|


أحمد المطرودي
النقد (السفري)
2011-01-11
قبل سنوات تحدث الأمير سلطان بن فهد عن دور الإعلام وأهميته، واعتبره شريكاً في الإنجاز والإخفاق، وأتذكر أنني علقت على هذا الموضوع المهم لأن الإعلام هو أساس حضارة الشعوب، وتطور ونماء الدول، وهو يعكس واقعها وفكرها وثقافتها وقدرتها على مواكبة التطور والنماء السريع، وقد طبق الأمير ما قاله عملياً من خلال تفاعله مع الكثير من الأطروحات والانتقادات الإعلامية مبدياً احترامه لكل الآراء المطروحة، وقد شدني اللقاء الذي أجراه الزميل المتألق محمد الدرع في القناة الرياضية من خلال شمولية المحاور المطروحة وقدرة الزميل على بحث الكثير من الموضوعات المهمة والحساسة، والتي يعتبر طرحها في هذا الوقت عملاً إعلامياً جريئاً ومتميزاً حيث تحفظ الأمير سلطان على طريقة الانتقادات السلبية والتي تعتمد في طرحها على أسلوب غير محبب للنفوس مما يتسبب في شحن الرأي العام وتشتيت ذهن المسؤولين وتحطيم معنويات اللاعبين، وعندها لن يحقق النقد أهدافه السامية في تصحيح الأخطاء والوصول لأفضل المستويات، بل قد يزيد المشكلة ولا يحلها، وقد لفت انتباهي أيضاً ثقة الأمير في نفسه وأن لديه الشجاعة في أن يعالج ويصحح أي خطأ قد يقف عائقاً أمام تحقيق الإنجازات، وهو يؤكد دائماً أنه يستفيد من النقد الهادف الذي يسعى صاحبه للمصلحة العامة بعيداً عن الميول المتعصبة أو المحسوبيات المريضة التي قد تعصف بالطموحات وتنسف الجهود وتهدم الآمال، وقد طبق الأمير سلطان ما قاله فعلاً حينما أصدر قراره الشجاع بإقالة المدرب بيسيرو وإحلال الجوهر مكانه وهو هنا يعدل مسار الأخضر إلى الأفضل منهياً معاناة سنوات مع تخبطات هذا المدرب الغريبة والتي لا يمكن أن توصف بأخطاء ممكن مناقشتها بل هي كوارث وقفز على الأبجديات وممارسات لا يمكن أن تصدر من شخص يعرف جزءاً بسيطاً من كرة القدم، فلا توظيف لقدرات اللاعبين، ولا تشكيل مناسب، ولا طريقة لعب معقولة، ولا إعداد يحقق الهوية والانسجام، ولا تغييرات داخل أرض الملعب توحي أن هذا المدرب يفهم في كرة القدم وفي جوانب غير فنية لا تجده قائداً يحسن إدارة الأمور والتعامل مع الإعلام والتحدث بقدرة ولباقة، وليس قادراً على تحقيق ثقة الناس والمتابعين رغم أنه يحاول أن يحقق مكتسبات وقتية بإرضاء الإعلام والجماهير ولو كان على حساب المستوى الفني، وأكبر دليل إبقائه على ياسر القحطاني رغم تواضع مستواه وعدم استفادته من غالب وعباس ومهند عسيري وريان بلال وعبد الرحمن القحطاني، وجاء قرار إبعاده صفعة في وجه (النقد السفري) المعتمد على النتائج فقط دون النظر للعمل.