|


أحمد المطرودي
رجال العروبة
2010-06-15
لم أتوقع أبداً أن يسقط معشوق الجماهير العرباوية فارس الشمال وسفيرها الذي قلب الأحزان إلى أفراح، ذلك أن جماهير هذا النادي تعشقه حتى الهيام وفي قصص العشق لدى العرباوية حكايات كثيرة من الصعب أن تسردها في مقال يخرج إلى الناس في وقت العالم كله يتجه نحو جنوب أفريقيا حيث متعة كرة القدم الحقيقية تقدم على طبق من ذهب ولكن العشق والانتماء لا يعترفان بالفن الكروي ولا حتى البطولات فقد عرفت العروبة منذ أن كان يقبع في دوري المناطق ويتصارع للحصول على بطولة الجوف فقد لمست الحماس والحب وصدق الانتماء من قبل محبي العروبة وأدركت حينها أن هذا العطاء المتدفق من الجميع للتعبير عن انتمائهم الصادق وحبهم الكبير وعملهم المستمر لابد أنه سيجني ثماره النادي والارتقاء به وتطويره ولك أن تتخيل هذا الحماس الكبير من قبل هذه الجماهير وهي تقبع في دوري صغير وعلى نطاق ضيق لكنهم يدركون تماماً أن الحب والعشق لا يرتبطان بالإنجازات ولا البطولات بل هو الانتماء الحقيقي مهما كانت النتائج ونتيجة الإخلاص في الحب تكون البطولات والإنجازات وارتفاع اسم النادي وازدياد شعبيته وجماهيريته .
لقد تشرفت بحضور الكثير من المناسبات لهذا النادي العريق وكان من أبرزها حضور حفل الصعود لأول مرة وقد شدني تقارب القلوب وتصافي النفوس وروح الكرم في أبناء هذا النادي مع اتسام الشخصيات بالسمو والأخلاق حتى صار للعروبة رموز كثيرة يتغنى الجميع بذكرهم تاريخياً لما لهم من أيادٍ بيضاء على مسيرة الكيان ورحلاته الشاقة فكسبوا احترام الجميع لأن شعارهم هو الاتفاق أو الاختلاف لن يكون إلا من أجل " العروبة " فقط مستمدين هذا الإحساس وهذا النفس من روحهم الكبيرة " سلمان العرسان " هذه الشخصية الرائعة والتي صارت مثلاً لكيفية خدمة النادي خلال هذه السنوات الطويلة، وكان لرمز العروبة " محمد دايس الدندني " بصمات واضحة في مسيرة هذا النادي الشامخ فهو رجل يحمل الفكر والعطاء وطموح المستقبل الذي لا يتوقف بل يستمر مع روح شباب العروبة الأفذاذ والأكفاء بقيادة الرئيس السابق سهيان السهيان، هذه الشخصية الخلوقة والراقية والتي استطاعت أن تقود النادي إلى الإبداع فقد عرفت هذا الرجل منذ عشرات السنين ولم يتوقف يوماً عن عطائه وحبه لهذا النادي سواء كان مسؤولاً رسمياً أو من خارج الإدارة وهذا ما أكسبه حب الجماهير العرباوية وتقديرها للعمل الكبير الذي يقوده هذا الرجل ولهذا صارت كل إدارة تقوم بعملها وتجد الدعم من الإدارات الأخرى ولهذا لا يمكن لأحد أن ينكر المجهود الكبير الذي قدمه الرئيس السابق صالح النازل وإدارته في صناعة فريق للمستقبل يحمل اسم المنطقة ويحقق طموحات شبابها خاصة وأنها تزخر بالمواهب المتعددة الكبيرة التي تحتاج من يطورها ويمنحها الفرصة .
الروح والحماس والحب والعطاء وصدق الانتماء لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال وجود بذور الوفاء داخل تربة النادي لكي تكون خصبة ومنتجة ويكون الحماس وقود الأشخاص فالمشاكل والانقسامات وعدم احترام أبناء النادي تحول الأجواء بالنادي إلى صراعات وانقسامات فيقل الحب والانتماء ويبتعد أبناؤه المحبون عن التواجد والعمل فيه، فيبقى الدخلاء وأصحاب المصالح الشخصية والعقول المريضة فتتحول التربة إلى أرض غير صالحة للزراعة لا تنبت فيها إلا الأشواك الضارة ولكن في العروبة العكس لأن كل أبناء العروبة من المخلصين يجدون الاحترام والتقدير، وكلما زاد عملهم للنادي زاد احترام الجماهير العرباوية لهم وهذا ما يشجع كل شخص على أن يعمل في أجواء صحية ونقية ليس فيها أكاذيب وافتراءات وشكاوى ولا يتعرض المحبون عند الإخفاق للإساءات والتجريح فالمرضى الإسقاطيون وأصحاب الألفاظ البذيئة لا يجدون لهم مكاناً في النادي فتحول المكان إلى موقع تربوي قبل أن يكون رياضياً يتنافس أبناؤه على هز شباك الخصوم ولعل التكريم الكبير الذي حصل عليه نجم الفريق وهدافه فرحان المضياني أكبر دلالة على تمتع رجالات النادي بالوفاء لمن خدم ناديهم وليس الغيرة والحسد ومحاربة أبناء النادي والسقوط بأحضان الآخرين والتقرب منهم على حساب تاريخ النادي وعطائه وإبداعه.
من شاهد لقاء الفاصلة الأول بين النهضة والعروبة في الشوط الأول يراهن على صعود النهضة بعد أن تقدم بثلاثة أهداف وطرد لحارس العروبة ولكن في الشوط الثاني لم يكن أبناء العروبة يمارسون لعباً في كرة القدم فقط بل هم يؤدون واجباً يحتم عليهم القتال والإبداع فقلب نجوم العروبة الموازين وقدموا أداء رائعاً وتاريخياً قلصوا من خلاله النتيجة لتصبح ثلاثة أهداف مقابل هدفين وهو ما جعل لأبناء العروبة بقيادة مدربهم الذكي " أكرم " وبإدارة متميزة من الإداري الرائع أمجد البيحران أمل كبير في تحقيق الصعود في مباراة الإياب فكانت ضربة قوية بحق النهضة العريق حينما سجل نجوم الجوف ثلاثة أهداف نظيفة تعلن عودة العروبة إلى الأولى بعد غياب قصير أثبت فيه رجالات هذا النادي أن العمل الكبير يحتاج إلى طموح كبير ولن يتحقق الإنجاز إلا بتكاتف الجميع وبالصبر فتحية كبيرة لرئيس النادي " مريح المريح " على مجهوده الكبير وعلى هذا الإنجاز الذي يسجله التاريخ باسمه .