|


أحمد المطرودي
واقعنا والتجربة الآسيوية
2011-02-08
الذي يقول إنه ليس للاتحاد ضربة جزاء أمام الهلال هو في الواقع يخالف نفسه لأنه لا يمكن أن يختلف عليها اثنان، ولكن هل ضربة الجزاء التي لم تحتسب للاتحاد هي ضربة الجزاء الوحيدة التي لم تحتسب؟
هناك الكثير من ضربات الجزاء التي لم يوفق فيها الحكام وتسبب ذلك في وقوع الظلم على بعض الأندية، وخسرت هذه الأندية الكثير من النقاط التي حرمت بعضها من المنافسة، والأخرى تسببت في هبوطها أو لنقل الاقتراب منه، لكن هذه الأندية لم تكن ردة فعلها كما حصل في لقاء الأحد الماضي حيث خرجت بعض جماهير الاتحاد عن طورها ومارست تصرفات مرفوضة وكأن الحياة قائمة على تحقيق الفريق للفوز على الهلال وبدون ذلك الفوز فإن هذه الجماهير لن تشعر بالفرح أبداً والحقيقة أن هذه الثلة من الجماهير هي نتاج الشحن الإعلامي الذي سبق المباراة وصور الخسارة بالمأساة وكأن الهلال والاتحاد ليسا من أندية الوطن، ويخسر الإعلام الجولة ويكسب الناديان الكبيران بما يضمانه من رجال هم في محل المسؤولية، فقد كان سامي الجابر في قمة مثاليته وهو يتعامل مع نتيجة المباراة دون إساءة للخصم أو التهاون في قيمته وقدرته، وأكمل المنظومة نائب رئيس الهلال حينما أشاد بالاتحاد ولم يتدخل في شؤون ليست من مسؤولياته، وأعجبني الإداري الفولاذي حمد الصنيع وهو يتحدث بكل احترام وتقدير عن الهلال وكان نقده للحكم مثالياً وموضوعياً دون تجريح أو تهويل، ولم تستوعب الجماهير التي قامت ببعض الممارسات الخاطئة تلك الروح الجميلة التي بدأت بها المباراة حينما اصطف لاعبو الاتحاد في منظر متميز لتحية مدربهم السابق كالديرون رغم أنه يدرب الفريق المنافس، وعقب نهاية المباراة كان لاعبو الاتحاد في قمة مثاليتهم وهم يخسرون بالتعادل ليس عطفاً على مستوى المباراة ولكن لفقدان الفريق فرصة إيقاف الهلال واللحاق به واقترابه من تحقيق البطولة وهذا الذي حدث يدل على تمتع إدارتي الناديين بقدرات رائعة في تجهيز اللاعبين نفسياً قبل خوض مثل هذه المواجهات، والتعامل الاحترافي للاعبين بعدم المبالغة في الفرح المستفز للخصوم والانهيار وأحداث الفوضى والاعتراض عند الخسارة، وهذا يصير حينما يكون المسؤول قدوة للاعبين في التعاون مع الحكام وقراراتهم والإيمان بأن الرياضة فوز وخسارة فنحن مقبلون على عهد جديد للرياضة السعودية بقيادة الأمير الشاب نواف بن فيصل الذي سيسعى بكل تأكيد لوضع أجندة واضحة وبارزة في المستقبل لغرس هذه المفاهيم.