واجه التعاون في الأسابيع الماضية ضغطاً نفسياً كبيراً نتيجة احتجاج نادي نجران الذي نكد على الجماهير التعاونية فرحتها بفوز كبير وثمين على أرض نجران وهو الفريق الذي يصعب الفوز عليه هناك، وعاش التعاونيون حالات من القلق والخوف والترقب حتى صدر القرار بقبول الاحتجاج ومصادرة تفوق التعاون الميداني، وتجيير النقاط الثلاث لمصلحة نجران الذي جاء الاحتجاج كطوق نجاة لينفذ بجلده من مغبة الهبوط الأولى وخطف الأحد الماضي ثلاث نقاط قفزت به وأعطت اللاعبين ولمنسوبيه ولمحبيه الهواء النقي والأكسجين ليتنفس النجرانيون الصعداء، وأي متابع للقضية سيدرك تماماً أن للتعاون رجالاته المحبين له المخلصين والقادرين على انتشاله من أي زوابع أو مواقف وقيادته إلى بر الأمان وتحقيق آمال وطموحات جماهيره الكبيرة التي كانت بالفعل الوقود المحرك للإدارة للدفاع عن حقوق النادي بقيادة الصلب محمد السراح الذي أثبت بقوته وتماسكه وتحمله أنه أهل لهذا الموقع، وأن على جماهير التعاون أن تزيد ثقتها أكثر في قدرات هذا الشخص وعدم الالتفات لبعض الأخطاء التي لا تخلو النفس البشرية منها، فقد استطاع تحمل الضغوط الهائلة وأن يقف بثبات وعزيمة ويعد الفريق بشكل قوي لمواجهة الأهلي في لقاء تاريخي صعب لو خسره التعاون لكان موقفه صعباً في تحقيق البقاء، ولكن الإدارة التعاونية وبوجود المشرف المتميز عبدالرحمن أبا الخيل أبعدت اللاعبين عن أجواء الاحتجاج والمشاكل الإدارية ودخل اللاعبون اللقاء بقوة وإصرار حتى تحقق الفوز الذي كان هدية للجماهير التعاونية الصابرة والتي كانت أيضاً تستحق الثناء والشكر لوقوفها مع اللاعبين ومع إدارتها لمواجهة هذا الموقف التاريخي الذي استطاع التعاونيون أن يتجاوزوه ويعيدوا الآمال من جديد في إعلان التحدي والصمود الذي يثبت أن التعاون الكبير استمد قوته من تكاتف رجالاته وحبهم لناديهم بعيداً عن شخصنة الميول وحرب الأشخاص على حساب الكيان فالشعار التعاوني الجميل هو(الاتفاق لأجل التعاون والاختلاف عليه وبسببه)، وهذا الشيء الذي تفتقده بعض الأندية الذين يحاربون النادي من أجل الأشخاص وسمعة وتاريخ ناديهم لا تعنيهم بشيء فالنادي هو الجسر الموصل لأهوائهم ورغباتهم المريضة في تحقيق مكتسبات ليست لهم مما يجعلهم دائماً في صراعات نفسية تقودهم في النهاية لخسارة الجماهير وإحباط ناديهم، لقد أثبتت هذه الأزمة الخانقة أن (التعاون بخير طالما يملك هذه الإدارة الرائعة.
