|


أحمد المطرودي
رغم الفوز .. بسيرو احذر
2010-11-23
مشاركة المنتخب السعودي في دورة الخليج بغياب عدد كبير من نجومه الأساسيين قد يكون مؤثراً إيجابياً لا سلبياً بحيث يتم اكتشاف أسماء وعناصر جديدة من الممكن أن تخدم الكرة السعودية، وأيضاً إبعاد الأخضر عن الترشيحات والضغوطات التي دائماً ما تجعل اللاعبين في توتر مستمر داخل وخارج الملعب وهو ما جعل الأخضر يخسر في دورات الخليج ويحقق كأس آسيا.
إشراك مجموعة كبيرة من الأسماء الجديدة قد يجعل المسألة تبدو معكوسة، فاللاعبون يبتعدون عن الضغوط وكل لاعب سيحاول إثبات وجوده بمضاعفة الجهود وتحقيق نتائج أكثر قوة وقد يحقق الأخضر كأس البطولة وكاد أن يحقق الأخضر كأس الخليج السابقة في عمان وخسر في ضربات الترجيح أمام المستضيف منتخب عمان الذي حصل عليها لأول مرة.
وأكبر مشكلة تواجه الأخضر السعودي من عشرات السنين هي كثرة التغييرات في صفوفه، فالمعسكرات لها لاعبون، وفي المباريات الودية تشكيلة، وعندما تبدأ المواجهات تتغير كثير من الأسماء ولا أحد يعلم من سيمثل المنتخب فالتغييرات المستمرة أفقدت المنتخب السعودي هيبته وهويته وشخصيته داخل أرض الملعب وحضر بسيرو فزاد الطين بلة بكثرة التغييرات التي يحدثها وهذا دليل تخبط واضح وعدم قدرة على اكتشاف مواطن القوة والخلل وعلى الثقة بالأسماء التي يتم اختيارها فأسماء تنضم إلى صفوف الأخضر وهي لم تقدم شيئاً مع أنديتها بل بعض الأسماء كانت احتياطية في فرقها ومع ذلك يصر بسيرو على اختيارهم ... والمشكلة التي جاء بها بسيرو معه ليزيد معها من حجم المشاكل هي طريقة ونوعية اختياراته فهو لا يرى ولا يشاهد إلا أسماء معينة من أندية معينة دون التفكير في اكتشاف أسماء جديدة من أندية متنوعة فالمنتخب ليس حكراً على هذه الأندية وكل لاعب في أي ناد وأي موقع له الحق في تمثيل منتخب بلاده خاصة أن الفترة الزمنية التي قضاها بسيرو في السعودية كافية لأن يذهب ويشاهد جميع لقاءات الأندية ويطلع على مستويات اللاعبين في الأندية الأخرى، فمنذ سنوات لم نشاهد أن مدرباً اكتشف لاعباً لا تعرفه الجماهير السعودية الذي كان ينقب ويبحث ويدعم كل موهبة في أي ناد كان صغيراً أم كبيراً وهذا الشيء لم نعد نراه الآن وكأن المنتخب فقط للأندية الكبيرة ومن أراد أن ينضم إلى الأخضر فعليه فقط أن يفكر في الانتقال لهذه الأندية وإلا فلن يحصل على شرف تمثيل منتخب بلاده.
وأنا أسأل بسيرو لو لم يكن مثلاً محمد الشهلوب في الهلال هل سينضم إلى المنتخب وهو الاحتياطي في ناديه؟ رغم تقديمه المستوى الجيد بالأمس أمام اليمن لا يعبر عن حقيقة الكرة السعودية مهما كانت نتيجة المباراة فإعداد منتخب يختلف عن إعداد فريق ناد ولابد من إعادة النظر في طريقة الإعداد وقد يرى البعض أن الإعداد لكأس آسيا يأتي من خلال إراحة العناصر التي تتعرض للإجهاد والإصابات في الدورة وهذا من أكبر الأخطاء التي تواجه المنتخب السعودي لأن دورة الخليج إعداد قوي للأخضر وفرصة لتحقيق الانسجام وإعادة الثقة في نفوس اللاعبين وللشارع الرياضي.
وعلى الرغم من فوز الأخضر أمس بنتيجة كبيرة على نظيره اليمني فإنه ليس مقياساً وعلى بسيرو أن يدرك أن بقية المباريات تحتاج إلى جهد وعلى اللاعبين ألا تخدرهم هذه النتيجة.