|


أحمد المطرودي
الشورى والانتقاد المقلوب
2010-06-01
عندما نقوم بالدفاع عن رياضتنا أمام مجلس الشورى وتقارير جائرة صدرت بحق هذه الرياضة فهو ليس من باب "الحمية" والدفاع عن المسؤولين فيها كوننا ننتمي لهذا الوسط، لأننا حينما نمارس هذا السلوك في التعاطي مع قضايا كثيرة ومنها هذه القضية فنحن نعمي أعين المسؤولين عن الحقيقة وبالتالي نمارس التطبيل الذي يقود إلى الفشل في النهاية ولا يعطي فرصاً للإصلاح والعلاج، ونحن في الوسط الرياضي ننعم بحرية لا حدود لها في النقد الهادف المبني على أسس قوية ولم نشاهد أو نلاحظ من المسؤولين وعلى رأسهم الأمير سلطان ونائبه الأمير نواف تحجيماً للآراء أو التقليل منها ولكن بعيداً عن التجريح والانتقائية واستغلال الظروف أو الإخفاق المؤقت في التفريغ والإسقاط والانفعال وردة الفعل التي تخفي الحقيقة وتؤجج الشارع الرياضي وتزيد من التوتر وتقلل من الإنجازات بالنظر النقدي السلبي المعتمد على تسليط الضوء على السلبيات وترك الإيجابيات وممارسة جلد الذات وعدم إيجاد الأعذار والمبررات فيكون الناقد فيها ناقماً وليس ناقداً وهذا لن يرضي المسؤول بالطبع وهو الشخص الأكثر حرصاً على النجاح والتطوير، لكن من رجله في الماء يختلف عن الذي تكتوي رجله بالنار، وحينما يضع الناقد نفسه مكان المسؤول فيكون أكثر صدقاً وواقعية.
ونحن بطرحه نجد الراحة في طرح ما نريد دون خوف أو تملق أو مجاملة ولكننا ندرك أيضا أن النقد لا يكفي فقط ذكر السلبيات بل على الناقد أن يبدأ بالإيجابيات قبل الخوض في السلبيات حتى تكون مدخلاً مريحاً لتقبل النقد وأن يختار المفردات الراقية والجميلة المحببة للنفس وأن يعطي المنقود حقه التاريخي والاجتماعي قبل أن يعطيه الملاحظات التي يريد حتى لا يكون نقداً عدوانياً يقصد فيه التنفيس الانفعالي لحدث طارئ وهذه للأسف بعض مشاكل التحليل الفني لدينا فلو انتهت مباراة الأخضر مع البحرين قبل تعادل النتيجة بآخر ثانية لخرج المحللون وهم يزفون البطل ويغردون ويمجدون ولقدمت الأناشيد وخرجت الجماهير تجوب الشوارع وأصبح المسؤولون ناجحين، بل لو قمنا بعكس النتيجة نحن من تعادل في البحرين إيجابياً والعكس لتأهلنا وهنا أتمنى أن يكون النقد مبنياً على معطيات ومعادلات تنوّر المتلقي وترفع وعي الشارع الرياضي، فمحمد نور الذي أضاع ضربة جزاء في الدقائق الأخيرة لو سجل الهلال هدفاً في الوقت الإضافي ماذا يمكن أن يقال عنه؟ وعندما سجل هدف الترجيح صار البطل الذي لا يشق له غبار وتحول المرزوقي رئيس الاتحاد من إداري متواضع إلى فذ يضرب به المثل رغم أن بعض الاتحاديين كانوا يغضبون حينما يشاد بالمرزوقي، بل إنني شخصياً واجهت اتهامات من اتحاديين في بعض المواقع على شبكات الإنترنت تتهمني بالمديح والتطبيل للمرزوقي في تدمير الاتحاد وهذه حقيقة تدل على أن العواطف المتسرعة هي التي تحكم على الأشياء دون النظر لحيثيات القضية وفصولها وما دعاني لطرح هذا الموضوع هو للأسف ذلك التقرير المتحامل على الرياضة السعودية ووصفها بألفاظ لم تكن مناسبة واختزال النجاح والفشل في قضايا صغيرة أو هامشية وعدم الإلمام الكامل بتاريخ هذه الرياضة وإنجازاتها والتركيز فقط على حقبة زمنية واحدة وكأنها هي المقياس لهذه الرياضة دون أن يشمل التقرير ما قدمته هذه الرياضة من إنجازات على مدار التاريخ وحصولها على التطور الهائل الكبير، فالمنشآت الضخمة والملاعب العالمية وبروز نجوم على مستوى كبير وقوة الدوري وحضوره الجماهيري والمتابعة الإعلامية المتميزة والتي أوصلت الدوري للجماهير خارج السعودية ولعل تقييم الدوري السعودي كأفضل دوري عربي بإجماع المحللين والنقاد والجماهير وبإنصاف (فيفا) يعطي الانطباع القوي والحقيقي لمتانة وقوة العمل الجبار الذي يقوم به المسؤولون عن هذه الرياضة وهي ليست مجاملة أو تقرباً بل هي الحقيقة والتي من حقهم علينا أن نقولها بعد أن جاء التقرير غير منصف لجهودهم وعملهم الجبار، وخير دليل هو الأسلوب التطويري والعمل الكبير الذي ظهر أخيراً بإقرار الزيادة ووجود اهتمام بالناشئة والتعديلات المستمرة التي تضيف التغيير والتطوير والتقرير الذي جاء من الشورى ووصف الدوري بالممسوخ يدل دلالة أكيدة على أن الذي أورد هذه المفردة ليس رياضياً أبداً لأنه ببساطة خلط "عباس في دباس"، فهناك فارق كبير بين أن تنظر للدوري أو تقيس نجاح الرياضة بأكملها، فالرياضة أسمى من أن تطلق عليها مثل تلك المفردات والتي عبرت عن صاحبها بشكل كبير، فهذا الدوري هو الأقوى عربياً فكيف يطلق عليه مثل هذه الأقاويل؟ ثم إن الاستعانة بالأجنبي هو ديدن جميع دول العالم بل هي منقبة تشكر عليها الرئاسة وليس منقصة يمكن أن تنتقد فيها واستخدام الخبرات الأجنبية هو أسلوب علمي رائع في التطوير سواء كان ذلك في مجال التحكيم أو التدريب أو الإدارة، والدول المتطورة لم تصل لمستويات رفيعة إلا من خلال اكتساب الخبرات الأجنبية ودمجها بالمحلية لتثمر عن نتائج متميزة ورائعة، إنني أتمنى أن يعاد النظر من رئيس مجلس الشورى في هذا التقرير المجحف، ويرد الاعتبار لمن أسيئ لهم وانتقص من عملهم وجهدهم الكبير.