|


أحمد المطرودي
قيادة الرائد وحظ الهلال
2010-11-09
عندما حقق الهلال الفوز على الرائد بأربعة أهداف نظيفة أرسل لي أحد الأصدقاء رسالة يقول فيها (أعطني هلالاً وارمني في البحر) في إشارة إلى قوة حظ الهلال الذي أضاع خصمه ضربتي جزاء كان من الممكن أن تغيرا كثيراً من مجرى المباراة وتحققا للرائد الفوز وتنقلاه من المناطق المخيفة إلى مناطق أكثر أماناً وعندها ستتغير أمور كثيرة وسيكون الفوز الرائدي انطلاقة حقيقية للفريق تعيد توازنه مرة أخرى وتعيد الثقة للاعبيه ولجماهيره ولإدارته التي تواجه ضغوطاً كبيرة بسبب الخسائر المتتالية التي يتعرض لها الفريق ولكن هل بالفعل فاز الهلال بالحظ أم أن هناك ظروفاً أخرى تسببت في هذه الخسارة المؤلمة والتاريخية للرائديين وشخصياً أؤمن بدور الحظ في حياة الإنسان وأنه بدون توفيق الله فلن يستطيع أي شخص تحقيق النجاح مهما كانت قدراته وإمكاناته بل إن بعض الناس يملك عقلاً كبيراً وحضوراً قوياً ويسعى دائماً لتحقيق أهدافه وغاياته ولكنه يواجه عراقيل كثيرة تمنع عنه الوصول إلى هذه الأهداف وتلك الغايات ولكن هل الحظ وحده هو من يحقق الانتصار والوصول إلى ما يريده الإنسان؟ بل إن الله سبحانه وتعالى جعل هناك أسباباً لتحقيق النجاح على الإنسان أن يقوم بعملها وألا يركن إلى الخمول والكسل ويرمي إخفاقه وفشله على الحظ وألا يستسلم لهذا الهاجس الذي يمنعه من مشاهدة الأخطاء التي وقع فيها وقد يتساءل أي متابع لم يشاهد المباراة.. هل من الغرابة أن يفوز الهلال على الرائد حتى يوصف فوزه بالحظ؟ طبعاً الهلال فاز واستحق ذلك لأنه يملك الأدوات الفنية والمهنية ولكن ليس بهذه النتيجة الكبيرة التي لا تعكس واقع المباراة، فالهلال وهو مكتمل لم يحقق أي هدف وفي الشوط الثاني وخلال ربع ساعة يسجل أربعة أهداف وصفوفه ناقصة لاعباً مهماً وفي مركز حساس جداً وهذا الشيء كشف الكثير من الأمور والأخطاء الموجودة في فريق الرائد والتي تكررت للأسف الشديد من الموسم الماضي وتُعاد نفس الأخطاء هذه السنة بسبب عدم قناعة الإدارة بعقول وأفكار أبناء النادي ولكنها تثق كثيراً حينما يأتي الرأي من أشخاص خارج الأسوار وكأن هؤلاء قلوبهم تتفطر حزناً على خسارة الرائد وتفرح لانتصاره ولكن أكثر ما يطبق المثل (زامر الحي لا يطرب) في الرائد الذين دائماً ما يرتمون بأحضان الآخرين ويسيئون التعامل مع أبنائهم!
بل لقد رصدت كاميرا التلفزيون أشخاصاً رائديين وهم يرتدون شالات الهلال ويشجعون ضد ناديهم، بل إن بعضهم قد مثل بعض الألعاب الفردية في النادي ولكن سياسة هؤلاء هي الاتجاه مع "من غلب" فلا مبادئ لهم ولا انتماء صادق يدفعهم بل أصبحوا عالة على جماهير الرائد الوفية والمخلصة لناديها وحبها وعشقها وممثل بلدها وتناسوا أن الحب الحقيقي يجب أن يكون لناديهم ولا مانع من حب ناد آخر إذا كان يلعب في مواجهة الأندية الأخرى تماماً كما يحدث في كثير من دول العالم ولكن حينما يواجه فريق بلدهم تجدهم جميعاً هبوا لنصرة ناديهم والوقوف معه وهذه السلبية في بعض جماهير الرائد ظهرت في الفترة الأخيرة عندما ذهب الجيل الذهبي لهذه الجماهير والذي أبهر الناس بحبه وعشقه وإخلاصه بعيداً عن المحسوبيات والمصالح الشخصية حتى جاءت أجيال عشقها وحبها حسب المزاج أو المصلحة أو موقع الفريق، فلو فاز الرائد على الهلال لذهبت هذه الجماهير لمقاعد مدرجات الرائد واحتفلت بهذا الفوز لأنهم من غير مبادئ ولا قيم تحد من تصرفاتهم السلبية.. أما أسباب الخسارة الثقيلة والعجيبة فهي تكمن باختصار بعدم وجود القائد المربي داخل أرض الملعب وعلى دكة الاحتياط الذي يستطيع أن يعد اللاعبين نفسياً قبل وأثناء المباراة، فلو أن اللاعبين أعادوا توازنهم بعد إضاعة ضربة الجزاء الثانية لأمكن تحقيق الفوز ولكنهم اعتقدوا أن إضاعة ضربة الجزاء الثانية يعني التسليم بالخسارة حيث وقف اللاعبون يتفرجون على لاعبي الهلال وهم يسجلون الأهداف المتتالية والخطأ الآخر حينما تعطى ضربة الجزاء إلى لاعب أهدر قبلها ولم يستفد الفريق من الخطأ السابق في مباراة التعاون عندما منحت ضربة الجزاء للمشعل مرة أخرى بعد إضاعتها.. وقد كشفت المباراة عن حاجة الفريق إلى لاعبي ارتكاز يجيدون الدفاع فالمجموعة كلها ذات طابع هجومي وبالتالي تقدم المستوى الجميل لكنها تخسر وهنا لابد للفريق أن يعوض خسائره بالفوز على الفيصلي غداً وإعادة توازنه وتوهجه وبشيء من التعديلات يستطيع الرائد أن يحقق الفوز وينطلق نحو المقدمة مبتعداً عن شبح الهبوط، فهل يصالح لاعبو الرائد جماهيرهم المتعطشة أم أن الوضع سوف يستمر على حاله؟.