|


أحمد المطرودي
اليمن الرياضة والسياحة
2010-08-03
إذا كان المسؤولون عن الرياضة الخليجية يعتقدون أن الغاية من تنظيم دورة الخليج هي من أجل تجمع المنتخبات المشاركة في مكان واحد وإجراء لقاءات في كرة القدم تنتهي بحصول أحدها على كأس البطولة فلا اعتراض على إقامتها في "اليمن"، أما إذا كانت البطولة من أجل تحقيق الكثير من المكتسبات التي صارت تشكلها صناعة كرة القدم فلا أظن أن اختيار اليمن مناسب وحتى لو نجحت البطولة فستظل مجازفة لم يحسب لنتائجها أي حساب، فالجماهير في العالم تنظر لمباريات كرة القدم على اعتبارها أسلوباً من أساليب السياحة والاستمتاع وليس فقط مشاهدة مباراة يمكن الاستغناء عن الحضور وعناء السفر بالجلوس بالمنزل والاستمتاع بمشاهدتها مجاناً عبر شاشات التلفزيون، لكن الجماهير الرياضية دائما ما تحول لقاءات كرة القدم إلى نزهة وسياحة واستمتاع بتغيير نمط الروتين اليومي بالسفر للبلد المستضيف والتمتع بأجوائه الطبيعية ونمط حياة أفراده وعاداتهم وتقاليدهم والمظاهر التراثية الموجودة بالإضافة إلى التطورات الحضارية من عمران وطرق مواصلات وغيرها، فالمباريات قليلة وعدد الساعات التي سيقضيها المشاهد لها قليلة جدا في مقابل ساعات طويلة سيقضيها في المطاعم والمنتزهات والأماكن الترفيهية والاستمتاع بأجواء مختلفة خارج نطاق الملعب ومن يعتقد أن متعة كرة القدم تنحصر في المهارات الفنية وطرق اللعب والتكتيك وتسجيل الأهداف فهو مخطئ لأن هناك متعة أخرى تصاحب لقاءات كرة القدم تصنعها الإثارة متمثلة بالكثافة الجماهيرية وصخب المدرجات وردود الأفعال للأفراح والأتراح، وهناك إثارة أخرى في خارج الملعب لا يمكن حصرها أو اختزالها بأمور معينة وقد شاهدنا الجماهير العالمية التي تلاحق أنديتها ومنتخباتها وكيفية الاستمتاع بالرحلات الجميلة والتي تتنوع فيها الطرق والأساليب والوسائل، فهناك من الجماهير من يحضر عن طريق البر وأخرى عن طريق البحر وأعداد كبيرة تركب الطائرات المحلقة في الأجواء لساعات طويلة وغيرها من يعشق التمتع بالسفر عن طريق القطارات كما يحدث من قبل الجماهير الإنجليزية وهناك جماهير لها أسلوبها في السياحة الرياضية كالجماهير اليابانية التي تعتبر قدوة في دقة التخطيط والتنظيم لسياحة رياضية راقية تعتمد على اكتشاف أكبر قدر ممكن من العالم وكأس الخليج هو المحرك الأكبر لجماهير خليجية في التنقل والترحال والوصول إلى البلد المستضيف منذ انطلاقتها لأول مرة في البحرين واختيار المكان المناسب لاستضافة هذه الدورة سيعطيها جمالا ومتعة أكبر وسيكون لها مذاق ونكهة مختلفة حينما تجمع الجماهير بين متعة السياحة والتنقل وبين التمتع بمنافساتها وحرارتها وحلاوتها ولكن إقامتها باليمن أظن أنها لن تحقق الغاية السامية والكبيرة لأن جماهير كثيرة سوف تتردد ألف مرة في الحضور إلى اليمن وهي التي تشهد توتراً كبيراً في الأمن ناهيك عن عدم وجود الفنادق المناسبة والسكن الذي سوف يتسع لأعداد كبيرة من الجماهير فلا أعتقد أن الجماهير سوف تجازف في السفر إلى اليمن لمشاهدة مباريات كأس الخليج في ظل ظروف أمنيه غامضة إضافة إلى عدم جاهزية الملاعب بالشكل المطلوب مما لا يعطي فرصاً أكبر للنجاح رغم أنني أدرك تماماً أن اليمن منطقة سياحية جميلة تستحق العناء لو كانت الظروف المادية والأمنية مناسبة، وقد يرى البعض أن المواجهات المسلحة بعيدة تماماً عن مكان إقامة الدورة وأن الجماهير لن تكون قريبة من هذه المواقع ولكن هل هذا الكلام سوف يقنع الجماهير الرياضية ويجعلها تفكر في الحضور وهي تسمع أخبارا أمنية غير سارة وهذا كله سوف يؤثر سلباً على معطيات نجاح البطولة وتحقيقها لأهدافها وهنا أرى أن نجاح البطولة مرهون بحضور الجماهير اليمنية بكثافة لمباريات البطولة وإعطائها مزيداً من الإثارة والحماس والقوة والندية أو أن تقوم المنتخبات المشاركة بإحضار الجماهير بشكل جماعي ومنظم يمكن من خلاله تأمين المسكن والمواصلات والحراسة الأمنية التي تعطي الأمان والراحة النفسية لهذه الجماهير كي تعلن تواجدها وحضورها وبالتالي نجاح البطولة من جميع النواحي الفنية والجماهيرية وليضمن وجود الإثارة وكذلك نجاح المنظمين باستقطاب أعداد كبيرة من الزوار لتحقيق الأهداف السياحية ولتكسير طوق الجمود الاقتصادي وعندها ستكون بطولة الخليج مختلفة تماماً عن كل البطولات السابقة، فالشعب اليمني متعطش كثيراً لهذه البطولة لو تعاون الجميع وأتقن أبناء اليمن التنظيم.