|


أحمد المطرودي
نواف .. خذلناك
2011-03-29
احتقان وغليان المجتمع الرياضي، وعدم تقبل الناس للقرارات، والتصريحات الملتهبة، والبحث عن الإثارة المصطنعة من قبل الإعلام، وعدم تحمل المسؤولية، وعدم الصدق والأمانة، وكثرة الصراخ والبحث عن الحقوق بالقوة والتعصب وعدم احترام الأنظمة وافتقاد اللجان للمتخصصين، وعدم ثقة الشارع الرياضي ببعض الأشخاص بسبب ميولهم وخلفياتهم السابقة والمتراكمة، وضعف لجان التحكيم والانفلات الإعلامي، وعدم إحساس بعض رؤساء الأندية بالمسؤولية الجماعية والوطنية، وتأثير جماهير الأندية على توجهات المسؤولين فيها والمنافسة غير الشريفة على تحقيق المكتسبات الشخصية، كلها عوامل وقفت في طريق الأمير الشاب نواف بن فيصل الذي كان ينتظر منا الوقوف معه ومساندته بالمصارحة والشفافية والنقد الهادف البعيد عن القمع والتجريح والتشكيك والدخول في النوايا والغيبيات، وليس الأمير نواف بن فيصل بحاجة إلى مقالات الإطراء أو قصائد المديح، لكنه بحاجة إلى الإنصاف والعقلانية، وعدم الدخول في التجريح الشخصي، وكثرة المشكلات هي بالتأكيد عوائق كبيرة للوصول إلى النجاح، ولكن القائد المتمرس والمتمكن يستطيع أن يضع أقدامه على هذه التراكمات ليزيلها وترفعه عالياً، ونواف لن يسير وحده في هذا الطريق ما لم نشعر جميعاً بالمعاناة، ونحس بالمسؤولية ونتحمل من أجل إرساء المركبة إلى بر الأمان، ومن وجهة نظري أن الشرارة الأولى لمشاكلنا تبدأ بالإعلام، فقد حذرنا من دخلاء الصحافة، ومن محبي الإثارة المبتذلة ورواد التعصب، والذين نشروا أفكار الاستراحات على الأستديوهات، فالقنوات تعج بالفوضى والمخالفات والتجاوزات والأساليب الركيكة والضيوف المكررين والضعاف، وكنت أتوقع أن يجد هؤلاء الحزم والرقابة من قبل لجنة الانضباط التي ركزت على المنتديات الإلكترونية وتركت قنوات وبعض الصحف المحلية التي تتصدر صفحاتها الإساءات المتكررة لمخالفيهم في الميول والأهواء. باسم النقد والرغبة في التصحيح والحقيقة (إن كل إناء بما فيه ينضح)، فلو أعطينا الأطفال والمراهقين والمنحرفين والمرضى النفسيين رشاشات ومسدسات محشوة بالرصاص هل سيقوم هؤلاء باستخدامها في طريق الخير والإصلاح؟ أم أنها ستكون وبالاً وشراً على المجتمع؟ لقد أعطيت القوس لغير باريها، وصار العاطلون نقاداً، وتسيدت الرويبضة، وأصبح الجبناء والمرتزقة وأصحاب المصالح الشخصية هم الأقوياء والشجعان بسبب الحرية الإعلامية التي جعلتهم يأمنون العقاب، وعندها نقول لهؤلاء (من أمن العقوبة أساء الأدب).