|


أحمد المطرودي
الزعيم المحبط والرائد المضطرب
2010-10-26
- ردة فعل بعض الهلاليين على الخسارة من ذوب أصفهان الإيراني والخروج من الآسيوية كان مبالغاً فيه وافتقد في الحقيقة إلى الاحترافية وألقى بظلاله على الإدارة الهلالية واللاعبين فخرج الأمير عبد الرحمن بن مساعد ليعلن استقالته وكأنه يحمل نفسه مسؤولية الخروج رغم أنه بذل كل ما في وسعه من أجل تقديم الهلال كأفضل فريق في القارة الآسيوية وهؤلاء تناسوا أن الكرة فوز وخسارة وأن جميع الفرق الآسيوية سوف تخرج وسيبقى فريق واحد هو من يحمل الكأس فهل جميع هذه الفرق فاشلة وضعيفة وتحتاج إلى استقالة مسئوليها وحزن جماهيرها وصدمة لاعبيها وفرحة وتشفي خصومها بل إن جميع الفرق الآسيوية التي خرجت من البطولة كانت ردة فعلها عادية جداً ولكن في الهلال كانت الصدمة أكبر مما كان متوقعاً لأن كل هلالي كان يمني نفسه بتحقيق هذه البطولة والوصول إلى العالمية ولم يكن هؤلاء من المتفائلين يضعون في حسبانهم احتمالات الخسارة أبداً وهذا ما جعل الصدمة تكون عنيفة عليهم.
- وقد يستفيد الهلال صراحة من الأجواء الصحية والبيئة السليمة التي تسبب في وجودها أشخاص كثيرون ارتبطوا بالهلال وارتبط الهلال بهم ولعل أبرزهم الأمير بندر بن محمد الذي اعتبره أحد الأسباب الرئيسية في وجود الروح والقوة الهلالية وكان موقفه رائعاً بعد الخسارة حيث مارس دوره في العلاج ورفع المعنويات مما ساهم في تجاوز المشكلة سريعاً والاستعداد للديربي ومواجهة النصر وقالت جماهير الهلال كلمتها في التواجد بكثافة والتشجيع والمؤازرة للاعبيها ولو تحقق الفوز الهلالي على النصر يوم الأحد الماضي لكان هذا الفوز في نظري هو المضاد الحيوي الذي سيعيد الهلال من جديد لمسلسل الانتصارات ويكون عربون تصالح بين لاعبي الهلال ورئيسهم وكذلك جماهيرهم العريضة وحتى التعادل مع ظهور الهلال بمستوى مقنع لحد ما أدى إلى تجاوز الكثير من الإحباطات التي يعيشها الهلاليون أو لنقل بعضهم وردة الفعل دائماً تكون قوية في مجتمعنا الرياضي.
- هناك أسباب كثيرة لظهور هذه الردود السلبية لعل أهمها حالات التشفي والتعصب الزائد والضغوط النفسية وهذه تجعل عمل الإدارات في الأندية يواجه عقبات كبيرة فلا تستطيع أي إدارة أن تعمل في ظروف صحية وهادئة لتتمكن من تحقيق التخطيط والتطوير فكل رئيس دائماً ما يكون تحت صفيح ساخن يلهث من أجل إرضاء الجماهير والإعلام حتى لو لم يكن مقتنعاً بما يقوم به من أعمال لكنه كإنسان وبشر لا يستطيع أن يواجه جميع التيارات القوية فلكم أن تتخيلوا لو أن الرئيس الهلالي قام بإبعاد المدرب جيرتس عن تدريب الفريق في الآسيوية وأحضر مدرباً آخر حتى يكون الوضع مستقراً ثم خرج الفريق لقال الجميع وبصوت واحد لو أن جيرتس بقي مع الفريق لما تعرض للخسارة والخروج وقد سمعت ذلك شخصياً من الأمير عبد الرحمن في إحدى ليالي رمضان وفي( كواليس الفوانيس) وهنا لن تتمكن الأندية من تطوير ذاتها ومستوياتها إذا استمر الضغط الإعلامي والجماهيري وذبح الرؤساء والمسئولين بسبب خسارة قد يكون تسبب فيها لاعب أو خطأ من حكم .

(نقاط سريعة)
ـ تسجيل الرائد للاعب القادم محمد الدبيب وهو لاعب بالأصل تعاوني ومثل شبابه في كثير من المباريات تعتبر الضربة التاريخية والصفقة الكبيرة التي ستجعل الجماهير الرائدية الكبيرة تتغنى بها لسنوات مقبلة وستحرج الإدارة التعاونية كثيراً وقد تطيح بالمتسبب في هذا الخطأ الكبير الذي لا يمكن للجماهير التعاونية احتماله أو تقبله .
ـ في مواسم سابقة كانت الإدارة الرائدية لا يهمها دعم أعضاء الشرف من عدمه أما الآن فأصبحت تتراقص فرحاً وتقيم الاحتفالات لمجرد دعم بسيط لا يتعدى آلاف الريالات وهنا الازدواجية واضحة في التعامل مع محبي النادي و داعميه فهناك تهميش لأشخاص يقفون بكل قوة مع ناديهم تحت شعار من (يحب ناديه فليحضر) ولكن هذه السياسة تنقلب رأساً على عقب حينما تمنح الرواتب والمكافآت لأشخاص هم من الذين استفادوا من النادي وعمل هؤلاء كان يقوم به أشخاص متطوعون هذا الأسلوب جعل الذين يستفيد منهم النادي يبتعدون حفاظاً على كرامتهم بينما أعطى الفرصة للمنتفعين والمستفيدين وأصحاب المصالح الشخصية للتواجد والحضور وأكبر دليل الخسارة الكبيرة من شباب التعاون التي كشفت هؤلاء ... إنني أخشي أن تقود السياسة المضطربة والمزدوجة الرائد من كيان كبير يعج بالمحبين إلى فريق كرة القدم يحقق الانتصارات تارة ويخسر في الأخرى دون أن يكون له روح أو صوت أو محبين عاشقين يغارون عليه ويساهمون في الارتقاء به وتطويره و حمايته .