|


أحمد المطرودي
عندما تنتصر الروح
2010-09-21
منذ أن بدأت المنافسة بين الرائد والتعاون ولقاءاتهما تشهد حضوراً جماهيرياً كبيراً، وبعد أن جاء النقل التلفزيوني الذي نقل للعالم وللناس حجم الجماهيرية التي يتمتع بها الناديان وجاء الإنصاف من المحايدين ولكن للأسف أن بعض الإعلاميين دائماً ما يحاول التقليل من هذا الحضور أو أنه يحدث لأول مرة ويسوق التبريرات بوجودهما في دوري زين، وأقول لهؤلاء إن الناديين العملاقين منذ انطلاق المواجهات بينهما في هذا الملعب وتحديداً عام 1405هـ ولقاءاتهما تحظى بحضور كبير ولو لم تنقل المبارة تلفزيونياً لشاهد الكل حضوراً أكبر وهذه الجماهيرية الكبيرة تثبت أن الاستفتاءات عكس الحقيقة وأن الواقع يختلف تماماً والأجمل في هذه المباريات أن تظهر نظيفة وخالية من التصرفات السلبية والخاطئة سواءً كان ذلك من لاعبي الفريقين أو من الجماهير التي تشجع بكل أسلوب حضاري، وقد أثبت أبناء بريدة الرائد والتعاون قدرتهم على المنافسة الشريفة والراقية، ودليلاً على أن هذه المدينة تحظى ببيئة تربوية سليمة ونظيفة وقبل أن نهنئ السكري وجماهيره العريضة بالفوز وخطف الثلاث نقاط علينا أن نقدم التهنئة لأمير المنطقة فيصل بن بندر هذه الشخصية المتميزة والذي كان له الدور الكبير في رقي وتطور المنطقة والذي أحسن وأجاد في تربية أبنائه حتى ظهروا بأجمل صورة.
وكان للتنظيم الرائع من قبل مكتب رعاية الشباب بقيادة الربان الماهر عبدالعزيز السناني دور كبير حينما أحسن في جمع الرئيسين وحمل كل واحد منهم شال الآخر ليعطي هذا الثنائي درساً نموذجياً في حلاوة الروح وحسن الأخلاق، وقد أعجبني المهندس محمد السراح الرئيس التعاوني حينما ذكر أن الجميع إخوان وحينما تنتهي المباراة يبارك الخاسر للفائز وعلى الخاسر ألا يتأثر والفائز أن تعطيه هذه المباراة الدفعة المعنوية القوية ليواصل المسيرة، والحقيقة أن التعاون فاز واستحق الفوز لأنه احترم خصمه وتعامل مع المباراة بجدية وقوة وكان إعلامه واقعياً قبل المباراة مكملاً الدور الرائع لإدارة النادي باستقطاب أفضل الأجانب بوجود أمير عزمي وشادي هشهش.
كما كان لذكاء المدرب التعاوني جورجي دور كبير في قلب الطاولة بينما أخفق البرازيلي لوتشينو في التعامل مع المباراة بالإبقاء على موسى الشمري ولوسيانو في الاحتياط ومن ثم زاد المشكلة بإخراجه عبدالمجيد عبدالله ليسلم التعاون مفاتيح الفوز وقد ظهر سوء إعداد الرائد للمباراة بمنح اللاعبين إجازة طويلة بعد العيد ولا أدري ما هي المبررات في تغيير مكان المعسكر الثابت للرائد في هذه المباراة بالذات والأهم ألا تؤثر هذه النتيجة سلباً على الرائديين، فالفريق قدم مستويات رفيعة والإدارة عملت الكثير من الجهود الرائعة في إعداد الفريق بقيادة الرئيس المحنك فهد المطوع وعدم القدرة على تقبل الخسارة والعمل على تجاوزها قد يتسبب في ضرر الفريق مستقبلاً، فالدوري ما زال في بدايته والمشوار طويل والنفس الأقوى هو من ستكون له الكلمة في الأخير وهنا تكمن أهمية وقفة الجماهير الرائدية مع ناديها ورئيسها ولاعبيها للعودة من جديد لحصد النقاط وتأهيل الفريق نفسياً يجب أن يكون على أصول وليس اجتهادات شخصية وإعلامية مثلما حصل قبل المباراة عندما أوهم بعض الإعلاميين أن المباراة محسومة للرائد وأن التعادل بمثابة الخسارة. هذه اللغة الإعلامية القديمة تفتقد للموضوعية كي تحقق أهدافها فليس كل ما يعرف يقال ولا كل ما يقال سوف تصدقه الناس حتى لو كان حقيقة أو يعبر فيه الشخص عن وجهة نظره، ولذا على الإعلام الرائدي أن يكون مؤثراً والتأثير يأتي من خلال الواقعية والعقلانية والرقي في الطرح وليس من خلال الغوغائية وشتم الآخرين والانتقاض منهم وعلى الرائديين الابتعاد عن تشجيع الأشخاص بالدفاع عنهم حتى لو كانوا مخطئين والتهجم على آخر لأنهم خالفوا من يحبون بل المفروض أن يكون هدف هؤلاء هو البحث عن الحقيقة وليس الانتصار للأشخاص ضد آخرين وممارسة الظلم تجاههم لأن هذا سوف يمزق وحدة النادي وتماسكه ويضعف من قوته وعزيمته والمفروض أن يطبق هؤلاء حديث الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ (انصر أخاك ظالماً.. أو مظلوماً) فإذا رأت الجماهير الرائدية أن من يحبونه يخطئ فعليهم الوقوف معه بمنعه من الخطأ وليس التصفيق له والنادي فقد الكثير من محبيه المخلصين لأن هناك من يزرع الأشواك في طريقهم والمفروض أن تمهد الطرق لمن يريد أن يعمل ولديه القدرات لخدمة النادي وليس الوقوف ضده فيكون أمامه أعباء كثيرة.. العمل وهمومه، وأيضاً تحمل العقبات التي تواجهه من أعداء النجاح الذين استطاعوا أن يخدعوا بعض الجماهير لكي تصدقهم أنهم حضروا من أجل خدمة النادي والصحيح أنهم حضروا لخدمة أنفسهم فقط.