|


أحمد المطرودي
ما هكذا يا نصر تورد البيانات
2010-10-05
يحظى العالمي النصراوي بجماهيرية كبيرة وحب رغم ابتعاده عن البطولات وهذا له أسباب كثيرة أبرزها الرمز النصراوي الأمير عبد الرحمن بن سعود (رحمه الله) في تواضعه وبساطته، ولكن للأسف أن هناك تصرفات استفزازية تفقد النصر الكثير من التعاطف والحب الذي يحظى به وتحول أصدقاءه إلى أعداء له.
لقاءات الفريق أمام التعاون والرائد شاهد على ذلك، فالنصر لم يظلم من التحكيم بل هو عانى من أخطاء تحكيمية مثل غيره من الفرق.
فالنمري الذي أدار لقاء الرائد والنصر تغاضى عن الكثير من الأخطاء التي ارتكبها النصراويون بحق الرائد ولا يعني هذا أنه لم يتضرر إلا النصر من هذه الأخطاء فلماذا هذا الأسلوب الاحتقاني ضد المنافسين وكأن المطلوب من الرائديين أن يمنحوا النصر نقاط المباراة.
والنصر بقيادة كحيلان قادر على صناعة الحب في قلوب الناس بالتعامل المثالي والراقي واحترام الخصوم، فالاحترام وكيانات الأندية لا تقاس بالمستويات الفنية فكل ناد له رجالاته ومحبوه وعشاقه، فالنصر في الموسم الماضي تسبب في هبوط الرائد رغم أن المباراة لا تعنيه وهذا حق من حقوقه المشروعة ولم يغضب الرائديون أو يسيئوا للنصر بل احترموهم لمبادئهم ولكن رغبة النصر القوية في تحقيق الفوز جعلت لاعبيهم أكثر احتقاناً وعصبية مما لا يساعد على الارتقاء بالمستوى الفني وتحقيق النتائج الطيبة وهذا يعود أيضاً لحالات التشخيص الخاطئة التي تحدث داخل البيت النصراوي فيبتعد الجراح عن ملامسة الجراح ويضع مشرطه في آخر سليم فيصيب الجسد النصراوي بالإعياء والتعب، ولهذا فالمرحلة المقبلة للنصر تتطلب الهدوء والحكمة وعدم التسرع وتقبل الخسائر بطريقة غير انفعالية وعدم مطالبة اللاعبين بأكبر من طاقاتهم والتهيئة النفسية المتوازنة والتي تبعدهم عن الأجواء المشحونة حتى يركز اللاعبون على أداء كرة قدم فيها المهارة والمتعة الفنية المقرونة بالتكتيك المتوازن الذي يحقق النتائج القوية ويحافظ على هوية وشخصية الفريق ومن ثم العودة للبطولات وجماهير الشمس لمقاعد المدرجات.
وإن كان النصر تضرر من أخطاء التحكيم ولكنه أيضاً استفاد منها فالحكم جامل في عدم طرد فيقاروا واحتسب هدفاً نصراوياً (مشكوكاً) في صحته وألغى هدفاً صحيحاً وفي المقابل طرد صالح الغوينم من الرائد دون أن يستحق الطرد وتغاضى عن الكثير من الأخطاء النصراوية تجاه لاعبي الرائد بطريقة غريبة وخروج لاعبي النصر من الملعب لتعرضهم للإصابة لا يعني خشونة الرائديين، فالقانون لا ينص على أن أي لاعب يخرج مصاباً من الملعب أن يتم طرد المتسبب لأن كرة القدم تعتمد الاحتكاك المتواصل وقد يصاب لاعب دون أن يحتسب الحكم خطأ لصالحه وقد تكون هذه الإصابة هي نهايته وقد شاهد الجميع حالة التأثر التي ظهرت على حمد الصقور الذي هو في الأصل لاعب نصراوي لما حصل لزميله ريان بلال وقام بأسلوب حضاري بالاعتذار من اللاعب في غرفة الملابس وأقسم على الهواء بأنه لم يكن يقصد إصابته ولم يعلم بخروجه وما حصل للحارس عبد الله العنزي كان احتكاكاً يحصل في كرة القدم وجواد أقدار لم يكن يرغب بإصابة زميله ولكن الحماس والاندفاع وحجب الرؤية من مدافع النصر تسببت في إصابة الحارس ولو كان هذا المبدأ صحيحاً فإن لاعبي النصر متهمون بإصابة إبراهيم شراحيلي الذي خرج متأثراً بإصابته وهناك فارق كبير بين لاعب يصيب زميله من خلال احتكاك أو أن يقوم بخنقه بيديه أمام مرأى الحكم والملايين خلف شاشات التلفزيون, الاحتقان الغريب التي تمارسه بعض الأندية تجاه أخطاء التحكيم يوحي بأن هذه الفرق هي التي تضررت، وقد شاهد الجميع حالة الخوف التي ظهرت على الحكم النمري وعدم قدرته على إنصاف الرائد وخاصة في الشوط الثاني، وأتمنى من اللجنة أن تحقق مع هذا الحكم وتطرح عليه سؤالاً لماذا منحت فيقاروا كرتاً أصفر وما هو السلوك الذي فعله هذا اللاعب حتى تمنحه الكرت ولماذا لم يستجب حينما طلبت منه الحضور ليثبت ضعف شخصية الحكم وهو للتو يحصل على الدولية التي صارت كما يبدو وبالاً على الحكام تماماً كما حدث من الحكم فهد المرداسي الذي كان شجاعاً في الموسم الماضي لاحتسابه ضربة جزاء مشكوك في صحتها ضد الرائد أمام الشباب ولكن هذه الشجاعة تبخرت عندما حرم الرائد من الفوز المستحق على الحزم لإغفاله ضربة جزاء واضحة لنجمه صلاح الدين عقال والتعاون الشقيق والجار للرائد هو الآخر تعرض لظلم كبير وحرمت الجماهير التعاونية من إعلان الفرح وخطف ثلاث نقاط من أمام المتصدر الاتحاد عندما أغفل الحكم ضربة جزاء صريحة لنجم السكري بدر الخميس كانت كفيلة بتغيير مجرى المباراة وإعطاء التعاون ما يستحق وهذه ذكرتني أيضاً بضربة الجزاء التي تسبب بها أحمد الدوخي في لقاء فريقه بالتعاون وعندها حرم الحكم التعاون أيضاً من فرصة الفوز وهذا اللاعب للأسف الشديد يحاول أن يثبت جدارته بتمثيل النصر بعد استغناء الاتحاد عنه ولكن من خلال الحماس الزائد وهو الذي خرج على الهواء ليسيء للرائد ولاعبيه وجماهيره ولو أدار المباراة حكم منصف لخرج الرائد بالفوز ولم نشاهد الدوخي وهو يتطاول على الرائد ويتهم لاعبيه بتعمد السقوط، ورسالتي للدوخي ألا يقلل من لاعبي الدرجة الثانية لأنه قد يكون زميلاً لهم وهو يدرك تماماً أن الأندية تعج بهؤلاء اللاعبين والنصر من الذين استقطبوا أعداداً كبيرة منهم.

وقفة
رحم الله الزميل محمد السقا فقد كان زميلاً خلوقاً رائعاً فقده الوسط الرياضي والإعلامي.