|


أحمد المطرودي
وماذا بعد الخسارة؟
2010-12-07
رغم الانتقادات الكبيرة التي وجهت للمنتخب السعودي في مشاركته بدورة الخليج وعلى المدرب بسيرو إلا أن المنتخب كاد أن يخطف الكأس وقد ذكرت في مقال سابق وتحديداً قبل بداية البطولة أن المنتخب رغم الأخطاء الكبيرة التي حصلت في إعداده وطريقة الاختيار إلا أنه مؤهل لأن يحقق البطولة ليس من خلال منتخب يقوم بإعداده المدرب ولكن من خلال الأساسيات الفنية الموجودة في المجتمع السعودي، فهل يستطيع بسيرو مثلاً أن يدرب اليمن ويتمكن من تقديم منتخب جديد يصل إلى النهائي؟ والغريب أن الذين دافعوا عن بسيرو وطريقة إعداده واختياراته لم يعتمدوا على أساسيات فنية وأدوات نقدية بل حكموا على نتائج المباريات رغم أن الأخضر لم يلعب سوى لقاءات بسيطة.. فاز على اليمن وتعادل مع قطر في آخر الدقائق وفاز على الإمارات والأخير لم يكن في الصورة الفنية المؤهلة التي من خلالها يمكن الحكم على المستوى الفني لمنتخبنا وجدارته بالفوز وبعض النقاد أشادوا بتكتيك بسيرو وطريقته واختياراته وهؤلاء هم من يستخدم الأسلوب النقدي "السفري" المعتمد فقط على نتائج المباريات ويحكمون على الأمور على طريق "السلق" دون البحث عن المسببات سواءً كان بالفوز أو في الخسارة، ولو افترضنا أن المدرب بسيرو أقام معسكراً إعدادياً للمنتخب وقدم عناصر جديدة وشابة وقدم الأخضر مستويات رفيعة فيها التكتيك والمهارة ولكنه لم يوفق في تحقيق النتائج لظروف غير فنية سواءً بخطأ فردي أو بمؤثرات خارجية أو من خلال أخطاء تحكيمية هل سنحكم على المدرب بالفشل ونطالب بإقالته وإحضار البديل؟ فالحكم على نجاح بسيرو من خلال فوزين على اليمن والإمارات وتعادل مع قطر هو حكم غير منطقي أبداً وذلك لأننا نعرف طريقة الاختيار والإعداد والتشكيلة التي يشارك بها ولو جاءنا منتخب لا نعرف طريقة إعداده وقدم مستويات رفيعة وحقق الفوز لعذرنا هؤلاء حينما يشيدون بمدربه من خلال النتائج ولكن أن تعرف طريقة المدرب بالاختيارات وكثرة التغييرات وعدم الثبات في تشكيلته وتخبطه في صناعة هوية وشخصية رغم المدة الطويلة التي قضاها في المنتخب ثم تقرر نجاحه من خلال نتائج وقتيه أعتقد أن ذلك حكم يفتقد الكثير من الدقة والموضوعية وهذا ما يجعلني دائماً أطالب بأن يكون النقد للعمل لا للنتائج.. فاليوم الذي ننتقد بسيرو على عمله رغم وصوله النهائي الخليجي هو ما يجعلنا ندافع عن آخرين رغم أنهم قد حققوا نفس ما حققه بسيرو أو أقل وعندما يصل الإعلام السعودي إلى نقد العمل واستخدام أدوات نقدية وفنية سيتطور سريعاً ونعطي كل ذي حق حقه ونستطيع أن ننصف أي شخص يعمل بشكل صحيح ولم يحالفه التوفيق أو جاءت الظروف عكس عمله، والغريب أن هناك من دافع عن بسيرو بحجة عدم وجود لاعبين في صفوفه وكأنه حضر للتو ولم يشارك في اختيار اللاعبين، فالمدرب هو من صنع السوء في المنتخب حتى صار طموح السعوديين التعادل مع قطر والفوز على اليمن والإمارات رغم أننا حصلنا على ما هو أكبر من كأس الخليج وهو كأس آسيا وتأهلنا إلى نهائيات كأس العالم فالمفروض أن يكون التطور إلى أعلى وليس العكس وأي منتخب في العالم هو نتاج الأندية والدوري فإذا كان الدوري قوياً صار المنتخب قوياً شريطة حسن الاختيار ودقته والإعداد المناسب بتحقيق الانسجام والهوية والشخصية وهذا ما جعلنا نرفض أن يكون هذا المنتخب الذي لعب في كأس الخليج هو ما يمثلنا لأنني أرى أن الكرة السعودية قادرة على صناعة منتخب يستطيع أن يحصل على كأس الخليج بسهولة نظراً للفوارق الفنية بين السعودية ودول الخليج وبعض النقاد أشاد بطريقة إيجاد منتخب رديف للمستقبل معتبراً هذا المنتخب الذي قدمه بسيرو في كأس الخليج نموذجاً لهذه الفكرة، والحقيقة أن تطبيقها كان خاطئاً فالأولى أن يتكون منتخب الرديف من مجموعة من الأسماء الشابة والجديدة التي ينتظرها مستقبل وليس من لاعبين كبار في السن وسبق تجربتهم في منتخبات سابقة وتواجدهم لن يعطي أي إضافات فنية، فلا نحن الذين شاركنا بمنتخب أساسي وقوي يحصد الكأس ويرفع الرأس ولا بمجموعة من الشباب الذين نعذرهم حينما يخفقون وننتظر منهم المزيد في المستقبل ورغم أنني شخصياً ضد هذا التوجه بعدم المنافسة على كأس الخليج بحجة الاهتمام بكأس آسيا فما المانع أن يستعد الأخضر لكأس الخليج ويحصد البطولة ويكون جاهزاً لكأس آسيا وتصفيات كأس العالم؟

وقفة
قدم الزملاء في برنامج (إرسال) عملاً إعلامياً رائعاً تمكنوا من خلاله من جذب انتباه المشاهدين وجاءت مداخلة الأمير خالد الفيصل لتنصف عمل الثلاثي المتميز محمد النجيري في الإعداد وبندر وعلي الشهري في التقديم.