|


أحمد المطرودي
سيادة التعصب
2011-05-17
عدم ثقة الشخص في نفسه تجعله لا يحتمل الآراء المخالفة فيحاول جاهداً الرد عليها فلا يستطيع لأنه لا يملك الحجج والبراهين ولا يملك القدرة على التنظير والمناقشة وتغليب وجهة نظره وليس لديه الاستعداد لتقبل وجهة نظر الآخرين والاستفادة منها بل يظل يدور حول فكرته المحدودة والمضطربة والتي لا تعتمد على أي مضمون أو خبر صحيح، بل إشاعات وأقاويل وأحاديث استراحات وتفكير أطفال يترسخ في الأذهان فيستمر معه حتى وهو في الشيخوخة ويتوهمون أن لديهم الخبرة والتجربة والنضج من خلال غزو البياض لشعر رؤوسهم، ولكن هم في الحقيقة كبار في السن بعقول أطفال ومراهقين، بل إن الأطفال الأسوياء يتصرفون أفضل منهم، وفي الأندية يتمركز هؤلاء ويقضون وقتاً طويلاً يسرحون ويمرحون وينظرون فيمنحون فلاناً شهادة الحب والعشق لناديه، وينزعونها من آخر، وأي شخص ينتمي لناديهم لا يكون متعصباً ومتطرفاً في حبه لناديهم وكرهه للمنافسين فهذا لابد من طرده وإبعاده عن النادي لأنه لا يكره المنافسين ولا يتمنى سقوطهم مثلنا، والغريب أن هؤلاء من المتعصبين لديهم الثقة في نشر أفكارهم الهدامة وأسلوبهم المريض وطريقة حواراتهم العقيمة ومفرداتهم السوقية والساقطة والتي تعطي انطباعاً عن الطريقة التربوية السلبية التي مورست عليهم من خلال طفولتهم فجعلتهم حتى مع الحب يمارسون الكراهية، لقد حول هؤلاء للأسف الشديد الرياضة من فروسية وتنافس شريف وحب والتقاء وتعارف إلى نار وجحيم وشتائم وحقد وكراهية. بل إن بعض المشجعين يمارسون أساليب نهى عنها الله ـ سبحانه وتعالى ـ ونبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهي من الكبائر كالافتراء على الخصوم أو التشهير بهم ونقل الكلام والغيبة والنميمة التي ابتلي بها الوسط الرياضي، وتعرض زميلنا محمد البكيري للحادثة المؤسفة دليل على أن هذا المجتمع يحتاج إلى مزيد من الوعي من خلال المدارس والإعلام، ولكن حتى من يخرج في الإعلام يمارس الطرح يزكي نار الفتنة، ويشجع على التعصب، فهل يستطيع هؤلاء توجيه المجتمع وهم (فاقد الشيء لا يعطيه)، ولهذا تجد دائماً أن الأندية تعاني من وجودهم، حيث لا يكلون أو يملون لأنهم لا يتعبون ولا ينتجون وتصرفاتهم تعتمد على سب العاملين والتقليل منهم، والمنتديات كشفتهم بعد أن وجدوا الفرصة ليقولوا ما يريدون، فتجدهم ينفثون أفكارهم المسمومة على الآخرين ظناً منهم أنها الحقيقة بسبب تقوقعهم مع أمثالهم، فالطيور على أشكالها تقع.