|


أحمد المطرودي
شكراً يا سلطان والإتي غلطان
2010-09-28
حينما ننتقد التصرف الصحيح فلن نستطيع أن نتطور وسيستمر الشارع الرياضي يغلي ولا يستطيع أن يتقبل القرارات وسوف يجد المسؤول دائماً نفسه في مأزق في اتخاذها حتى لو كانت تخدم الرياضة السعودية، فالمتلقي للأسف الشديد لا يستطيع أن يقيم الأمور من خلال الأحداث والتصرفات ولكن من واقع تفكيره وتربيته وشخصيته المؤدلجة القائمة على الظنون والشكوك التي تفقد الإنسان الثقة في نفسه وتجعله دائماً يشعر بالاضطهاد والاستقصاء وأن غيره ينال الحظوة والحب والرعاية والاهتمام بينما هو يجد الإهانة والتهميش والاضطهاد وبعدها لن يجد صعوبة في وضع المبررات والأسباب التي تؤكد هذه الأوهام والبيان الاتحادي يؤكد هذه الحقيقة لأن المسؤول الاتحادي للأسف الشديد انساق مع ما يريده المشجع في المدرجات بدلاً من العقل والمنطق والتروي والحكمة التي يجب أن تتوفر في المسؤول الذي هو امتداد للرئاسة العامة لرعاية الشباب حتى وهو يعمل في ناديه وعليه أن يكون متعاوناً ومرناً ومتسامحاً مقدماً الوطن ومصلحته قبل كل شيء .. وبصراحة إنني شخصياً أرى أن أي ممثل للوطن علينا جميعاً الوقوف معه ومساندته فالهلال الذي تجاوز الغرافة بصعوبة وتأهل بدلاً عنه رغم خسارته رفع رؤوس كل مواطن سعودي كان ينتظره التشفي والإهانة والانتقادات الاستفزازية وقد يخرج من يقول إن الهلال لم يرفع رؤوسنا لأنه تلقى الخسارة بالأربعة وأرد على هؤلاء أن فريقاً يخسر بالأربعة ثم يعود ويسجل هدفين ويتأهل فهو فريق يستحق الاحترام رغم الخسارة الكبيرة لكن الزعيم عاد في دقائق معدودة وكأنه الأسد الذي رقد طويلاً وترك لخصمه العبث لكن بلحظات أجهز على فريسته ولم يعط الفرصة للآخرين أن ينالوا من كبرياء جماهيره الكبيرة التي تابعته وملأت المدرجات أو تلك الملايين التي تتابعه خلف الشاشات وكأن نجوم الهلال أرادوا من خلال هذه الطريقة في التأهل أن يجعلوا له مذاقاً مختلفاً وأسلوباً تاريخياً لن تنساه الأجيال ... ورغم أن الهلال بنجومه الأبطال لا يحتاج إلى دروس وعبر فالخبرة كافية إلا أن ما حدث هو جرس إنذار حتى لا تكون نتيجة الذهاب بمثابة المخدر الذي يمنح اللاعبين الطمأنينة ثم تأتي الأمور معاكسة وكان الأمير عبدالرحمن بن مساعد قبل المباراة قد وجه رسائل عديدة إلى لاعبيه بعدم الركون إلى نتيجة الدور الأول وكان الرجل يتحدث بنبرة الخوف وليس فقط كلاماً إنشائياً يقوله للناس بينما في واقعة ضمان التأهل بل العكس فقد أكد الرئيس الهلالي قبل المباراة بخطورة الموقف ولكن اللاعب يتأثر تلقائياً دون أن يشعر وحتى لو سألت أي لاعب هلالي قبل المباراة لأكد ما قاله الرئيس لكن الواقع يختلف حيث يركن اللاعب إلى نتيجة الدور الأول ثم يكون التكاسل ودائماً ما نحذر من الانفعالات الزائدة سواءً كان ذلك في المبالغة بالفوز أو في عدم القدرة على تقبل الخسارة وهناك من الجماهير من يغضب حينما يمارس فريقه الفرح وتنتقده وتحذره لأن مهمته لم تنته ويصف هذا التحذير منا بطريقة عكسية فتقوم هذه الجماهير بمهاجمتنا بالمنتديات أو من خلال الرسائل .. والهلال الذي تخدر بالأمس هو من أعلن أبناؤه الفرح العارم بعد الغرافة لكن مهمته لم تنته وعلى اللاعبين أن يدركوا خطورة الموقف وصعوبة المهمة وظروف كل مباراة، فالشباب هو الآخر كاد أن يخسر على أرضه رغم فوزه في كوريا والحقيقة أن قرار التأجيل الذي تصدى له الاتحاديون هو قرار حكيم والديدن أن نكون دائماً مع أي ناد يمثل الوطن والهلال الذي خرج من مواجهة صعبة أمام الغرافة هل يكون جزاؤه أن يواجه الاتحاد بهذه الظروف الصعبة حتى يتعرض للخسارة والإرهاق ويكون هذا جزاء من يمثل الوطن .. إنني أدعو كل اتحادي أن يكون واقعياً وأن يحترم وقفة الجميع معه عندما كان يمثل الوطن وهذا الإجراء الذي حدث للهلال هو في مصلحة الاتحاد لأنه سوف يستفيد هو الآخر عندما تضعه الظروف بنفس الموقف والاهتمام من الأمير سلطان ومنا جميعاً لأننا سنكون في مقدمة الذين يطالبون بتوفير جميع السبل للاتحاد أو لأي ناد آخر يمثلنا فمن يتهمنا بمحاباة الهلال اليوم هل يتذكر وقفاتنا مع الاتحاد حينما كان يمثل الوطن؟

وقفة
كنت أتمنى من الحزماويين الذين يعانون من عزوف جماهيري في ملعبهم أن يفرحوا بحضور الجماهير الرائدية بكثافة ويرحبوا بهم كضيوف يحركون الجمود الجماهيري الذي يشهده ملعب الحزم تحديداً ويكون أيضاً فرصة لإثارة المنافسة الجميلة التي تعطي مباريات الفريقين طعماً ونكهة بدلاً من ممارسة المضايقات المستمرة التي جعلت جزءا كبيرا من الجماهير الرائدية تفضل مشاهدة المباراة من خلف الشاشات أقولها وأنا أكن كل حب وتقدير للحزماويين من إدارة ولاعبين وجماهير، وانتقادي نابع من المحبة لهذا النادي العريق ولإدارته الرائعة التي عليها أن تدرك أن العودة للانتصارات والجماهير لمقاعد المدرجات سيكون من بوابة المنافسة المثيرة والشريفة مع قطبي بريدة الرائد والتعاون.