|


أحمد المطرودي
المطوع .. الألماسة الرائدية
2010-08-17
المستوى الكبير الذي قدمه رائد التحدي أمام الشباب أحد أفضل الفرق السعودية هو امتداد للمستويات الرفيعة والرائعة التي قدمها في الموسم الماضي، وإن ظهر هذه السنة بأداء أكثر من رائع.. ففي الموسم الفائت كان الرائد يقدم مستويات رائعة كان هو الأحق دائماً بنتيجتها ولكنها تسلب منه إما بأخطاء تحكيمية أو سوء في الحظ الذي كان يلازم الفريق منذ البداية، ولو أن الكثير من الأخطاء التحكيمية التي وقعت بحق الفريق في الموسم الماضي لم تحصل لحقق الرائد مراكز متقدمة ولم ينافس على الهبوط أصلاً، وهذا كان رأي العقلاء والمحبين من الرائديين، وأيد ذلك جميع النقاد من المحللين وكبار الكتاب الصحفيين.. وقد تضرر الرائد من ظروف كثيرة تطرقت لها في وقتها، ومنها تأجيل وتقديم بعض المباريات التي جاءت في غير مصلحة الرائد وهذه الظروف وقفت عائقاً أمام المجهود الكبير الذي بذله الرئيس الألماسي فهد المطوع، ومحبوب الجماهير الرائدية الذي دفع الملايين وسعى بكل قوة لإسعادها وجعلها ترفع رأسها عالياً متفاخرة بهذا الفريق، ولكن الظروف لم تأت لمصلحته، ورغم ذلك كان هو الأحق بالبقاء لولا حصول بعض المفاجآت في النتائج حيث تضرر الرائد منها وهبط.
ولكن كما يقال في المثل العربي (ربَّ ضارة نافعة)، فهذه الوضعية التي حصلت كشفت للمطوع حقيقة الدخلاء الذين يدّعون حبّ الرائد ويتاجرون فيه حسب المصالح والأهواء، وأيضاً الذين يستغلون الظروف السيئة بممارسة التجريح الشخصي باسم النقد الهادف.. كما أن هناك أشخاصاً أمناء في حبه مخلصون له، يحملون قلوب كبيرة ونفوس شامخة، وهم حينما يقدرون الرئيس ليس لأنه دعاهم إلى وليمة أو قدم لهم هدية أو دعاهم لمجالسته ومرافقته، لكنهم يشاهدون حجم العمل الكبير الذي قدمه من أجل عشقهم وحبهم الكبير الذي هو أحد الأسباب في إسعادهم وبث الفرح في نفوسهم لكنها كانت فرصة لكشف بعض العقليات التي كانت أحد أسباب عدم تطور الفريق ووصوله إلى أفضل المراكز، وهم لا يفكرون في عمل الرئيس بقدر ما يقدرون بعمله الشخصي معهم، فإذا لم يعطهم (وجه) قلبوا الدينا ولم يقعدوها، وهنا هم لم يفكروا بأن المطوع ليس ضرورياً أن يصادق آلاف الرائديين ويجامهلم، فالرجل لديه أعمال أكبر من مجاملة كل شخص، وأعتقد أن الإساءة التي تعرض لها هذا الرجل كانت كفيلة بأن يقدم استقالته ويبتعد، وفي النهاية الخسارة للرائد الكيان ولمحبيه الحقيقيين والمخلصين.. ولكن الرجل أثبت أنه شخصية قوية، ولديه حسّ قيادي عالٍ، منطلق من أسس علمية وإدارية.. وكشفت الأحداث تمتع هذا الرجل بالنزاهة والخلق الرفيع والتواضع في التعامل وهذا جعل بعض ضعفاء النفوس يعتقدون أنه ضعيف الشخصية، وهم يذكرونني بالمثل: (الذي لا يعرف الصقر يشويه).. وصمود هذا الرجل أمام الرياح السلبية والتيارات المعادية كان له أسباب أيضاً، وهي وقفة رجالات الرائد الشرفاء وإيضاً جماهيره الذهبية والمخلصة والتي استطاعت أن تصنع سياجاً من الحب ولقاحاً ضد هذه الإساءة أن تؤثر على محبوبها ورجل المرحلة الذي سيجعل من الرائد نادياً يصارع الكبار، وهنا لا بد أن تعطي هذه الجماهير الكبيرة حقها في هذه الوقفة التاريخية المشهودة والتي ظهرت في الملاعب والشوراع والمواقع الإلكترونية.. وقد يعتقد بعض القراء أنني أكتب هذا المقال عقب فوز الرائد على الشباب ومن فورة الحماس بالفوز التاريخي، لكن الحقيقة أن المقال كان معداً قبل أن ينطلق الدوري، لأنني أطالب دائماً بنقد العمل وليس النتائج.. فالمطوع عمل الكثير من الجهود في الموسم الماضي، ولم تكن النتائج تتوافق أو تتوازى مع حجم العمل وعلى الناقد الواعي أن يفرز ويبين الحقائق لا أن يندفع مع الأهواء والنتائج الوقتية.. وهذه السنة عمل المطوع كل شيء من أجل إنجاح الفريق ولكن لو أن الظروف وقفت دون تحقيق نتائج هل سنصف المطوع بالفشل لو أن حكم المباراة لم يحتسب ضربة الجزاء الرائدية الصحيحة وحسب بالخطأ غير صحيحة للشباب وخسر الرائد؟.. هل سنخرج لنقول إن المطوع كان فاشلاً في إعداد الفريق، ونحن ندرك الظروف الطارئة التي كانت سبباً في خسارته وإذا افترضنا أن هناك من محبي الرائد من ينتقد المطوع بسبب حبه وانتمائه وغيرته على سمعة الرائد وعدم قدرته على تحمل الخسائر، فهل يكون النقد بالسب والتجريح والإهانة والتقليل من الشخص واستغلال الهفوات بتحطيم المعنويات وإشاعة الفرقة؟.. وعلى هؤلاء أن يدركوا أن المطلوب منهم نقد العمل وليس الأشخاص، وهناك فارق كبير بين ناقد يبحث عن تلافي المنقود للسلبيات وتحقيقه النجاح وبين آخر ينتقد وينتظر سقوط منقوده حتى يتشفى منه ويثبت للناس أنه كان محقاً لينتصر لنفسه على حساب الحقيقة والمصلحة المشتركة.. وأدعو هؤلاء لتحري الدقة في ما يكتبون، والخوف من الله قبل قذف الناس واتهامهم. والبطولة ليست في التصلب للرأي والتعنت في الموقف، بل العودة إلى الحقيقة والصواب والمشاركة مع الجماهير بالفرح والحزن.. وعلى الجماهير الرائدية إيضاً أن يستمر دعمها للمطوع في الانتصارات وفي الخسائر وأن تتعامل مع محبي الرائد الذين يخطئون بمواقفهم السلبية تجاه المطوع بعدم القسوة والإقصاء حتى لا يزداد هؤلاء عناداً ومكابرة ويتحول حبّهم للرائد إلى كراهية.