|


أحمد المطرودي
ثورة الحب
2011-03-15
حينما أقسم الأمير بدر بن عبد المحسن على أن هذا البلد ليس مثله بلد لم يكن مبالغاً، فقد أثبتت الأيام فعلاً أننا نختلف عن جميع الدول بما وهبنا الله من نعم وأهمها نعمة الأمن تصديقاً لدعاء إبراهيم ـ عليه السلام (ربنا اجعل هذا البلد آمناً)، ففي دول كثيرة لا توجد روابط قوية بين الحاكم والمحكوم، والعلاقات تبدو ضعيفة وهشة فجاءت الثورات الغاضبة لتؤكد ذلك، وقد تكون هذه الشعوب معذورة لما يواجهونه من ظلم وفقر وتشرد وقسوة في التعامل وهو الذي يحدث عكسه عندنا، حيث الحب والتعاطف من القيادة لشعبها فجاءت ثورة السعودية تحت مسمى (ثورة الحب) للقيادة والوطن، فنحن محبون لقيادتنا لأننا ندرك الدور العظيم الذي عملوه للإسلام، فمنذ الرسالة المحمدية لم يشهد الحرمان الشريفان تطوراً واهتماماً مثلما حصل في قيادة آل سعود، ولم يحفظ القرآن منذ نزوله تماماً كما حدث من ولاة أمر هذه البلاد، والله الذي تكفل بحفظ القرآن لا بد أن يحفظه من خلال أياد طاهرة وحانية ومسلمة على العقيدة والتوحيد الخالص حتى وصل إلى جميع أنحاء العالم، ومن أهم الأمور التي تضاف إلى سجلات هذه الدولة أنها قامت على التوحيد الخالص الخالي من البدع والشركيات والتوسلات وتعظيم الأشخاص، فمؤسس البلاد وموحدها الملك عبد العزيز ـ رحمه الله ـ لا أحد يعرف مكان قبره، ولو كان في بلد آخر لكان مزاراً للمتعبدين، وقد كانت جنازة الملك فهد ـ رحمه الله ـ سبباً في إسلام الآلاف حينما شاهدوا البساطة وعدم التكلف في الدفن، ومن الجوانب الخيرية والحب المتبادل تجد أن قادة هذه البلاد منذ تأسيسها قامت على المحبة والعطف والحنان حتى أصبح السعودي هو الأغنى في العالم، بينما دول أخرى تعاني شعوبها من القهر والاضطهاد والقسوة في التعامل ولهذا عاشت في قلاقل وفتن وقتل للأبرياء، ولقد حاول الأعداء استغلال الفرصة حتى تنتقل العدوى لبلادنا لكن الشعب السعودي عرف الكمين وتصدى لمن يحاولون استغلال بعض الأخطاء في مقارنة حكومتنا بهذه الحكومات المتسلطة، ولو قارنا ما يحدث من أخطاء بما حدث من قيادات إسلامية على مدى التاريخ لوجدناها أخطاء بشرية بسيطة لا تستحق العداء والخروج.
لقد نجح الشعب السعودي في (ثورة الحب) لقيادته ولحفظ أمنه.. ودام عزك يا وطن، وتحية ألف للشعب البطل.