|


أحمد المطرودي
ما نحتاجه الآن
2011-01-18
الوضع الرياضي لدينا يمر بأزمة خانقة، والسبب في عدم معالجة الجروح هو غياب التشخيص الحقيقي للداء، وبالتالي كثرة التداوي والعلاجات الخاطئة بسبب إعطاء القوس لغير باريها... ابتداءً من أن يخرج وينظر ويصارخ ويمارس أساليب متدنية تستعيبها في المجالس الخاصة والودية، فما بالك أن تظهر عبر شاشات التلفزيون؟!
للأسف إن مسؤولي القنوات الفضائية ابتداءً من القناة الرياضية لدينا هم السبب الرئيسي، لأن الذين يخرجون للناس ويمارسون الانتقادات هم أشخاص لا يملكون الأدوات المهنية، وليس لديهم الفكر والخلفية الرياضية التي تتيح لهم المجال في إثراء عقلية المتلقي وتدعيمه بالثقافة والفكر المستنير، لأن فاقد الشيء لا يعطيه، والشيء الوحيد الذي يمتلكه هؤلاء هو قدرتهم على تكوين علاقات مصالح مع مسؤولي البرامج الرياضية والقنوات الفضائية، لينقلوا للمشاهدين وللناس ما يحدث في جلساتهم الليلية وسهراتهم الخاصة بطريقة مخجلة ومقززة تعتمد على الحركات الهستيرية، وتصنع الإثارة وادعاء الجرأة والقوة في الطرح بحركات وتمثيليات مكشوفة، وهم يستخدمون أساليب النقد ليس للإصلاح ولكن حتى يتلقى الإشادات ولا يخاف، ولكن الحقيقة أنه ينطبق عليه (من أمن من الظهور لبكى وأبكى من حوله استجداءً لأن يشفق عليه هذا المسؤول أو ذاك في السماح له بالظهور)، حتى أن أحدهم يعرض خدماته على المذيع قبل الهواء بأن لديه الرغبة في أن يقول أي شيء حتى تكون الحلقة مثيرة، وهذه الإثارة المصطنعة قد تأتي على حساب الحقائق والمصلحة العامة، وقد يظلم من خلالها أبرياء وقبلهم آخرين زوراً وبهتاناً، وقد تسبب هؤلاء للأسف بفرقة المجتمع السعودي، ونشر الحقد والتعصب والكراهية بين الأجيال، وأولى خطوات التصحيح في نظري هي استئصال هؤلاء الذين يدعون القوة والجرأة من الإعلام السعودي، وتنقية الصوت الإعلامي من هذه الأبواق الشاذة، وإحلال من لديه القدرة على الإنصاف والنقد الإيجابي والطرح المتزن مكانهم، فما حدث لمنتخبنا قبل كأس الخليج وبعدها والخسائر المخجلة التي كان آخرها خسارة الخمسة اليابانية بالأمس كشفت حاجة الإعلام السعودي للناقد المتمكن المحب لمهنته ولوطنه، ولا يكون الإعلام هو طريق العاطلين والذين لا يحملون ما يؤهلهم للمواقع المسؤولة التي يشغلونها.