|


أحمد المطرودي
الشباب يغازل الناشئة
2010-08-10
الغاية الحقيقية من إقامة وتنظيم بطولة النخبة هي تشجيع السياحة في أحد أهم المواقع السياحية في السعودية وهي مدينة أبها حيث تكون فرصة للجماهير السعودية في جميع مناطق المملكة لاختيار أبها مكانا لقضاء فترة الصيف والاستمتاع بالطبيعة والجمال والأجواء الرائعة وكذلك مشاهدة مباريات البطولة والتي اعتبرها المنظمون واحدة من أهم عوامل الجذب السياحي وهذه السنة وضح حجم الجهد المبذول والتخطيط السليم لإنجاح البطولة باختيار فرق ثقيلة الوزن فنيا وجماهيريا داخل السعودية وخارجها وقد وضح تأثير الهلال ومشاركته في إنجاح التواجد الجماهيري والإعلامي للبطولة وكان لزاما أن نقدم الشكر لرئيس للجنة المنظمة حسن القحطانى ونائبه غانم القحطاني الذي قدم مجهودات متميزة ظهرت فيها خبرته الإعلامية وقدرته على فهم ما يتطلبه الشارع الرياضي وأتمنى أن أجد هذا الشخص في أحد المواقع المهمة لكي يستفاد من إمكاناته كشاب سعودي طموح لدية الرغبة في العمل والتطوير ورغم أن هذه البطولة حظيت بمتابعة إعلامية وجماهيرية كأنجح البطولات إلا أننى شخصيا أري أنها لم تحقق الغاية الحقيقية لإقامتها وهي اجتذاب اكبر عدد ممكن من الجماهير خارج منطقة أبها لتفعيل السياحة فالمباريات التي لا يكون الهلال طرفا فيها لا تحظي بالجماهيرية التي تحظي بها لقاءاته مما يعني أن هذه الجماهير التي ملأت المدرجات هي جماهير داخل مدينة أبها وهي بالتأكيد دلالة على حجم شعبية الهلال وإن حضرت أعداد من هذه الجماهير من خارج المنطقة فلا تشكل نسبة كبيرة وهذا يؤكد أن الغاية الحقيقية لم تحقق بالجذب الجماهيري لتدعيم السياحة وأن تحقق شيء من هذه البطولة فيكون في التغطية الإعلامية والتي حظيت بها البطولة وأرى شخصيا أن الأسباب الرئيسية في عدم تحقيقها لهذه الغاية تكمن في عدم ثبات هوية البطولة بالتغيير الجذري في أسماء الفرق المشاركة وكذلك عزوف الأندية الكبيرة عن المشاركة بها أو عدم المشاركة بالفريق الأول وأيضا توقيتها الذي يتزامن مع فترة الصيف والتي تستريح فيها الجماهير من عناء المتابعة والحضور إلى السفر السياحي سواء خارجيا أو داخليا وكذلك إقامة البطولة في توقيت الاستعدادات الموسمية للأندية للموسم الجديد بإقامة المعسكرات الخارجية بمتابعة أنديتها واستعداداتها وأعتقد أن الهلال والشباب بمشاركتهم بالصف الأول وإعطاء البطولة أهميتها ساهما في إنجاحها هذه السنة من خلال الأمور الفنية والجماهيرية والإثارة التي حصلت بمشاركتهما وهنا أظن أن نجاح البطولة بشكل كامل المواسم المقبلة يكمن في القضاء على هذه السلبيات وأهمها تعاون الأندية مع لجنة التنظيم بالمشاركة بالفريق الأول وكذلك تثبيت أسماء محددة تشارك سنويا والتركيز على الجماهيرية وصاحبة الشعبية فلو تأكدت الجماهير منذ وقت مبكر بمشاركة الهلال والنصر والاتحاد والأهلي والشباب بنجومهم الكبار في البطولة ستكون حريصة على التواجد وتحديد الوجهة السياحية الصيفية لتكون أبها وسوف تشعل هذه الأندية بجماهيرها السياحة الجنوبية وستكون أرباحها مضاعفة بعد أن يتم إدراج الكثير من البرامج والحفلات مع البطولة ولعل ما حصل هذه السنة من حراك جماهيري سيجعل اللجنة المنظمة تدرك أهمية الاختيار لهذه الأندية التي تملك النجوم البارزة والتاريخ الحافل في البطولات والإنجازات وتدعيم هذه الأسماء بفرق خارجية تضفي نكهة أخرى على البطولة كالأهلي المصري مثلا الذي لو شارك مع هذه المجموعة فسيعطي البطولة جوا مختلفا وسوف تسعى الأندية للمشاركة والمنافسة على تحقيق بطولتها إذا كانت ستحقق المردود المعنوي والجماهيري والإعلامي وتكون لها أهميتها حتى لو كانت بطولة ودية فالاقتران الشرطي له دور كبير في منحها الأهمية إذا اقترن تحقيق بطولتها بهالة إعلامية وجماهيرية ستكون لها نفس الأهمية التي تحظى بها المباريات الرسمية وقد قدمت لنا هذه السنة بطولة رائعة فنية وجماهيرية وكانت خير إعداد للفرق المشاركة وخاصة الشباب البطل الذي ستعطيه البطولة دافعا معنويا كبيرا بعد أن قدم نجوم الليث درسا في الصمود والكفاح وهم يحققون الفوز على الهلال بعشرة لاعبين بعد أن طرد الحكم النجم حسن معاذ الذي كانت استجابته سلبية ولو حول سقوطه في الماء إلى نكتة يتقبلها بابتسامة لجعل الجميع يتفاعل معه ويكسب الجولة واحترامهم ولم يفقد فريقه نجما بحجم هذا اللاعب وهذا الموقف لابد أن يكون درسا للاعب وزملائه فمن يحاول أن يأخذ بثأره داخل ارض الملعب فسيكون جزاؤه الطرد وعلى اللاعب أن يتمالك أعصابه ويجبر الحكم أن يأخذ حقه بدون انفعال أو تعد ولكن بأسلوب محترم وهادئ والبطولة كشفت عن تزايد في الشعبية والجماهيرية للشباب الذي عانى منذ سنوات من عدم وجود جماهير له رغم عدد البطولات التي حققها وأعتقد أن رئيسه الحالي خالد البلطان أحد أهم الأسباب في تنامي وزيادة عدد الجماهير الشبابية لما يملكه هذا الرجل من ( كاريزما ) وحسن قيادة جعلت للشباب قوة ومكانا مع البطولات كانت سببا في مغازلة الشبابيين للأجيال الناشئة واستقطابهم لحبه وتشجيعه وقد مر الشباب في الموسم الماضي بظروف ولو لم تجد قائدا محنكا وقويا لعصفت بالفريق إلى المجهول بعد أن داهمت الإصابات نصف الفريق ولن ينسى التاريخ ثلاثة من أبرز نجومه صالح الداود وعبد الرحمن الرومي وفؤاد أنور فهل تكون بطولة النخبة الدولية هي المقبلات الشهية لليث لخطف أكبر عدد من بطولات الموسم ؟