|


أحمد المطرودي
الإبداع السعودي
2010-10-12
عندما كان المنتخب الأوزبكي متقدماً بهدف على المنتخب السعودي أمس ولم يتمكن شبابنا من تحقيق التعادل مع ضياع كثير من الفرص نتيجة الضغط النفسي والاستعجال، قلت في نفسي يا ترى ماذا أعد النقاد والصحفيون لمدرب المنتخب خالد القروني وللاعبيه وللكرة السعودية؟! وبدأت أفكر في هذا المجهود الكبير والأداء المتميز الذي سوف يطير في الهواء ولن يسلم أي مسؤول عن المنتخب من الانتقادات اللاذعة والمؤلمة، وقد بدأت التفكير والتحضير في كيفية الدفاع عن المنتخب ونجومه الصغار الذين أبدعوا بقيادة مدربهم الوطني الذي يعلم تماماً إعجابي الشخصي به وموهبته التدريبية الفطرية حتى وهو لاعب في صفوف فريق الرياض كان أداؤه في الملعب يميل إلى الأسلوب التكتيكي أكثر منه للمهاري، مما يدل على أن لديه الاستعداد لأن يكون مدرباً وهو ما حصل بالضبط ولكن للأسف الشديد أن هذا المدرب تعرض لانتقادات حادة ومتسرعة في الحكم وقد تقضي نتيجة الأمس فيما لو خسر المنتخب عليه تماماً وتعيد أصحاب الأقلام من جديد ليسلوها في نحره والتقليل من قدراته، ولكن الحظ ابتسم في الأخير وتحقق التعادل في الدقائق الأخيرة، ومن ثم جاء الفوز الرائع في الوقت الإضافي لينصف المنتخب السعودي الشاب الذي تمكن من السيطرة التامة على مجريات اللقاء ووضح الفارق في الإمكانات بين لاعبينا ولاعبي الأوزبك حيث جمع الأخضر الشاب بين المستوى المهاري الفردي وبين الطريقة الجماعية المعتمدة على التكتيك وأيضا على السرعة الهجومية وهذا ما أرهق لاعبيهم وجعل هناك ثغرات كبيرة في الدفاعات أعطت الفرصة للوصول إلى المرمى وإضفاء جمالية الأداء التي جعلت المباراة من أمتع المباريات وقدمت لنا عناصر رائعة ينتظرها مستقبل كبير وهنا تكمن أهمية الأندية في المحافظة على هؤلاء اللاعبين لأن الأندية هي التي ستحضنهم وليس المنتخب، فإذا كان هناك تطور في المستوى المهاري والفني وثبات في الروح والأخلاق أو العكس انخفاض في المستوى وظهور علامات الغرور والتعالي فأعتقد أنها مسؤولية الأندية قبل كل شيء في الفترة التي يقضيها اللاعب في ناديه طويلة جداً، حيث تتشكل شخصيته وقدرته على التفاعل والتكامل ومن خلال البيئة الموجودة في النادي تتشكل هذه الشخصية، وقد تطورت مستويات اللاعبين وحافظوا على أنفسهم من خلال وجودهم في أندية كبيرة تحتوي بيئة تربوية حاضنة ومتوازنة، هناك على العكس بعض النجوم الذين نعرفهم جيداً انهارت أخلاقهم وتحولوا إلى أعباء اجتماعية على أنديتهم وأسرهم ولم يستفيدوا من موهبتهم بسبب وجودهم في أندية تفتقد للكثير من المقومات التربوية في المتابعة وتحمل هموم الناشئة، بل إن البعض دخل ناديه سليماً وخرج منه وهو يحمل سلوكيات خاطئة لم يكن متعوداً عليها من قبل، ولهذا فالمجموعة المتميزة والرائعة التي قدمها القروني تحتاج إلى رعاية واهتمام وتوجيه حتى تتطور وترتقي وعندها سنشاهدهم يحملون على عاتقهم رفع اسم الكرة السعودية عالياً والتي شهدت في الأعوام الماضية سوء حظ غريب، ولو خسرنا بالأمس ونحن الذين قدمنا هذه المستويات الرائعة لكان ظلماً كبيراً لأننا سنمارس جلد الذات وسنعتبر أن كل تخطيطات المسؤولين عن المنتخب خاطئة، والمدرب كانت اختياراته سيئة وسيفتح باب لا يمكن إغلاقه من التحليلات المعتمدة على الإسقاطات أكثر من الواقعية في الطرح، فلو أجرى المدرب تغييراً خاطئاً ثم تحقق الفوز لصار هذا التغيير صحيحاً في نظرهم والعكس، متناسين أن فوارق بسيطة في عالم كرة القدم قد تحول النقاط إلى فريق لم يقدم شيئاً وتنزعه من آخر قدم كل شيء تماماً كنت أفكر في هذه النظرية في الدقائق الأخيرة وأقول في نفسي ماذا لو خسرنا المباراة ونحن نملك هذه العناصر الرائعة التي استطاعت أن تقلب الطاولة وتحقق الانتصار ونتأهل لكأس العالم للمرة السادسة في كولومبيا وبقي أن نتجاوز أستراليا لنلعب على النهائي وهذا الفوز الرائع تذوقناه بعد أن غبنا سنوات عن هذه الأفراح التي نتمنى استمرارها لنقول دائماً مبروك للأمير سلطان ونائبه نواف وللجماهير السعودية هذا الإنجاز.