهلي والسبب أن (وحدة) زمان لم تجد إدارات تبيع لاعبيها ونجومها للمنافسين لكن وجدت إدارات تبقي على لاعبيها وتبحث عن الأفضل ليكون معهم.
أعتقد شخصياً أن خدمة النادي لا تأتي رغم أنف المحبين، فمن يريد خدمة النادي عليه أن يجد الدعم والمساندة القوية وإلا فالانسحاب هو الأفضل ومن يريد التقدم للرئاسة فعليه أن يوفر الملايين قبل أن يفكر في بيع اللاعبين حتى تعود الوحدة كما كانت وحدة زمان فليس من المعقول ألا يوجد في مكة المكرمة ناد قوي يصارع الكبار على البطولات.

خاص جداً
شكراً للتعاونيين إدارة وأعضاء شرف وجماهير على ما وجدته منهم خلال الأيام الماضية من تقدير وثناء خاصة الجماهير التعاونية الراقية والذواقة والتي تعاملت معي بصورة رائعة تدل على أنها جماهير قمة في الرقي والأخلاق.