|


أحمد المطرودي
الرائد والتعاون العودة للوراء
2011-03-01
ظهور ديربي القصيم بين قطبي بريدة الرائد والتعاون بهذا المستوى المتدني يدعو للقلق لكل من يعشق لقاءات الفريقين والتي ارتفعت في مستواها في اللقاءات الأخيرة بعد دخول الاحتراف وتغيير جلد الفريقين بأسماء من أندية أخرى، إضافة إلى وجود العنصر الأجنبي الذي أضاف نقلة فنية على مستوياتهما وشاهدنا بعض اللقاءات المتميزة والتي اعتقدنا أنها ستنسينا تلك المباريات التي تكون فيها الكرة في المدرجات أكثر من الملعب ويظهر الحماس في الألعاب دون إظهار فنيات كرة القدم، ولقاء الجمعة الماضي أعادنا للوراء سنوات طويلة، حيث لم نشاهد كرة قدم حقيقية فيها المهارة والتكتيك والحرفنة بل التكتل الدفاعي والأخطاء المتكررة والضغط النفسي غير المبرر، وحينما نتساءل عن سبب العودة لمثل هذه المستويات رغم تغيير اللاعبين حيث لا يوجد أي لاعب من النادي عدا واحد أو اثنين، وأين التطور في المستويات الذي كنا نأمله بعد أن تغير جلد الفريقين، والإجابة على هذا السؤال من وجهة نظري يعود للإعداد المعنوي والنفسي للفريقين، حيث إن إدارة كل فريق شحنت لاعبيها بالتحفيز المبالغ فيه والإعداد غير الطبيعي للمواجهة والأهم هو ضغط الجماهير ورغبتهم في تحقيق الثلاث نقاط واتصالهم المباشر واحتكاكهم باللاعبين والشحن الزائد جعل الخسارة في نظرهم كارثة ستحل بالفريق، وانتقلت هذه العدوى لمدربي الفريقين حيث اعتبر كل واحد منهما أن الخسارة من الآخر تعني رحيله وإقالته عن التدريب فعمد إلى عدم الخسارة مهما كلف الأمر، وهو ما حول المباراة إلى كرات مقطوعة وتكتل بشري وعدم القدرة على إمتاع الجماهير الكبيرة التي حضرت المباراة، وكذلك إمتاع المشاهدين من المحايدين.. والحقيقة إن المباراة كانت صدمة لكل من يرغب في الارتقاء بمستوى أندية القصيم ورفعتها وهذا طبعاً ناتج عن المبالغة في المنافسة والتحدي والخوف من الآخر رغم أن المباراة كانت نظيفة ومثالية وجميلة من الناحية الأخلاقية، حتى الجماهير الكبيرة كانت أكثر وعياً وحضارية في تشجيعها وتعاملها مع المباراة.. إنني أحمل إدارتي الناديين مسؤولية هذا الضغط النفسي الكبير الذي واجهه أفراد الفريقين، حيث لم يقدم أي منهم المستوى المأمول والذي يجعلنا نستمتع بديربي متميز خاصة وهو الذي لفت الأنظار لكثافة الحضور الجماهيري الذي يتابعه، وأيضاً بعد النقل التلفزيوني صار الملايين يحرصون على مشاهدته والاستمتاع بأحداثه، فهل يتخلص الرائد والتعاون من هذه العقد النفسية ليقدموا لقاءات مفتوحة وجميلة فيها الأهداف والمتعة والإثارة حاضرة.