|


أحمد المطرودي
الآسيوية وثقافة الأرض والجمهور
2011-03-08
يرى كثير من المحللين أن سبب خسارة الأندية السعودية في الآسيوية هو نتيجة انخفاض مستوى هذه الأندية وعدم قدرتها على مجاراة الفرق الآسيوية الأخرى التي تطورت والفرق السعودية تراجعت عن مستوياتها، وشخصياً أرى هذه الحقيقة بالفعل من ناحية تطور الفرق الآسيوية وخاصة في شرق آسيا وتحديداً اليابان وكوريا الجنوبية والشمالية، ولكن هذا التطور وفي مقابله الانخفاض في مستوى الأندية السعودية ليس هو السبب في عدم قدرة هذه الأندية على تحقيق نتائج إيجابية، ولكن في نظري هناك عوامل أخرى تسببت في هذه النتائج غير المتوقعة، ولعل أهم هذه العوامل هو عدم التعامل مع الأرض والجمهور بالشكل الصحيح، ففي الحالتين لا نستفيد من الظروف، حيث نرى لاعبينا وهم يصابون بالذعر والخوف وعدم القدرة على تقديم أي مستوى حينما يشارك الفريق خارج أرضه وكأن الإحساس الداخلي لدى اللاعبين والتسليم بالخسارة تجعل أداءهم غير متوازن، وهذا يتضح حينما يحقق الفريق أي نتيجة خارج أرضه تجد أن المسؤولين واللاعبين والجماهير والإعلام احتلفت بمجرد تعادل، وهذا يجعل فرص تحقيق التأهل تبدو ضيقة وصعبة، فالفريق يحشر نفسه في عنق ضيق حيث يحتاج إلى الفوز على أرضه ليضمن التأهل بعد أن فرط في فرص كثيرة خارج أرضه.. وهو هذا الأسلوب السلبي في التعامل مع الأرض والجمهور خسرنا الكثير من الإنجازات ولم يسلم الأخضر حينما أبقى على حظوظه بالتأهل بشرط تحقيق الفوز في الرياض فنجد الإعلام بكل طاقاته شحن همم اللاعبين وطالب الجماهير بالحضور والوقوف فكانت النتيجة سلبية وخرجنا من كأس العالم بسببها أمام كوريا الشمالية، وما حدث العام الماضي للهلال ويحدث الآن هو عدم التعامل مع الأرض والجمهور، فليس من الضروري أن تخسر خارج أرضك وفي المقابل أيضاً ليس من المحتم أن تفوز على أرضك، ومن العوامل المؤثرة أيضا طريقة الشحن الزائد عن اللزوم، وعدم القدرة على إعداد الفريق نفسياً بشكل طبيعي دون زيادة والتي شاهدناها علة لاعبي الهلال وهم يؤدون بقلق وخوف وارتباك، ولعل الطريقة التعصبية التي تحدث بين أنديتنا في تعاملها مع الفوز والخسارة سبب مهم وبارز في عدم قدرة اللاعبين على التوازن.