|


أحمد المطرودي
الرائد جماهيرية الأرقام
2010-12-28
للمرة الثانية يتمكن الرائد من تحقيق لقب أفضل فريق في الجولة وبنفس الطريقة، حيث تمكنت جماهير الرائد من قلب الموازين من أكبر الأندية جماهيرية وخطف التفوق لصالحها، وهذا الأمر يجعلني أتوقف عند نقطة الخلاف المستمر حول الأكثر جماهيرية، فبعض المتابعين حاول التقليل من كثافة الجماهير الرائدية التي ترصدها كاميرا التلفزيون وتظهر الحضور الكبير للجماهير الرائدية التي لا شك أصبحت علامة مميزة وفارقة في الدوري السعودي، وحينما تناقش أي شخص يحاول أن يطمس هذه الحقيقة يجد له مخرجاً جيداً بالعودة للأرقام وعدم الاعتراف بالصور أو العين المجردة رغم أن الجميع عرف جماهيرية الأندية من خلال صور المدرجات التي هي أبلغ حقيقة، بينما جاءت الاستفتاءات والإحصاءات بنتائج غير مقبولة أبداً فإذا كان الاتفاق أو القادسية أو الشباب أكثر جماهيرية مثلاً من الرائد فلماذا لا نشاهد هذه الجماهير في مقاعد المدرجات بينما غطت جماهير الرائد الملعب بحضورها وكثافتها في لقاءات تاريخية معروفة وقد هاجمتني بعض مواقع الأندية التي لا تملك جماهيرية بحجة أنني متعصب لم أنصفهم وقدمت الرائد وجماهيره على جماهيرهم؟
ولا أدري كيف نستطيع أن نعترف بحقوق وميزات الآخرين طالما أن الحقيقة ممكن أن تذوب وتختفي في وجود الصراخ واختلاط الحابل بالنابل، والآن بعد أن حقق الرائد الفوز في لغة الأرقام التي يتحدث عنها هؤلاء هل يعترفون بجماهيرية الرائد بعد أن تجاهلوا الحشد الجماهيري الكبير الذي يشاهده الناس عبر التلفزيون وصادق عليه حضور المباريات من المحايدين؟ أم أن لغة الجدال العقيم والسلبي التي لا تعتمد على الحجج والبراهين هي التي سوف تسود في أطروحات هؤلاء بعد أن تحولت لغة الحواري والاستراحات إلى لغة إعلامية مفضلة؟ وبدلاً من استقطاب كوادر ترفع مستوى الوعي الجماهيري أصبحنا نشاهد أشخاصاً لا يملكون أي فكر أو مفردة صحفية راقية يتصدرون القنوات وتكتب عنهم المعلقات، وبدلاً من تنوير الصحفي للجماهير ومحاولة رفع مستوى الوعي والارتقاء بأساليبهم وتعاطيهم وتعاملهم مع المنافسين صارت الجماهير هي التي تقود هؤلاء وتحرضهم على الصراخ والإزعاج والإثارة المفتعلة لأنهم يعتقدون أن عدم الاعتراف بإيجابيات الآخرين سوف يقلل من قدرهم وقيمتهم وإنجازاتهم، وعلى العكس فالاعتراف بما يملكه الآخرون سيوثقها لهم وعلى طريقة "شهد شاهد من أهلها".