|


أحمد المطرودي
المنتخب السعودي النقد والتطبيل
2010-11-30
دائماً ما كنت أطالب الإعلام السعودي بنقد العمل لا النتائج، فالشخص حينما يقوم بأداء عمل وتكون خطوات هذا العمل صحيحة ويؤديه بشكل قوي وتكون الأخطاء بسيطة فعلى الناقد أن يشيد ويمتدح ويدافع عن صاحب العمل حتى لو كانت النتائج سلبية لأن ذلك يخضع لمعايير وظروف أخرى خارج إطار العمل "فالمعلم الذي يقدم رسالته التعليمية لطلابه بشكل صحيح ليس من الضروري أن تكون نتائج هؤلاء الطلاب مقياساً لمستواه والعكس" لأن هناك ظروفاً أخرى تساهم في تغيير النتائج بالسلب أو الإيجاب وهذا ما ينطبق على مدرب المنتخب السعودي (بسيرو) الذي مارس أخطاء كثيرة في إعداد المنتخب وفي تشكيله وفي التغييرات ومع ذلك فهو يحقق التأهل في نصف نهائي الخليج مما يجعل البعض يرى أن هذا إنجازاً يسجل للمدرب ويعتبرون أن الانتقادات التي وجهت للمدرب لم تكن منصفة، وراح بعضهم يمجد طريقة المدرب والمنتخب والمستوى وكأن المنتخب السعودي لم يحقق أي بطولة إلا في قدوم هذا المدرب ولا أدري كيف استطاع بسيرو أن يعوِّد لاعبيه على الخطة والتكتيك وهو الذي لم يقم بتدريبهم إلا أياماً بسيطة؟!
البعض من المحللين والصحفيين المدافعين عن المدرب يرون أن يكون هناك ضرورة لوجود منتخب رديف للأساسين ويشيدون بطريقة بسيرو على هذا النهج بأن جعل للكرة السعودية أكثر من منتخب وهذه فكرة رائعة ولكن تطبيقها جاء بشكل خاطئ لأن غالبية الأسماء التي ضمها "بسيرو" لم تكن أسماء شابة يمكن الاستفادة منها في المستقبل في الفائدة المرجوة من وجود لاعبين لا يمكن أن يخدموا المنتخب إلا سنوات بسيطة وهم في نهاية حياتهم الرياضية ناهيك عن تقيد الأسماء التي تعتبر غير أساسية في أنديتها... وبصراحة إن الإستراتيجية التي عملها بسيرو في منافسته على كأس الخليج غير واضحة، فمرة يقال إن المنتخب يشارك ليس للمنافسة وأنها للمشاركة وأخرى لإعداد منتخب للمستقبل وهكذا والحقيقة أن الجماهير السعودية لا يمكن أن ترضى أن يشارك منتخب بلادها لمجرد المشاركة وتفرح الناس لمجرد التعادل في آخر الدقائق مع قطر ونسي بسيرو ومن يدافع عنه أن طموح السعوديين ليس التعادل مع قطر ولكن أكبر من ذلك لما تملكه الكرة السعودية من أرضية فنية قوية تساعد أي مدرب أن يصنع منتخباً قوياً يستطيع أن ينافس بقوة ويحقق الطموحات، فالمشاركة لم تكن بمجموعة من الشباب الذين لو خسروا النتيجة فسوف تكسبهم للمستقبل ولم تكن بأسماء قوية وأساسية تستطيع أن تحقق البطولة وترفع اسم الكرة السعودية وتعيد الثقة للشارع الرياضي..
ولهذا فالمدرب بإعداده وخطته وتشكيلته كان سلبياً وحتى لو حقق الكأس فسيكون ما فعله خاطئاً ولكن لو أن المدرب قام بإعداد الفريق واجتهد في اختياراته للأسماء المستحقة من جميع الأندية وليس أندية معينة وقام بمعسكر مفيد في تجانس اللاعبين وتكيفهم مع بعض وجاءت اختياراته للتشكيلة مناسبة وتغييراته جيدة وفلسفته واضحة وأسلوبه اتضح في انسجامية اللاعبين يتحقق شخصيته وهويته ومن ثم خسروا وجاءت النتائج عكسية وغير متوقعة فلا بد هنا من إنصافه وعدم الاستعجال عليه وإعطائه حقه وعدم تحميله الخسارة لأن هناك عوامل أخرى قد تكون هي السبب الرئيسي في هذه الخسارة، وعندما يصل النقد الإعلامي إلى هذا المستوى فإن ذلك سيعود طبعاً بالفائدة على الكرة السعودية التي بالتأكيد ستحقق التطور السريع لأن هناك إمكانات كثيرة لابد من الاستفادة منها وتطويرها.

وقفة
ـ في زحمة المهاترات والاستهجان والصراخ المفتعل وعدم الجدية في الطرح الإعلامي يظهر المذيع المتميز (رجاء الله السلمي) كوجه إعلامي راق يبسط إبداعه على الساحة العربية كواحد من أفضل المذيعين فيها.