|


أحمد المطرودي
الرائد والتعاون المواجهة المرتقبة
2010-09-14
عندما كان الرائد والتعاون يلتقيان قبل سنوات في الدرجة الأولى تظهر هذه المواجهات بحضور جماهيري كبير لكن غالباً ما تختفي المستويات الفنية داخل أرض الملعب وقد لا يضمن أو يثق أي محلل عن ظهورهما بالمستوى الفني المطلوب لكن المضمون تواجده في مثل هذه المواجهات هي الإثارة والمتعة والحضور الجماهيري ولهذا يحرص الكثيرون من داخل المنطقة وخارجها على الحضور إلى الملعب والاستمتاع بالأجواء الكرنفالية المثيرة التي دائماً ما يكون أبطال هذه الإثارة هم من الجماهير سواء كان ذلك من جماهير الرائد أو التعاون وكل طرف يعبر عن مشاعره وانفعالاته بطريقته الخاصة وقد استعد الطرفان لهذه المواجهة باستعدادات مكثفة ليس في الجانب الفني فقط بل في التواجد الجماهيري حيث بدأت الجماهير بالاستنفار المبكر من أجل إظهار الجماهيرية والتغلب على الآخر وهذه المرة في نظري سيختلف الوضع كثيراً لأن الجماهير المضمونة ستكون حاضرة وأيضا ستحضر المتعة الفنية التي كانت تغيب في بعض المواجهات والسبب يعود طبعاً لتطور مستوى الفريقين عن المواسم الماضية واستقطاب عدد كبير من نجوم الأندية الأخرى وسد الثغرات بعناصر تمكنت من رفع مستوى الأداء إضافة إلى توفيق الناديين في اختيار العنصر الأجنبي في الفريق والذي أضاف قوة أكبر على أداء اللاعبين ومنحهم الثقة والارتياح في تقديم ما لديهم خاصة أن هذه العناصر تمكنت من الانسجام مع الفريق بصورة سريعة وقد شاهدنا الرائد والتعاون منذ انطلاقة دوري زين وهما يقدمان المستويات الرائعة فالتعاون مثلا كان نداً قوياً للهلال البطل على أرضه وبين جماهيره وأكمل مستواه الرفيع بالفوز على الشباب بنتيجة كبيرة ومن ثم تعادل مع النصر في لقاء ماراثوني متميز، وأخفق الفريق أمام القادسية بسبب عوامل الرطوبة والطرد المبكر الذي تعرض له الفريق وهو يحاول أن يعالج مشاكله وجروحه من خلال تحقيق الفوز على منافسه وإسعاد جماهيره وإسكات الانتقادات الحادة التي وجهتها الجماهير التعاونية للإدارة واللاعبين بعد الإخفاق أمام القادسية وهذه المواجهة المرتقبة للسكري أمام رائد التحدي ستكون سلاحا ذا حدين للتعاون بالذات الذي إن فاز فستتغير أمور كثيرة أما الخسارة فقد تعصف بالفريق وبالإدارة وباللاعبين ويعود الفريق إلى المربع الأول وتنسحب الثقة التي منحتها الجماهير التعاونية الكبيرة لفريقها وهذا الوضع سيجعل الأمور تبدو معقدة رغم أن الجماهير التعاونية تحمل تفاؤلا كبيرا ليتحقق الفوز لإدراكها أن المواجهات التاريخية بين الفريقين لا تخضع لمعايير القوة الفنية أو النقطية فقد يسيطر أحدهما ويفوز الآخر والمشكلة التي ستواجه المدرب التعاوني تكمن في كيفية التعامل مع المباراة كونها في نظر الجماهير التعاونية تبدو متكافئة بين فريقين شقيقين ومتنافسين ولهذا فلن تقبل هذه الجماهير من مدربها ولاعبيها سوى تحقيق الفوز والاعتماد على الطرق الهجومية ، بينما المدرب التعاوني في نظري أنه غير مقتنع في الاعتماد على فتح اللعب ومهاجمة الرائد لأن ذلك قد يتسبب في خسارته وبنتيجة كبيرة فالطريقة التي استخدمها أمام الهلال والشباب والنصر كانت مفيدة جداً بإغلاق المناطق الخلفية والاعتماد على الهجوم المرتد السريع ومنها خطف أربع نقاط ثمينة لكن هل ستقبل من المدرب التعاوني أن يعتمد نفس الطريقة أمام المنافس التقليدي لأن كبرياء وثقة الجماهير التعاونية ومنسوبي النادي بفريقها تجعلهم يرغبون في الفوز والتعامل مع الرائد بالمثل بينما المدرب ينظر للرائد على أنه صاحب المركز الثالث في الدوري ويملك هداف المسابقة في خط المقدمة موسى الشمري وصانع اللعب المتميز عبد المجيد عبد الله بالإضافة إلى تطور دفاعه وحراسته ووجود البرازيلي تشارلز الذي أعطى قوة أكبر للفريق وخطورته في تنفيذ الضربات الحرة والمدرب الرائدي اعتمد خططا هجومية في جميع مبارياته السابقة وسجل فيها أهدافا كثيرة وهذا قد يسهل مهمة المدرب التعاوني باستدراج الرائد للهجوم والاعتماد على الهجوم المرتد السريع لاستغلال سرعة وقدرات نجم خط المقدمة محمد الراشد وهذه الطريقة الهجومية قد تزيل الغموض عن المدرب التعاوني وتسهل وضع الطريقة التي تعود عليها الفريق في جميع لقاءاته السابقة رغم أن مدرب الرائد لديه القدرة على قلب الموازين وقراءة الخصم وإجراء التعديلات المناسبة والسريعة التي تحقق له دائما الفوز كل هذه العوامل في نظري ستجعل المواجهة تاريخية خاصة وأنها في دوري الأقوياء وستحظى بحضور جماهيري لم يشهده ملعب بريدة إلى الآن، والأمل أن تظهر المباراة بصورة مثالية وأخلاقية تعكس تطور الفكر في الناديين اللذين تعودنا منهما في جميع المواجهات خروجها بشكل لائق ويكمل جماهير الناديين المعادلة بإظهار التشجيع المثالي الذي يعتمد على احترام الخصم وتقديم الأهازيج الجميلة فهل يسعد الوسط الرياضي بمواجهة تاريخية متميزة؟